منهج تعليمي لـ كأس العالم ٢٠٣٤

إعلان سمو ولي العهد نية ترشح المملكة لتنظيم كأس العالم ٢٠٣٤م هو تأكيد على قدرة المملكة على استضافة الفعاليات العالمية، بل أبعد من ذلك فإن مثل هذه الفعاليات هي إبراز لما وصلت إلى المملكة من تقدم في مجالات البنية التحتية والتنظيم وتعكس الازدهار في شتى المجالات.

وتنظيم مثل هذه الفعاليات العالمية تنعكس بشكل كبير على اقتصادات البلدان المنظمة وتجلب الفرص المختلفة، بل تصبح هذه الفعاليات سبب رئيس في زيادة أعداد السائحين ومكتشفي البلدان، وأيضا فإن الإيجابيات والفرص التي تنشأ بسبب هذا التنظيم كثيرة ولا يكفيها مقال.

وإذا نظرنا لتاريخ إقامة كأس العالم ٢٠٣٤م فهذا يعني أن أمامنا قرابة ١٠ سنوات من الإعداد والتخطيط والتنظيم، وبالتالي فإنني سأتناول شق مهم وهو ضرورة إعداد منهج تعليمي وتثقيفي وتربوي يبرز للأجيال المتعلمة الاطلاع على أهم البروتوكولات في استضافة الزوار، والفرص التي يمكن جنيها من خلال الترحيب بالأجانب والضيوف، وكيف يمكننا العمل مؤسسات وأفراد على تقديم تظاهرة عالمية استثنائية.

المنهج التعليمي سيعمل على نشر المعرفة بين الطلبة فيما يتعلق بتحسين وتعزيز مفاهيم كثير مثل قيادة السيارات واحترام تنظيم المرور والعابرين، وكيف يمكن للمواطن أن يصبح جزء من نجاح هذه التظاهرة من خلال التفاعل مع الأنشطة المختلفة مثل استضافة الأجانب في المنازل وعكس طبيعة الثقافة السعودية على وجودهم وبالتالي تحقيق أقصي المستهدفات من هذه التظاهرة.

إذا ماذا يمكن لهذا المنهج أن يقدم للدارس مثلا، إنه بلا شك سيثري تجربته في تعلم فن البروتوكول والتواصل، فيبرز التقدم والتطور التكنولوجي والمعرفي للمملكة، وزياد الوعي الثقافي لدى الأفراد، وتعليم فن التواصل مع الآخر، وتحويل الفرد لمؤسسة علاقات عامة، وبناء علاقات ودية، وبناء سمعة طيبة أيضا، وصناعة الرأي العالمي تجاه هذه التظاهرة.

بقي القول، إن مثل هذه المناهج تسهم في التقدم الحضاري وإظهار السلوك الراقي للمواطن والبلد، تساهم في زيادة الألفة مع الزائرين وبالتالي سنستطيع أن نحقق من تنظيم كأس العالم الفوائد الجمة والتي ستنعكس على الصورة الذهنية للمملكة، ونيل أقصى الفوائد من تظاهرة عالمية كتظاهرة كأس العالم ٢٠٣٤م.

حسن النجراني، باحث دكتوراه في المحتوى والإدارة الإعلامية، جامعة كمبلوتنسي مدريد، إسبانيا

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa