السعوديون يخططون للعالم الحديث

كشف ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله خلال قمة الهند، والتي تعقد حاليًا في نيودلهي عن توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والذي سيسهم في ضمان أمن الطاقة العالمي، وسيوفر فرص عمل طويلة الأمد، كما سيعمل على مد خطوط أنابيب لتصدير الكهرباء والهيدروجين، وسيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، لهو تأكيد حقيقي على ما تقدمه السعودية في مجال خدمة الإنسان، فهو الركيزة الأساسية التي يؤمن القادة السعوديون بأهمية تطويرها والعمل على تعزيز قدراتها.

هذه المذكرة تأتي خلال مشاركة المملكة في مجموعة العشرين، والتي تعد منتدى دولي تأسس ١٩٩٩م، ويجمع الحكومات ومحافظي البنوك المركزية من عشرين دولة ويعمل على مستهدفات رئيسية هي المساعدة في معالجة مشكلات الغذاء والمناخ وسلسلة التوريد العالمية، ومحاولة القضاء على الجوع وبناء أنظمة زراعية وغذائية أكثر استدامة وشمولية ومرونة.

مشاركات السعوديون واضحة في قمم العشرين فهم دائمًا ما يطرحون نماذج اقتصادية وسياسية وتعاونية في حل المشكلات والأزمات، التي يمر بها العالم ويقدمون وصفات متقدمة للعبور للعالم الحديث، ولم تخلو قمة من دون طرح سعودي واع أو مشروع عابر للقارات لخدمة الإنسانية وخصوصًا في مجالات الطاقة والمناخ والاستدامة وحل المشكلات المتعلقة بالصحة والغذاء، وهو ما يؤكد رسالة السعوديون في أن تتحول هذه القمم من استخدامها لتمرير أجندة سياسية إلى كونها قمم تنموية تعقد من أجل الإنسان.

ولعل قمة العشرين التي عقدت في الرياض ٢٠٢٠ كانت خير دليل على وضوح القيادة السياسية السعودية على تحويل الأموال لدعم التنمية وحماية الاقتصادات التي تشكل عصب الحياة في العالم، وظهر ذلك جليًا من خلال مساهمة السعودية خلال وباء كورونا على تقديم المساعدات والبرامج والحزم المختلفة في التخفيف من آثار الجائحة على الاقتصاد والمجتمعات والعمل بشكل جماعي من أجل معالجة الآثار السلبية للوباء والنهوض بالاقتصادات لآفاق أرحب.

ولذا فولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله وخلال مشاركته في القمة الحالية في الهند يحمل ملفات تتعلق بالاقتصاد والتنمية والأمن والتعليم والبيئة للعرض على أعضاء العشرين باعتبارهم من أهم أقوى الاقتصادات وأكبر الثروات، ولديهم أفضل الجامعات والمختبرات، ودائما ما يركز سموه على تمكين الإنسان والاستثمار فيه باعتباره الركيزة الأساسية في هذه الحياة، إضافة إلى الحفاظ على كوكب الأرض من خلال المبادرات الخضراء وتشمل آفاق وتعاونات أوسع سواء داخل المجموعة آو خارجها.

بقي القول، إن السعودية دائما ما تعمل على استخدام ثقلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي في خدمة الإنسان السعودي والخليجي والعربي والمسلم وغير المسلم، وهذه التوجهات دائما ما تعود بالنفع على الإنسان أيا كانت خلفيته أو عرقه أو ديانته وهي الرسالة الحقيقية التي تحملها الدول الحماة للرسالات السامية والخالدة في خدمة الإنسان، وهو ما يفعله السعوديون في القمم الإقليمية والعالمية باستمرار.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa