إعفاءات الحج والرؤية الاتصالية

من المؤكد أن المملكة العربية السعودية منذ قيامها سعت جاهدة لتوفير البيئة المثلى لكل الحجاج من كل أصقاع الأرض. وعلى ذات النهج، دأبت الحكومة الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد بتسخير كل الإمكانات وتهيئة الظروف والأجواء الأمنية والإيمانية من أجل نجاح موسم الحج. اليوم وبعد تخطي آثار الجائحة بنسبة كبيرة والتي عمّت كل بلدان العالم، رفعت السعودية عدد الحجاج مع مراعاة الاشتراطات والاحتياطات الصحية حرصا لسلامة ضيوف الرحمن. وبالنظر لجهود المؤسسات المعنية بهذا الشأن، يتضح تماما أنّ جهودا كبيرة تبذل من قبل القياديين وكافة المنسوبين في تلك القطاعات. ومما يعكس حرص المسؤولين، تلك القرارات اللاحقة بشأن عدد من الإعفاءات نتيجة القصور في الأداء خلال الموسم الذي لم ينته بعد.

برغم إعجابي بالمتابعة المستمرة والدائمة عبر التأكيد على تقديم كل ما يمكن تقديمه لراحة ضيوف الرحمن وعدم التهاون بهذا الخصوص، فإن الرؤية الاتصالية ينبغي أن تكون أكثر تناغميّة مع الطابع العام المفترض وجوده والمعززة كذلك للظروف الميسرة التي ينعم بها الحجيج والصبغة العامة لكل التسهيلات المتوافرة.

وعليه يتم التعاطي الإعلامي مع هذا المناخ عبر قنوات المؤسسة الرسمية أو من خلال سبل النشر للوسائل الإعلامية الأخرى وتغذيتها بالمواد والرسائل المراد إيصالها. لا شك أن القرارات المتعاقبة المتعلقة بالإعفاءات هي من أجل التصحيح ولكن التعامل معها اتصاليا لاينبغي أن يكون على حساب الخطة المرسومة والصورة الذهنية عن منسوبي تلك المؤسسات. ماهو معلوم أن أعداد المواد المنشورة عن المؤسسة والخارجة عن السير الاعتيادي تحظى بنسبة أعلى في جذب الانتباه وكما لها الحظ الوافر كذلك في التأثير على سير الأخبار الأخرى التي من المفترض أنها كانت ستحظى بانتباه وحضور نسبي أعلى. وكما أنّ الهدف من نشر المؤسسة لها والتفسير الضمني لأخبار الإعفاءات لا يعني بالضرورة أنه سيكون متوافقا مع سياقات وسائل الإعلام حينما تتعاطى معها.

سيناريوهات عدة يمكن التعامل مع هكذا حالات من الناحية الاتصالية حتى لا تعرقل الأهداف المؤسساتية، مع أهمية تحديد ماينبغي نشره آنيا أو لاحقا والتركيز على ماهية ونوعية الأولويات خاصة في أثناء موسم ما يزال جاريا يؤدي فيه الحجاج الشعائر، ومع كذلك ضرورة الأخذ بالاعتبار أهمية المؤسسة كونها المزود المعلوماتي الرسمي والذي يعطيها مزيدا من القوة في التحكم بما يتداول في هكذا حدث تفاديا لفتح أي مجال لوسائل أخرى بتطوير المواد المنشورة لأغراض قد لا تخدم المصلحة، والتي من شأنها تسهم في تقليل فرص الحضور الإيجابي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa