فرصة.. نستفيد من إعلام وزارة الصحة
هذا الأسبوع بالنسبة لي أسبوع استثنائي أو إن صح التعبير أسبوع كورونا العالمي.. تابعت فيه الوضع من كورونا الفيروس وسالفة الخفاش ـ الله لا يسامحه ـ وهل الفيروس صناعة بشرية أم بلهجة بعض الأخوة العرب (جاي براهو)، حتى شاهدناه من قوته يشلّ حركة العالم؟
البقاء في غرفتي الخاصة في المنزل بعيدًا عن ديوانية الأصدقاء واستراحة الزملاء التي اعتدت أن أقضي معظم وقتي فيها جعلني أعيش أكثر من سيناريو.
مرةً باحث في علم الفيروسات، ومرةً مدير طبي، ومرةً متلقٍ نهم لكل معلومة عن كورونا، وأشد السيناريوهات سيناريو الحريص برتبة موسوس أول مع مرتبة الشرف!
ما أذكر أنني عطست هذا الأسبوع أمام أحد كي لا أنفّر من حولي بل إنني بمفردي أقاوم العطسة خوفُا أن يتسلل الشك إلى نفسي!
بقية التفاصيل لا أريد أشغلكم بها؛ لأنها مضحكة.
لكم أن تتيخلوا قوة أثر المعلومة على الشخص في مثل هذ الوضع، وكيف يتلقى المعلومة.. وكيف يترقبها؟! خصوصًا أن مواقع التواصل الاجتماعي شغالة على قدم وساق، تضخ ليلًا ونهارًا ولا ترحم أحدًا.
المعلومة الصحيحة في ظل انتشار مسترقي السمع وهواة السبق وزبانية الشائعات من الصعوبة ضبطه في الأزمات! وقد يفلت الوضع، ويصبح أولئك المروجون هم قادة الأزمة معلوماتيًا إذا لم تكن هناك مهنية وثقل إعلامي يستطيع توظيف المعطيات ويتعامل مع المستجدات بشكل مناسب.
وزير الصحة بفريقه الإعلامي، وعلى رأسه المتحدث البطل رسم مسارًا معلوماتيًا اتجه إليه الجميع، واقتنعوا به ولم يلتفتوا إلى مروجي الشائعات والمعلومات المغلوطة رغم ضجيجها.. صحيح قد يكون لوعي المجتمع بخطورة الحدث واختصاص الصحة في المعلومة الطبية دور، لكنه من وجهة نظري ليس كل هذا!
بل هناك إدارة إعلامية نجحت في أن تتغلب على الشوشرة المضادة التي نجدها في كل الأزمات وليس فقط في كورونا.
أعتقد أنها فرصة لكل الوزارات أن تجعل من إعلام الصحة معيارًا للنجاح، وتعيد النظر في العلاقات والإعلام -الذي في الغالب تدفع للقائمين على إدارته مبالغ باهظة- وتعمل فرضية أزمة لتعرف هل سيكون إعلامها في الخطوط الأمامية كما رأينا من إعلام الصحة أم أنه على قولة المثل الشعبي وقت السعة الله الله وقت الشدة يفتح الله.