التصنيع لأوروبا والبيع في الخليج

هناك مصطلح يدعى harsh environment ويقصد به الظروف البيئية القاسية في منطقة ما، فهناك مواقع تكون نسبة الرطوبة فيها عالية، ومواقع أخرى تكون جافة جدا وذات طقس حار تصل فيه الحرارة إلى أعلى من 50 درجة مئوية، ومناطق تكثر فيها العواصف والأتربة. ظروف هذه المناطق والمواقع تؤثر بشكل مباشر على تشغيل الطائرات، من تعطل أجزاء مهمة في الطائرة بشكل مفاجئ أو خروجها من الخدمة قبل عمرها الافتراضي.

كل هذه النتائج تكبّد شركات الطيران الخسائر أو تفقدها الفرص، وكل ذلك يتسبب به مصنعو الهياكل والمحركات والكمبيوترات والأجهزة الرئيسة في الطائرات؛ لأنهم يستندون عند تصنيعهم واختباراتهم إلى الظروف الاعتيادية وربما النموذجية، جو صحو ودرجة حرارة أقل من 20 درجة مئوية، ورطوبة أقل من المتوسط، إنهم يصنعون أنظمة تكييف مناسبة لطائرات تعمل في مطار جنيف؛ لكنها في الحقيقة لا تعمل بكفاءة جيدة في أجواء الخليج! وأنتجت إحدى الشركات محركات بمتطلبات ألمانية تقاوم الثلج؛ لكنها تتأثر بأتربة ورطوبة الخليج. وقامت شركات أخرى بتصنيع كمبيوترات لا توجد في إعداداتها درجات حرارة تتجاوز الـ 40؛ لذا تجدها في فصل الصيف -عندنا في الخليج- (تتنّح)، لا (ريسِت) ينفع معها ولا إيقاف التشغيل.

إن استمرار تطبيق هذا الأسلوب- من عدم أخذ الظروف البيئية للعملاء بعين الاعتبار- هو دليل على عدم احترافية المصنعين، وهو أيضا تجاهل لمنطقة فيها أكبر نسبة نمو لقطاع الطيران في العالم.

لذا أقترح تشكيل فريق من شركات الطيران الخليجية يكون مسؤولاً عن مفاوضة المصنعين ومطالبتهم بإنتاج خاص لمنطقتنا، وذلك فيما يتعلق بالأجزاء التي تتأثر بالأجواء والظروف المناخية الصعبة في المنطقة، ففي التجارة والأعمال لا شيء يضاهي القوة الشرائية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa