يحكى أن أحد المصانع استورد من أحدى الدول الأوربية مكائن أجهزة لإنتاج ألواح يوضع عليها ورق جدران وتم تجربة المصنع في بلده و كانت النتيجة ممتازة وتم تصدير المصنع للمملكة وعند التشغيل ظهر أن الورق يقصر عن حجم اللوح فلا يغطي اللوح بالكامل وتم الاتصال بالمصنع الأم ورفض المصنع التشكيك بجودة المكائن والأجهزة وأنه تم إجراء الفحص النهائي بحضور الجميع قبل التصدير ومع ذلك سوف يرسل مندوبين للتحري والتقصي وفعلاً تم إرسال فريق وعمل على تحليل المشكلة وبعد فترة توصل إلى أن درجة حرارة مبنى المصنع يجب أن تنخفض لمستوى الدرجة التي في الدولة الأوربية لأن ذلك ما كان يكمش الورق فلا يغطي بالكامل اللوح وفعلاً كان ذلك الحل.
الحاصل أن هناك من بعض الخبراء والعلماء يأتي بالنظريات والبحوث الموثقة وينصح الناس بها وهي صحيحة ولكن صحتها كما أجهزة المصنع في بلدها الأم فلا نؤدي نتائجها المرجوة وهو ما يحدث عند تطبيقها في مجتمعات أخرى وعليه يجب الأخذ بظروف وعوامل أخرى لا نقول كل مجتمع له خصوصية بل كل أسرة وكل مكان وعمل وشركة ومؤسسة لهم خصوصيتهم وعوامل وبيئة وثقافة تؤثر في استيعاب وتطبيق النظريات والفلسفات والآليات ونرى أحيانًا من ينحي باللائمة على عدم فهم الناس وقدراتهم لعدم نجاح هذه النظريات وآليات.
وعليه تكون الطريقة هو القيام بدراسة وتطبيق ميداني وعمل نموذج مبدئي prototype أولاً والتعديل بعد ذلك إذا احتاج الأمر ومن ثم التطبيق وليس التطبيق المباشر وفتح الاحتمالات ومن ثم تحميل مسؤولية عدم النجاح على أمور غير واقعية أو منطيقة و عدم معرفة أين الخلل ما يعطل الاستفادة من هذه النظريات والتي قد تحتاج أحياناً لتعديل بسيط قبل التنفيذ لتحقيق نتائج طيبة ومؤثرة.
