لكي نعود بسلامة
بعد أيام قليلة سوف يبدأ -بإذن الله- عام دراسي جديد بعد تمتع الجميع بإجازة سعيدة -ولله الحمد والمنة- ويبدأ معها عدد من التجهيزات للعام الدراسي ومن أهم هذه الاستعدادات تطبيق الإجراءات الاحترازية التي أقرتها مملكتنا الحبيبة ممثلة بوزارة الصحة.
ومن ضمن هذه البروتوكولات هي حصول جميع منسوبي وزارة التعليم على الجرعاتِ اللازمة ضد هذا الوباء والتأكيد على حصول الطلاب من الفئة العمرية ١٢ إلى ١٨ سنة على اللقاح قبل البدء بالعام الدراسي لكي نعود بحذر وبأمن وسلامة ولكي ننعم بالعلم النافع في أجواء تسودها الطمأنينة والتوكل على الله والأخذ بأسباب السلامة ولكي نعمل بلا خوف على كبير في السن تركناه في المنزل ولا على طفل رضيع ضعيف المناعة ولا على مريض أنهكه الألم ولكي نكمل الخطط وننفذ البرامج التي أعدتها الوزارة لخدمة العملية التعليمية ككل ولكي نثبت أن الأسرة والمدرسة هما وجهان لعملة واحدة ولكل منهما الدور المؤثر في المجتمع.
لذلك وجب على الجميع السرعة بإكمال الجرعات والمبادرة في تلقي اللقاح لمن تأخر في ذلك، فالكرة الآن أصبحت في ملعب الأسرة حيث يتوجب على الأبوين أن يكونا مثالين حسنين وقدوتين يحتذى بهما. فهم أهل المسؤولية حيث لا مكان للإشاعات المخيفة ولا أقاويل المجالس السخيفة عديمة الفائدة، وليس هناك وقت نهدره بإلانصات للتعليقات السلبية التي تُهبّط الهمم وتضعف الروح المعنوية وتُدخل الرعبَ والخوف في النفوس.
لقد حان الوقت الآن لتقوم الأسرة بدورها الحقيقي الذي لا غنى عنه أبدا في نجاح سير العملية التعليمية؛ حيث ما زالت هي الداعم الأول للمدرسة والركيزة الأساسية التي يُبنى عليها نجاح كل القرارات والخطط التعليمية، وتأكيدا على هذا الدور الفاعل والبناء فكلنا ثقة وأمل بأن تثمر جهود هذه الاسر في تسهيل حصول أبنائنا على اللقاح اللازم ضد هذا الوباء الذي نسأل الله السلامة منه.
فكلما كانت الأسرة واعية لدورها المؤثر في المجتمع، متفهمة لاحتياجات أبنائها الصحية، حريصة على الامتثال لكل مامن شأنه الحفاظ على صحتهم، قادرة على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه وطنها أولا وأبنائها ثانيا، حكيمة في اتخاذ القرارات السليمة كلما كنا أقرب بإذن الله لبلوغ الأهداف وتحقيق النتائج المأمولة.
نحن نعلم جميعا أن الطفل يتلقى منذ يومه الأول وحتى قبل دخوله المدرسة سلسلة من التحصينات اللازمة ولم يكن هناك أقاويل تتردد، ولا إشاعات تنشر ولا أكاذيب تتداول عن خطورتها والأمر مع لقاح كورونا لا يختلف عن تلك التطعيمات. يجب أن نؤمن إيمانا تاما أننا في أيدٍ أمينة في أحضان أم حنون حرصت كل الحرص على سلامة أبنائها، فكانت من أوائل الدول التي قامت بتوفير اللقاحات اللازمة لمواطنيها ولكل من يعيش على أرضها، وكان لزاما علينا أن نخجل من أي تقصير أو تردد في اتباع الإجراءات الاحترازية.
ولقد سرني ما شاهدت في أحد مراكز اللقاحات العديد من الطلبة وهم يقبلون على تلقي اللقاح بكل ثقة وهمه. وإثبات بأن عليهم حمل الراية وإكمال المسير ، وننتظر باقي الركب لتكتمل عودتنا بإذن الله لمدارسنا ومقار أعمالنا بأمن وسلامة حيث دائما ما تكون البدايات هي الصعبة ومحفوفه عادةً بالعقبات لكن نحن باذن الله اهل لها فنحن في بلد الحزم والعزم، متى ما تضافرت الجهود وتلاقت الأهداف وعملنا بروح الفريق الواحد وارتقى الفكر عن كل الإشاعات المغرضة.