من هو أعظم رجل في تاريخ البشرية؟

من هو أعظم رجل في تاريخ البشرية؟

رسالة لكل الفرنسيين من الفرنسيين

خلال الأيام الماضية شهد العالم بداية تحرك المارد الإسلامي - كما يسميه الغرب - بسبب الحملة السوداء على الحبيب رسولنا الكريم عليه أجمل الصلاة والتسليم. 

هذا دفع الملايين للرجوع إلى محرك جوجل لزيادة المعلومات عن شخصيته سواء بحسن أو سوء نية مما دفعني إلى إعادة الذكريات مع أشهر ما كُتِب في الأدب العربي عن سيرته بأبي هو وأمي.

كتاب يحكي لنا مؤلفه سيرة رجل عظيم لم يعرف التاريخ قبله ولا بعده مثله.. 

لا في وصفه ولا في صفته ولا في خُلُقِه ولا في خِلْقَته، إنها سيرة سيدي وسيد ولد آدم أجمعين محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام صاحب الخلق العظيم.. ويُعتبر هذا الكتاب أشهر كتاب حبكه الأستاذ العقاد ووسمه بـ«عبقرية محمد». 

شمائل فذة...

 كيف وفَّق بين أدواره المختلفة في الحياة..

 فهو الأب الحنون والزوج اللطيف والعضو الفعال في قبيلته ومجتمعه، أضحى في قومه نبيا ورسولا وداعيا ومحاربا وقائدا شجاعا عظيما وحاكما وقاضيا عادلا ومتواضعا ومعلما وواعظا وعابدا باكيا ومصليا خاشعا، جسده في الأرض وقلبه معلق في السماء، فما يزيد على أن يقول في آخر لحظات حياته، وهو يخير بين الحياة أو الموت، «بل الرفيق الأعلى». لقد تبوأ- بأبي هو وأمي- المقام الأول بخلقته، وخُلُقِه، ونبوته، وبين أصحابه ومحبيه. 

لقد اختار الكتاب بعض جوانب العظمة في شخصية الحبيب- صلى الله عليه وسلم- وعرضها، وقارنها ببعض النماذج الفقيرة في الغرب، من تلك النماذج التي تتميز بالنجاح في جانب واحد فقط من جوانب الحياة، أو اثنين على الأكثر. بينما يأتي محمد- صلى الله عليه وسلم- متميزًا في كل تلك الجوانب مجتمعة.

كما أوضح العقاد أن الغرض من كتابه ليس تقديم سرد للسيرة النبوية أو شرح للإسلام بل هو(تقدير لعبقرية محمد)، الأمر الذي يراه  المسلم وغير المسلم- شاملا- لأن (إيتاء العظمة حقها لازم في كل آونة وبين كل قبيل)- خاصة-  وأن الناس في عصرنا هذا (قد اجترأوا على العظمة.. بقدر حاجتهم إلى هدايتها).

كان النبي نبيلا عريق النسب، وكان فقيرا لا يطغيه بأس الأغنياء، وكان يتيما بين رحماء، وكان رقيقًا في السلم، رفيقا في الحرب، ينحاز دائما إلى العفو، حتى على من آذاه و أخرجه من أرضه، بل رفع يديه وقال: «رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» وهو يمسح الدم عن وجهه مما أصابه من أذاهم، أما صور اللطف والتواضع فهي جلية شتى في سيرته لا تخفى على ذي لُب، قال أبو هريرة رضي الله عنه: دخلت السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشتري سراويل، فوثب البائع إلى يد النبي ليقبلها، فجذب يده، ومنعه قائلًا له: (هذا تفعله الأعاجم بملوكها، ولست بملك، إنما أنا رجل منكم) ثم أخذ السراويل فأردت أن أحملها فأبى وقال: (صاحب الشيء أحق بأن يحمله). 

وصدق القائل:

يا ملء روحي وهج حبك في دمي

قبس يضـيء سريرتـي وزمـامُ 

أنت الحبيب وأنت من أروى لنـا 

حتـى أضـاء قلوبنـا الإٍســلام  

شوقُ الأحبة... 

إننا اليوم وكَحال الملايين ممن اتبعوا هذا النبي العظيم في شوق ووَلَع نتطلع إلى لُقيَاه ونحن لم نرَه، وهكذا كان حال الأنصار في شوق إلى لقياه عليه الصلاة والسلام وذلك قبل قدومه إليهم، يقولون «فواللهِ ما نبرح حتى تغلبنا الشمسُ على الظِّلال حتى إذا لم يبقَ ظلُّ دخلنا بيوتنا، وقدِم صلى اللهُ عليه وسلم حين دخلنا بيوتنا، فكان أولَ من رآه يهودي وقد رأى ما كنا نصنع، وأنا ننتظر قدومَ رسول الله فصرخ بأعلى صوته، يا بني قيلة هذا جدُّكم قد جاء (جدُّكم أي من تعتقدون نبوَّته)، فخرجنا إلى النبيِّ صلى الله عليه سلم وهو في ظلِّ نخلة ومعه أبو بكر...».

آمنوا به قبل أن يروه، آمنوا به، وأحبُّوه، وتمنوا أن يقدِّموا أنفسهم فداءً له، وقد تزاحم عليه الناسُ، وما يعرفونه من أبي بكر. يا لها من صورة مؤثرة للقائد النبي المتواضع الذي يغوص بين مرافقيه ويخالطهم دون تميز.

يتيم يُغيِّر مجرى التاريخ...

ومما جاء في كتاب «عبقرية محمد»: «أردنا أن نصف محمداً في عبقريته، أو محمداً في نفسه، أو محمداً في مناقبه التي يتَّفق على تعظيمها من يدين برسالته الدينية، ومن لا يدين له برسالة.. ونريد بذلك أن نذكر محمداً في التاريخ، أو محمداً في العالم وأحداثه الخالدة.. فما مكان هذه العظمة في التاريخ؟... مكانها أن التاريخ كله بعد محمد مرهون بعمله، وأن حادثاً واحداً من أحداثه الباقية لم يكن ليقع في الدنيا كما وقع لولا ظهور محمد وظهور عمله: فلا فتوح الشرق والغرب، ولا حركات أوروبا في العصور الوسطى، ولا الحروب الصليبية، ولا نهضة العلوم بعد تلك الحروب، ولا كشف القارة الأمريكية، ولا مساجلة الصراع بين الأوروبيين والآسيويين والإفريقيين، ولا الثورة الفرنسية وما تلاها من ثورات، ولا الحرب العظمى التي شهدنا قبل، ولا الحرب الحاضرة التي نشهدها في هذه الأيام، ولا حادثة قومية أو عالمية مما يتخلَّل ذلك جميعها كانت واقعة في الدنيا كما وقعت لولا ذلك اليتيم الذي وُلد في شبه الجزيرة العربية بعد خمسمائة وإحدى وسبعين سنة من مولد المسيح». 

البداية..

يقول الكاتب مصطفى فرحات: «إن كتاب (كارليل) المدخل الذي قاد العقاد إلى كتابة (عبقرية محمد)، فقد تساءل هو وثُلةٌ من أصدقائه بمن فيهم المازني: ما بالنا نقنع بتمجيد كارليل للنبي، وهو كاتب غربي لا يفهمه كما نفهمه، ولا يعرف الإسلام كما نعرفه، وسأله بعضهم أن يؤلف كتابا عن رسول الإسلام على النمط الحديث.. فوعدهم بأن يكون ذلك قريبا.. لكنّ الكتاب لم ير النور إلا بعد 30 سنة..!»  

هل مِنْ مُعتبِر..؟ 

كم نحن بحاجة كمسلمين إلى مراجعة سيرته عليه الصلاة والسلام، خاصة في ظل التناحر الحاصل بين المسلمين والذي يقدمون فيه صورة مشوهة لرسالته من خلال ممارساتهم التي تنافي روح ما جاء به، فهناك من اخطأ باسم محمد عليه الصلاة والسلام، وهناك مَن بليبراليته سعى لطمس معالم نبوته، وقوم آخرون أبهرهم ما عند غيرهم من حضارة، بينما نسوا أو تناسوا أن أولئك الذين أبهروهم نَهَلوا من مَعين الخير الذي أتاهم من عندنا، وآخرون شغفهم حب الحبيب حتى عظموه بما نهاهم عنه، بينما جفاه آخرون فلا يذكرونه إلا في الجمعة أو في رمضان..

بحاجة إلى سيرته

فكم نحن بحاجة إلى قراءة هذه السيرة العطرة وتدبُّرِها اكثر من متابعة المشاهير وأخذ العِبر والدروس منها أكثر من غيرنا والاقتداء به عليه الصلاة والسلام ونشر سيرته العطرة للعالمين جميعا وبكل اللغات.

وصدق القائل:

الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي 

فالمسلمون عن الطريـق تعامـوا 

والـذل خيَّـم فالنفـوس كئيبـة 

وعلـى الكبـار تطـاول الأقـزام 

شعار عالمي لكل مولود

وما أجمل ان نحمل شعار عالمي لكل البلدان وكل الألوان وكل أبناء الاسلام من جميع القارات واللغات المختلفة أن يكون هذا العام اسم محمد لكل مولود ذكر. 

وختامًا: 

يقول المفكر الفرنسي لامارتين:

إذا كانت المعايير التي تقاس بها عبقرية الإنسان على الرغم من قلة الوسيلة، فمن يجرؤ على أن يقارن أحدا من عظماء التاريخ الحديث بمحمد النبي في ذكائه، فالعظماء الذين صنعوا الأسلحة وأقاموا الإمبراطوريات وسنوا القوانين لم يحصوا إلا على أمجاد فانية لم تستمر كثيرا وانتهت بانتهائهم، لكن النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- لم يسن التشريعات ولم يقد الجيوش ولم يحكم الأرض ويقيم الإمبراطوريات ويروض الحكام فقط ولكن استطاع أن يقود الملايين من الناس فهو كذلك قضى على العبودية والأزلام والأنصاب والأفكار والأديان والمعتقدات الباطلة، وهذا كان الرد على الفرنسيين من الفرنسيين على سؤال من هو اعظم رجل في تاريخ البشرية.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa