المدير المتسلط

تمثل عملية التطور ركيزة أساسية في جميع المنشآت، غير أن لهذه العملية معوقات ينبغي تسليط الضوء عليها ومعالجتها، ومنها شخصية " المدير المتسلط" والتي تُعد من المشكلات التي تمنع تلك المنشآت من التطور والنمو، وتظهر ضعف المقدرة على تغيير العادات والأساليب القديمة المتبعة فيها، مما يؤدي لتعطل الابتكار والتجديد والتغيير المُسهِمِ في تحسين الأداء والإنتاج.

ومن أقوى العوامل المؤثرة في النمو حب الكثير من القياديين الظهور وحمل المنشأة لاسمهم، ويكون دافعهم لذلك هو الاهتمام بصورتهم الشخصية على حساب جودة الخدمات المقدمة مما يعوق التطور والنمو، كما يؤدي ذلك إلى فقر هؤلاء المدراء لمهارات ومعرفة حسن الإدارة، ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتحسين عمل وإنتاجية المنشأة.

قضية أخرى تؤثر على تطور المنشأة، ألا وهي حب السيطرة، ومن آثار هذه الصفة أنها تمنع استقطاب الكفاءات الذين يساهمون في نجاحها خشيةً من فقدان السيطرة والسلطة، فتجد من يتمتع بهذه الصفة لا يعتمد إلا على الأقل كفاءة منه مضحيا بالمنشأة وتطورها لما يجده من شعور زائف بالتفوق والإدارة.

علاوة على ذلك، يجعلهم "هوس السيطرة" مائلون للامتناع عن اغتنام الفرص المعينة على إعادة المنشأة للمسار الصحيح، أو استدراك معالجة الأخطاء عندما يتعلق الأمر بإدخال شريك مهني أو داعم مالي متى ما سنحت الفرصة، مما يجنَحُ بها لظهور صبغة تقليدية عليها.

وأخيرا فإن الواقع يشير إلى إن تسلط المدير على القرار يجعل المنشآت تتأخر في ركب التطور والنمو لاعتمادها على شخصية ذلك المدير وعدم قدرتها على الخروج من عباءته باعتباره الممول والآمر والناهي، ولذلك لا بد من قائد بدلا من مدير يكون قادر على فهم التغيرات والتحولات، ويشرك المرؤوسين في القرارات، كما يبني الصف الثاني والثالث في منشأته مما يجعل الاستمرار والتقدم خيارا أوحد للتطور والتقدم.

logo
صحيفة عاجل
ajel.sa