الأجيال والتكنولوجيا

«ومع ذلك فإن العالم يتجه — رغمًا عن كل شيء — إلى مزيد من التوحُّد بفضل العلم؛ فالتكنولوجيا الحديثة — التي هي نتاج مباشر للعلم — خلقت عالَمًا تتقارَب فيها المسافات، وتَتشابه فيه الأفكار والعادات، وتُهْدَم فيه بالتدريج كل الحواجز التي تُفرِّق بين البشر ويومًا بعد يوم يزداد تأثير تلك «الثقافة العالمية»، التي خلقتها وسائل الإعلام الحديثة، والتي تجعل الشابَّ في الشرق الأقصى لا يختلف في مظهره وفي هواياته عن نظيره في غربِ أوروبا، والتي تَنشُر في العالم كله ألوانًا متقاربة من الفنون الجماهيرية تُزيل الفوارق بين الأذواق إلى حدٍّ بعيد».

من كتاب «التفكيرالعلمي» لـ فؤاد زكريا

نعم ذلك ما نراه جليا في عصرنا الحالي وفي أجيالنا؛ فمصطلح «الثقافة العالمية» والتي تتجسد في طرق وجودة الحياة(Life-style) ، وتشابه ذلك في العديد من الأماكن بل والسعي الحثيث من الدول والمجتمعات بتبني هذه الثقافة، والظهور بمظهر العارفين والمطبقين، بل المنافسين في التطوير ومحاولة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لتشرب هذا الجيل بهذه الثقافة والعمل من خلالها في مستلزمات حياتهم، وما ظهور الذكاء الاصطناعي، وهو ما كان معروفا، ولكن بصدق غير متوقع، أن يكون بهذا الحجم والتأثير والتسارع في التطور، وهذا مما رسخ وزاد الجنوح إلى «الثقافة العالمية».

ويضيف الكاتب فؤاد زكريا: «فإن توحُّد العالم — بفضل التقدم العلمي — ليس هدفًا مرغوبًا فيه فحسب، بل هو هدف لا غناء عنه من أجل بقاء البشرية»، نعم إن التعاون والتنسيق والتقنين بين الدول والمجتمعات، هو ما يحقق الفائدة والتطور المرجو، وقد أدركت المملكة مبكرا جدا هذا الأمر وشملته في رؤيتها 2030، وقام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «حفظه الله» بعقد العديد من المؤتمرات العالمية ورعايتها، ومن آخرها «المنتدى الاقتصادي العالمي» الذي عقد في الرياض وتطرق بإسهاب حول التنسيق العالمي ووضع الضوابط والإستراتيجيات للتكنولوجيا وتمكين الجميع من الاستفادة منها.

فرحان حسن الشمري

للتواصل مع الكاتب:

‏e-mail: fhshasn@gmail.com

‏Twitter: @farhan_939

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa