جامعة الدفاع الوطني بين العسكريين والمدنيين

تم النشر في

دشن وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان جامعة الدفاع الوطني بعد ٦٧ عاما من التعليم العسكري في كلية القيادة والأركان، حيث تحولت إلى جامعة لمواصلة العمل على تطوير وزارة الدفاع والتكامل بين العسكريين والمدنيين، من أجل تقديم رؤية استراتيجية شاملة تساهم في تعزيز قدرات المملكة الدفاعية.

هذه الجامعة تأتي في وقت تواصل المملكة سعيها الحثيث لتحقيق رؤيتها لـ ٢٠٣٠، هذه الرؤية التي حولت الدولة إلى ورشة كبرى تتنافس فيها القطاعات على التميز والعمل الدؤوب مما سيرسخ مكانة السعودية بين القوى العالمية، وقد كانت هناك تجارب دولية في بناء الكليات والجامعات العالمية في قضايا الدفاع الوطني ومنذ ذلك جامعة الدفاع الوطني الأمريكية (NDU) التي تأسست في عام ١٩٧٨م، وذلك للحاجة الماسة إلى مؤسسة مركزية تطور قادة الأمن الوطني وتقدم الدراسات المتخصصة في قضايا الدفاع الوطني.

ولعل هذه الجامعة ستكون قاعدة متينة في الجمع بين العسكريين والمدنيين لتطوير مفاهيم عديدة ومن ذلك، القيادة المشتركة، والتفكير الاستراتيجي، والتعاون الدولي، والقدرة على التكيف، وبناء القيادات، مما يصب في تطوير ميزان الدفاع السعودي وترجيح كفته إقليميا وعالميا، ولا يقتصر دور الجامعة فقط على التدريس والتعليم والبحث، بل تقوم بتنمية قادة يتمتعون بمهارات عالية ويمتلكون رؤية شاملة تقوم على تعزيز وحماية الأمن الوطني برؤية متطورة وشاملة.

إن الجامعة ستجمع الأفراد العسكريين من جميع فروع القوات المسلحة من جهة وكذلك المدنيين من جهة أخرى وهذا بالتأكيد سيقوم بتعزيز التعاون والتفاهم بين وجهات النظر المختلفة، فبلاشك فإن العسكري له نظرة ثاقبة وكذلك المدني بالمثل، وهذا الصرح التعليمي سيؤدي إلى التكامل بين وجهات النظر، وسيأخذ رؤى الفريقين بشكل واضح، وهذا أمر مهم في عالم تتعقد فيه بشكل واضح العلاقات كما أن التهديدات أصبحت تحمل أوجها عدة، لذلك فهذا التكامل سيمنح الجامعة قوة إضافية.

ولعل من الرؤى التي ستعمل عليها الجامعة هي التفكير الاستراتيجي والذي أصبح ضرورة في عالم أصبحت الحروب رقمية أكثر من كونها تقليدية، وأصبح الاعتماد على التقنية أمر ضروري، فأصبح الذكاء الاصطناعي يلعب دورا بارزا في هذه الحروب، ولذلك فإن الأفراد سيتلقون تعليما وتدريبا متقدمين في مجال التفكير النقدي وتطوير الاستراتيجية وتحليل السياسيات وذلك لاتخاذ قرارات مستنيرة في عالم سريع التغير.

إن جامعة الدفاع الوطني بالتأكيد ستكون قاعدة علمية بحثية وتدريسية ليست فقط للسعوديين ولكن كذلك الحلفاء والأصدقاء الذي يرغبون في التزود من العلوم العسكرية التي وصلت لها المملكة في شتى أفرع القوات المسلحة وبالتالي بناء علاقات شخصية بين الدارسين من شتى الدول، وذلك لمواجهة التهديدات الناشئة والتحديات المستقبلية والعمل بشكل جماعي وذلك للمحافظة على الأمن الوطني.

بقي القول، إن جامعة الدفاع الوطني ستكون بالفعل جامعة شاملة في قضايا الأمن الوطني كما ستعطي العسكريين والمدنيين فرصة العمل سويا من أجل بناء وطن قوي يواجه التحديات والتهديدات ويستشرف المستقبل، تحت قيادة خادم الحرمين وولي عهده حفظه الله.

..

حسن النجراني، باحث دكتوراه في المحتوى الإعلامي الرقمي، جامعة كمبلوتنسي مدريد، إسبانيا

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa