ماذا حدث؟

ماذا حدث؟

تم النشر في

قبل نهاية مساء 30 أبريل، وبعد لقاء لا يحدث كثيرًا مع أطفالي، وصلتني رسالة على الواتساب تقول: حسابك في تويتر @m_altayer موقوف.. ماذا حدث؟!

الرسالة كانت من زميل عزيز ومتطرف مثلي في حب الوطن. زميل التقيته مرة واحدة، خلال اجتماع مع وزير الإعلام السابق، اسمه ماجد أحمد؛ لكنه احتل من يومها مكانًا عاليًا في القلب.

كان ردي عليه: لا أعلم.. شكرًا لتنبيهي.

خلال الـ4 أسابيع الماضية، تواصلت مع تويتر وسألتهم باللغتين: اللغة العربية، التي كثيرًا ما قالت أقسام التدقيق اللغوي في قناة الإخبارية، وصحف (الوطن والمدينة وعكاظ) أنني لا أتقن بعض أساليبها، وكذلك قالوا في «سبق»، عندما كنت نائبًا لرئيس تحريرها، ثم بالإنجليزية التي تلطّف عليّ بعض الناطقين بها بقولهم، إني «أكثر» من قابلوهم «جنونًا» في كل معاني لغتهم الرسمية والعامية (أو كل شيء في نقيض الفصحى).. ثم للأسف كان الرد من تويتر: تم إيقاف حسابك بسبب (الكراهية).

ربما يقصدون أنني أكره «الشاورمات».. ربما! 
لأنني أكره داعش..
تنظيم الإخوان الإرهابي..
الحوثيين وخامنئي والحرس الثوري..
أكره كل من يعادي وطني، وأفخر بذلك.
ربما هذا ما يقصده تويتر!
ربما لا..

لن أتطرق لتاريخي كاملًا في تويتر، فبعضه أخجل منه، لكنني سأتحدث عن الـ6 أشهر الماضية، فقد كانت أكثرها تطرفًا في حب وطني.

كانت باختصار كالتالي: يسيؤون لوطني، ولولي عهدنا، لفخرنا ومستقبلنا، فأرد عليهم بالحجة والدليل (مخلوطة بصفعات موجعة).

قاتلت 6 أشهر في تويتر، حتى 18 ساعة يوميًا، وتلذذت وأنا أشاهدهم يتوجعون، فأجبرت وكالة الأناضول الرسمية التركية على الرد عليّ، وجعلت قناة الجزيرة تتوجع وهي تنقل تغريداتي.

كان معرفي عبارة عن حروف (MMT)، لكنني غرست في قناة الجزيرة راياتي، فتَذكرت اسمي الثلاثي كاملًا وهي تتألم، وستتذكره.

ومع الجزيرة كان أقزام تنظيم الحمدين يهربون بالحظر، لكنني كنت أتلذذ بهروبهم، وأولهم مستشار أمير قطر عبدالله العذبة، الذي كان يحظر ثم يلغي الحظر ليرد، ثم يحظرني، وكنت أضحك.

خلال هذه الأشهر، واجهت قضايا، وزرت أقسام الشرطة في الرياض وعسير. يبدو أن أحدهم غاضب من تطرفي في حب وطني، ودفاعي عن الملك وولي العهد، عندما أساء أحدهم لهما قبل عدة أعوام.

ومع كل استدعاء، كنت أتذكر عندما أصدرت مؤسسة عكاظ قرارًا بفصلي قبل مقاطعة قطر بعدة أشهر؛ لأنني نشرت تسجيلات حمد بن خليفة، وأوجعته في عدة تغريدات.

نعم عُدت لوظيفتي في عكاظ كمدير للتحرير بعد 3 أيام، والفضل لله أولًا، ثم لرمز الوطنية والتطرف في حب الوطن والقيادة، معالي الأستاذ سعود القحطاني، لكن «شهر العسل» مع عكاظ كان قد انتهى، ووصلتني رسائل واضحة: «وجودك غير مرغوب».

أشهر قليلة مرت، ثم أبلغني رئيس التحرير بأن القرار صدر بفصلي، فلم أنزعج حينها، كنت أعلم من زملاء في الإدارة والتحرير، أن القرار صدر قبل أشهر، ومن شاهد تغريداتي حينها سيفهم ماذا أعني.

لم أعد لنقطة الصفر، فهناك أشخاص وقفوا معي كـ«طويق»، وقفة راسخة شامخة، لن أنساها.

لنعد قليلًا للوراء: هل تتذكرون عندما هدد الأستاذ علي العلياني بأنه سيقاضيني؛ لأنني هاجمته بعد قضية امرأة في عسير؟

هو لم يفعل لأنه اكتشف أن لدينا نفس الحب والحبيب: الوطن. أنا تطرفت في حب وطني، وهو تطرف في التسامح.

نعود الآن لموضوعنا الرئيسي: لماذا أوقف تويتر حسابي؟ لأنني متطرف في حب وطني.

يهمني الآن أن يصل لأصحاب السمو والمعالي ألف ألف شكر؛ لتواصلهم وسؤالهم بعد إيقاف حسابي..

وربما للمقال بقية..

logo
صحيفة عاجل
ajel.sa