تحفة الأسفار

يروي لي صديقي أنه في أحد أسفاره زار غالب الأماكن السياحية، وسجل حضورًا وفق برنامج أعد وعدل، وعندما يتحدث عن أسفاره تكون الإجابة نعم زرت وذهبت.

ويقول الحقيقة إن أسفاري كانت مهمات عمل وتحقيق إنجاز بلا متعة، ومعايشة لجمال المكان وعذوبة التغيير.

ويكمل بدأت أحس أن حياتي كلها مثل ما حدث معي في السفر مجرد مهام جامدة (Tasks) لتنجز فقط، لا للمتعة ولا تلذذ بجمال الأشياء والناس وما أبدع الخالق.

ويقول أيضًا أصبحت أحس أن فرحة الإنجاز وإنهاء المهمة ما هي إلا خدعة عقلية تضع جميع الأمور بمستوى الأهداف وبوتقة التحامي للإنجاز، ما يصنع فرحة مؤقتة مغلفة بالتبريرات ومحاطة بوهم المتعة، التي غابت ولمً تكن حاضرة في زخم الاندفاع للإنجاز، وإنهاء معركة المهمة، ومن ثم إضافتها للسيرة الذاتية الاجتماعية للقريبين والتحدث عنها. نعم نحتاج لسلام داخلي نحتاج لسكون وتأمل بجمال ما حولنا، واستشعاره بدأ من جمال أنفسنا وبحب من نحبهم ويحبوننا، إن دوامة خلط الأمور من عمل لسفر لعلاقات ينبغي أن تفكك فلكل حقه ووضعه.

قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء (رضي الله عنهما): "إن لربك عليك حقًّا، وإن لنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له فقال: صدق سلمان".

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa