لو كنت مخيرًا بين مدفع ومسدس لقتل بعوضة ماذا كنت فاعل؟ بالتأكيد تفكيرك سيرفض كل تلك الحلول اللامعقولة فالمشكلة أهون من الحلول الكارثية ناهيك عن جدواها، مشاكل كثيرة نقيدها بحلول عالية وبعيدة عن الجذر الذي هو المسبب الأساس،
الحلول الكارثية رذيلة وتعطيل الفكر ومحدودية الحلول التي فرضها التعود،
تأمل فكرة إطفاء النار بالنار للتغلب على ألسنة اللهب لا سيما العملاقة منها في الغابات وتكمن فكرتها في التخلص من المغذي الأساس للنار، وذلك بإزالة الأعشاب والحشائش والشجر المتحطب بنيران مفتعلة، وحين وصول النار تنطفئ لعدم توافر وقودها أصلًا والذي التهمته نيراننا، هذه الطريقة استبدلت الماء المستخدم لإطفاء اللهب (وهو ما يمثل النتائج) بحرق الحشائش (المسبب الرئيس لاتساعها)، حل ذكي يضمن لك الظفر بمكاسب أكثر ضمانًا وأقل استهلاكًا للوقت والموارد البشرية والمالية، وكأن حل المشكلة بجنسها يمثل الضربة القاتلة لما نواجه؛ لأن من يحاربك يحمل معه أكثر أسلحته فتكًا للمعركة، فإن واجهته بسلاحه فأنت سلبته ميزته التنافسية، وهذا بالضبط ما حصل في استراتيجية إطفاء النار بالنار.
يقودنا ذلك لفكرة (كل نفسك قبل أن يأكلك أحدهم)
وهي استراتيجية تسويقية للحفاظ على الميزة التنافسية لكثير من الشركات العالمية على سبيل المثال شركة هواوي التي طرحت براند جديدًا بموبايل يحمل اسم Honor، بمواصفات وأسعار قليله مقارنةً بموبايلات هواوى لكي تستحوذ على السوق الأقل والذي يطالب بسعر مناسب وجودة مناسبه.
تصدت هواوي لنيران الشركات المنافسة بأن أكلت ميزتها التنافسية ببراند تابع لكيانها فلم تجد تلك الشركات المنافسة ما تأكله
والسؤال هنا؛ في ضوء هذه الاستراتيجية هل أنت قادر على تطوير نفسك والحفاظ على جودة الحياة؟
لا ترهق نفسك في الطرقات الخاذلة، لا تقاوم فالاستسلام والإفلات والإنسحاب والعزلة تظل خيارات ضمن كل الحلول لأي مشكلة، ولعلها ستقودك إلى أقدارك الجميلة
واسمح لفكرك أن يقارن السقوط بالصمود، فقد يكون السقوط مجرد نزول لممر أكثر بريقًا أو خسارة بفاتورة مخفضة، وقد يكون صمودك مرهون بأن تحرق ما تأكله النار قبل أن تتغذى به النار وتختم بالتهامك
إذا أغلق الله في وجهك بابًا اعلم أن الواسع سخر لك الكون بأسره وهناك وفرة في الفرص، فلا تظلم نفسك باختزال الحلول.
أخيرًا سأهمس لك بحقيقة ألا أحد يملك حصانة ضد التعثر لكن هناك من تعلم أن يتعثر بذكاء، فكن منهم
وتذكر دومًا أن الغم مثوبة في مواقف معينة، قال تعالى: (فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ ..)
