واسطة سلبية

يقول صديقي كنت خارجًا متأخرًا من العمل في حدود السادسة، وكان العمل ينتهي في الرابعة وتفاجأت بمدير إحدى الإدارات يقف بسيارته بجانبي وينزل ليسلم عليّ، (أعرفه منذ كان موظفًا عاديًا).. المهم بَدَت عليه علامات الإنهاك والتعب وعدم التركيز.

نعم هذا الموظف سخَّر كلَّ علاقاته في الوصول لمنصب أعلى، ولا ضير في ذلك، ولكن كما هو معلوم عنه أنَّه متواضع الإمكانيات والقدرات، وهي ما أهمل تطويرها حتى أصبح بعد أن ترقّى مادة للتَّندُّر والسخرية من قراراته، وأيضًا عُرِف عنه الشخصنة والكذب والتربص بالأَكِفَّاء.

يقول صديقي، كان مثارًا للشفقة فاستثماره الناجح في علاقاته (الواسطات) لم يقابله تطوير ورفع لقدراته المهنية والإدارية مما سبب له إحباطًا وقلقًا وتخبُّطًا حتى حسب ما سمعت في حياته الأسرية وعلاقاته الاجتماعية.

قيل: الرجل المناسب في المكان المناسب، فإذا جاء المكان عليك أن تكون المناسب له.

ويبقي ضحايا الواسطات السلبية نراهم حولنا يرجعون عقارب الساعة ويتطفلون على الحقائق ويئدون الإبداع ويعطلون المبدعين.

قال تعالى: (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

وقال صلى الله عليه وسلم: "من ادعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قلة".

ومن الجانب الآخر نرى فعلًا ممن طوروا مهاراتهم وقدراتهم مستفيدين من صلاحيات المنصب بعد الوصول إليه فتراهم يستشيرون ويدعمون ، وييسرون الأمور وتشهد على إنجازاتهم بيئة عمل مشجعة وأرقام محققة.

فرحان حسن الشمري

‏Twitter: @farhan_939

‏E-mail: fhshasn@gmail.com

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa