الخطوط القطرية تواصل «التلاعب».. واجتماع رسمي في واشنطن لمعاقبتها

ترامب ورؤساء شركات الطيران الأمريكية يبحثون الخطوة
الخطوط القطرية تواصل «التلاعب».. واجتماع رسمي في واشنطن لمعاقبتها

اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع المسؤولين التنفيذيين بكبرى شركات الطيران الأمريكية؛ لوضع حد لعمليات التلاعب القطرية، لاسيما ما يقدمه نظام الدوحة من دعم لشركة الخطوط الجوية القطرية، ما يتسبب في فقدان وظائف بالولايات المتحدة الأمريكية.

وقال البيت الأبيض (حسب وكالة رويترز)، إن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، حضر الاجتماع مع الرؤساء التنفيذيين لشركات «أمريكان إيرلاينز.. يونايتد إيرلاينز.. جيت بلو إيروايز.. فيدكس كورب.. أطلس إير...».

ومنذ عام 2015، تشكو شركات الطيران الأمريكية من أن الخطوط القطرية تتلقى دعمًا حكوميًا على نحو «غير عادل»، يؤثر على قدرتها على المنافسة ويكلفها وظائف، وقالت مجموعة أوبن أند فير سكايز (تمثل شركات دلتا وأمريكان ويونايتد ونقابات العاملين بالطيران)، إن الاجتماع كان «مثمرًا».

وقال الشريك الإداري بالمجموعة سكوت ريد: «الرئيس يشاطرنا القلق وطلب منا مواصلة العمل مع وزارة النقل الأمريكية، وهو ما نعتزم فعله...»، ودفعت التحركات المشبوهة، التي يمارسها المسؤولون عن الخطوط القطرية، رؤساء شركات الطيران الأمريكية، إلى المطالبة بفرض عقوبات على الشركة القطرية.

وكانت الخطوط الجوية القطرية، قد استحوذت على 49% من شركة الخطوط الجوية الإيطالية (ميريديانا) عام 2017، وأعادت تسمية الشركة إلى (إير إيطالي)، مع تحويلها إلى شركة طيران تقوم بتشغيل رحلات إلى 5 وجهات أمريكية من ميلانو.

مخالفة

وتخالف الخطوط القطرية اتفاقية «السماوات المفتوحة»، عبر التحايل عليها باختراق السوق الأمريكية، والتوسع عبر شراء أسهم شركة الطيران الإيطالية، ووجَّهت شركات الطيران، في وقت سابق، خطابًا إلى ترامب، تم نشره على صفحات «نيويورك تايمز»، و«نيويورك بوست».

جاء في الخطاب: «الخطوط الجوية القطرية تنتهك اتفاقية تاريخية»، وطالب رؤساء الشركات الأمريكية، ترامب، بجعل الخطوط الجوية القطرية «تتوقف عن إيذاء العمال الأمريكيين»، مؤكدين أن الوضع «يمثل تهديدًا خطيرًا للوظائف الأمريكية وصحة صناعة الطيران».

وأضافوا: «نحن نقدّر قيادتكم الحازمة في تطبيق مبادئ التجارة العادلة، ونطلب منك الاستمرار في الدفاع عن أكثر من 1.2 مليون عامل أمريكي تعتمد وظائفهم على صناعة خطوط طيران قوية ونشطة للركاب...».

وقال نص الخطاب الموجّه إلى الرئيس الأمريكي، حينها: «من فضلك افرض تطبيق اتفاقياتنا التجارية لدعم عمَّال الخطوط الجوية الأمريكية.. حكومة الولايات المُتحدة لا بد أن تدافع عن حقوق العمَّال الأمريكان ضد الحكومات الأجنبية، التي تنتهك اتفاقياتها التُجارية مع بلادنا...».

وتابع الخطاب: «في يناير 2018م، عقدت إدارتكم اتفاقًا تاريخيًا مع الحكومة القطرية؛ بشأن انتهاكاتها  اتفاقية: السماوات المفتوحة، وكنا نأمل أن هذه الاتفاقية ستحمِّل قطر المسؤولية، وتُجبر شركات الطيران التابعة لها والمدعومة بشدة على اتباع التعليمات...».

استمرار

وأضاف الخطاب: لكن الخطوط القطرية لم تتوقف «عن إيذاء العمال الأمريكيين.. اليوم، تتجاهل الخطوط الجوية القطرية اتفاقية عام 2018، التي وقعتها إدارتكم؛ لتدشين طرق جديدة للولايات المتحدة، من خلال حصتها في الخطوط الجوية الإيطالية...».

وأوضح الخطاب، أن «قطر ضخت عشرات الملايين من الدولارات للشركة الإيطالية؛ لتهيمن عليها وتوسّع وجودها في السوق الأمريكية.. استغلت قطر حليفها الإيطالي في تدشين طرق إلى لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، وأضافت رحالات جوية إلى ميامي...».

وبيَّن الخطاب أن ما حدث «محاولة أخرى لإضعاف الخطوط الجوية الأمريكية، وأن الخطوط الجوية القطرية تشكل تهديدًا خطيرًا للوظائف الأمريكية، وصحة صناعة الخطوط الجوية، وتتجاهل العلاقات والقوانين الاقتصادية، عبر مواصلة التمويل الحكومي القطري للشركة رغم خسائرها».

عاقبوها

وقال الخطاب الموجّه من رؤساء شركات الطيران الأمريكية لترامب: «نحن نشجع إدارتكم على محاسبة قطر على خرقها اتفاقها مع الولايات المتحدة، ونؤكد أننا لن نتسامح مع تلك الانتهاكات المستمرة، دفاعًا عن أكثر من 1.2 مليون من عمالنا...».

واعتبر أعضاء مجلس النواب الأمريكي، في وقت سابق، أن صفقة استحواذ الخطوط الجوية القطرية على نسبة الـ49% الباقية من شركة «إير إيطالي»، تنتهك اتفاق عدم إضافة رحلات جديدة إلى السوق المحلية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ردًّا على تساؤلات خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، حينها، إنه يتم النظر عن كثب في هذا القرار الأخير الذي اتّخذته قطر بالحصول على 49% من هذه الشركة، وتابع قائلًا: «إن هناك الكثير من المشاورات الجارية».

وأعرب أعضاء بالحزبين الجمهوري والديمقراطي، عن قلقهم من أن الصفقة مع شركة الطيران الإيطالية تمثّل انتهاكًا لاتفاق تم التوصل إليه بين الخطوط الجوية القطرية والولايات المتحدة في أوائل عام 2018.

تحركات

وفي ديسمبر 2018، بعث 11 من أعضاء مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، إلى وزير الخارجية الأمريكي، خطابًا يرجّحون فيه أن الرحلات الجوية من ميلانو إلى الولايات المتحدة، تشير إلى مواصلة الخطوط الجوية القطرية عملياتها المشبوهة التي تشكّل تلاعبًا صريحًا.

يُذكر أن الخطوط الجوية القطرية، شاركت في صفقة تسليم مليار و150 مليون دولار لميليشيات إرهابية في العراق وسوريا، مما سلَّط الضوء على «الدور السري»، الذى تؤديه الشركة لصالح النظام الحاكم في الدوحة، لا سيّما استخدامه «طائرات مدنية في أغراض إرهابية».

فضيحة «الخطوط القطرية»، التى أكدها تقرير موسع لهيئة الإذاعة البريطانية، أعاد حالة القلق الدولية من استخدام الطائرات المدنية من الجهات الحاضنة للإرهاب في نقل المطلوبين والإرهابيين، لا سيّما أن الخطر يهدد جميع ركاب طائرات الخطوط القطرية.

مهام

ويستخدم النظام الحاكم في الدوحة الطائرات المدنية في تنفيذ مهام وصفقات مشبوهة، لا سيّما بعد أن أكدت «BBC»، فضيحة استخدام الخطوط القطرية في نقل أموال للإرهابيين، وأن هذه الخطوة قد لا تكون الأولى في استغلال طائرات مدنية في أغراض غير قانونية.

ولم تستبعد معلومات، حصلت عليها «عاجل»، ضلوع أسطول طائرات مملوك لحاكم قطر، تميم بن حمد آل ثاني، تقدر قيمته بنحو 1.2 مليار دولار، في هذه الصفقات، وقد كشفت معلومات سابقة لموقع «يزنس إنسايدر» الأمريكي، عن أن «تميم» يمتلك على الأقل نحو 14 طائرة خاصة.

ووفق المعلومات، بعض من هذه الطائرات مسجل باسم الرئاسة القطرية، من بينها طائرات إيرباص متعددة (A319-100، A320-200s،  A330-200s , А310-300 , А340-200, an А340-300s А340-500).

وهناك طائرات أخرى من طراز بوينج «Boeing 747-8 BBJs»، ويستخدم طائرة فاخرة «BD_700_1A10»، للأغراض العسكرية، ولديه طائرة للاستخدام الشخصي «Boeing C-17 Globemaster III».

وأكدت المعلومات، أن الخطوط القطرية كانت شريكًا أساسيًا في إتمام صفقة «الصيادين القطريين» المختطفين، وبينهم شخصيات بارزة في الأسرة الحاكمة في قطر، عبر نقلهم إلى منطقة قريبة من مطار بغداد، ثم نقلهم إلى الدوحة.

تفاوض

وكانت الخطوط القطرية الوسيلة الأهم في نقل وفود التفاوض التي جرت على مدار أشهر قبل الاتفاق على بنود «الصفقة الإرهابية» مع ميليشيات عراقية وسورية، والتي قامت بموجبها الخطوط القطرية بنقل المبلغ المالي الضخم المتفق عليه لإنجاز الصفقة.

وأوضحت المعلومات، أن الوفود الحكومية القطرية (لا سيّما الأمنية)، المعنية بإتمام الصفقة، تتنقل بين طهران وبغداد عبر طائرات الخطوط القطرية، فضلًا عن نقل وفود سياسية للتفاوض مع إيران على امتيازات اقتصادية.

وانتهت المفاوضات بموافقة الدوحة على العودة لإنتاج الغاز من حقل الشمال البحري (المشترك مع إيران) بعد توقف دام 12 عامًا، وأقر مسؤولون قطريون لـ«BBC»، بأن النصوص ورسائل البريد الصوتي حقيقية.

وفي أبريل 2017، كانت أزمة الرهائن قد انتهت بتحليق طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية إلى بغداد؛ لنقل الأموال واستعادة الرهائن، وفق تأكيدات مسؤولين قطريين، رغم أن الخطوط الجوية القطرية نفسها امتنعت عن التعليق.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa