صحيفة ألمانية: نتنياهو قامر بإشعال حرب مدمرة في المنطقة لكسب أصوات انتخابية

تعليقًا على خدعة المصابين والجنود الدُمى في مواجهة «حزب الله» اللبناني
صحيفة ألمانية: نتنياهو قامر بإشعال حرب مدمرة في المنطقة لكسب أصوات انتخابية

اتهمت صحيفة «دي تسايت» الألمانية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باللعب بالنيران والمخاطرة بإشعال حرب عنيفة في الشرق الأوسط؛ لكسب أصوات في الانتخابات التشريعية، المقرر أن تشهدها الدولة العبرية في غضون أسبوعين من الآن.

ووصفت الصحيفة الألمانية إعلان الجيش الإسرائيلي، ولو بصورة غير مباشرة، فضلًا عن نتنياهو نفسه، بأنهما قاما بخطة خداع نفسية لميليشيا حزب الله، عبر الادعاء بأن الهجوم الصاروخي الذي كان قد وقف خلفه الأخير، الأحد الماضي، مستهدفًا محيط موقع أفيفيم العسكري الإسرائيلي، قد أسقط جرحى بين الجنود، بأنه أمر جنوني وغير مسؤول، ولا يمت بأي صلة لأي اعتبارات سياسية تتعلق بسلامة المدنيين.

وبررت تل أبيب بأنها أرادت إيصال رسالة خادعة إلى «حزب الله» اللبناني، بأنه حقَّق مراده من القصف الصاروخي للموقع العسكري الإسرائيلي، ومن ثمَّ كسب الوقت لاستعادة الهدوء وعدم التورط في حرب كبيرة مع حزب الله، على غرار ما جرى في صيف العام 2006.

غير أن نتنياهو قرر الاستعراض بالأمر وبالأسرار العسكرية؛ بحثًا عن أصوات انتخابية، وفق الصحيفة، كاشفًا عن أن الصور المتداولة لمروحية تنقل جرحى من موقع الهجوم، ثم عملية إيصالهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، كانت مفبركة وفي إطار خطة خداع شملت أيضًا وضع دُمى في زي عسكري في السيارات، التي تُركت للموقع كي يستهدفها حزب الله.

وقالت الصحيفة الألمانية، إن نتنياهو غامر واستفز حزب الله وأحرجه، وأن الأخير كان بمقدوره أن يرد بعنف للتغطية على خداعه، الأمر الذي كان سيضع المنطقة ولبنان أمام اختبار صعب وعنيف، الجميع في غنى عنه.

وفي الاتجاه ذاته، علَّقت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، بأن ذلك التكتيك الذي استخدمته إسرائيل في التصعيد مع حزب الله، يمثّل مخاطرة كبيرة على كلا الجانبين. فلو كان حزب الله قد قتل بالفعل جنديًا إسرائيليًا في هجومه يوم الأحد، لكان نتنياهو وقبل أسبوعين من الانتخابات البرلمانية، قد اضطر لشن هجوم عسكري واسع النطاق ضد الميليشيات في لبنان؛ حتى يعزز من مركزه في صندوق الاقتراع، وإذا ما كانت إحدى قذائف المدفعية الإسرائيلية التي رد بها جيش الدولة العبرية على هجوم ميليشيا حسن نصر الله، قد قتلت رجلًا لبنانيًا، لكان حزب الله قد أُجبر، بنفس المنطق، على مهاجمة أهداف أكثر في إسرائيل؛ حتى لا يكون خاسرًا أمام مؤيديه.

وفي الأخير، نبَّهت المجلة إلى أن هذه المرة مرت الخدعة بسلام، وبأقل درجات استفزازية ممكنة لجميع الأطراف، محذرة من أن المرة المقبلة لن تسير الأمور بلا عواقب مدمرة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa