أكَّد وزير التعليم الدكتور «حمد آل الشيخ»، عدم وجود أي تفكير في إلغاء مجانية التعليم الجامعي، أو قطع المكافآت عن الطلاب، موضحًا أن هدف الوزارة هو بناء جيل المستقبل على ثوابت دينية ووطنية ومهارات خاصة لبناء هذا المستقبل الواعد.
جاء ذلك، خلال استضافته وزير التعليم في برنامج «في الصورة» مع الإعلامي عبدالله المديفر، والمذاع على «روتانا خليجية».
وقال «آل شيخ»، إن الوزارة هي المسؤول الأول عن سياسات التعليم وإصلاحه وتطويره، وقطاع التعليم قطاع ضخم، وأصحاب المصلحة فيه هم نصف شعب المملكة، ويضم 7 ملايين طالب في التعليم العام والجامعي، و170 ألفًا بالتدريب الفني والمهني، وعدد منسوبي هذا القطاع يصل إلى مليون منسوب.
وأوضح الوزير، أن عملية الإصلاح التي يقودها داخل الوزارة ستطال الهياكل الإدارية، والأنظمة الإدارية، والمناهج وحوكمة العمليات الإدارية في المدارس وإدارات التعليم ومكاتبه.
وبيَّن أن إدارته تهدف إلى رفع كفاءة أداء منظومة العمل داخل الوزارة؛ بحيث تؤدي إلى رفع نواتج التعليم وترشيد استخدام الموارد ومنع حصول أي هدر، مشيرًا إلى أنه وجد داخل الوزارة مقاومة للتغيير؛ لذا شرع في اتخاذ عدة قرارات بتعيين قيادات جديدة في إدارات التعليم.
عامان لتطوير المناهج
وحول تطوير المناهج التعليمية، قال وزير التعليم «تطوير المناهج من أهم أولوياتنا لتتناسب مع احتياجاتنا الوطنية، ولتؤهل الجيل القادم لمتطلبات المستقبل؛ لأن ما نحتاجه في المستقبل أصبح مختلفًا عما كنا نحتاجه منذ 20 عامًا. ونحن لا نحتاج إلى أكثر من عامين لتطوير المناهج، وتحقيق نتائج حقيقية في مستوى الطلاب.
وتابع «وقد نجحنا في المرحلة الأولى من تطوير المناهج، وهي تغييرها لتعزيز الشخصية الوطنية، وفي الدورة الثانية لتطوير المناهج تحاول الوزارة تعزيز مفهوم التسامح، وإدخال مفهوم التربية الرقمية مع مناهج الفصول الأولية، بعد أن ارتفع الاعتماد على التقنية في حياتنا».
وأضاف وزير التعليم «لم يكن أمامنا سوى 4 أشهر فقط لتعديل المناهج وطباعة الكتب؛ لكن استطعنا النجاح في هذا التحدي، وانتهينا فعليًا من مراجعة مناهج الفصل الدراسي الأول، وسوف يتم اعتمادها للطباعة خلال أسبوعين، وبدأت فرق أخرى في مراجعة مناهج الفصل الثاني».
اللغة الإنجليزية و3 فصول دراسية
ومضى قائلًا: «لا بد للطالب من دراسة المواد الحقوقية، ويمكن أن تدرس داخل المواد الشرعية، ونركز على تزويد الطالب بمهارات الفكر الناقد والاستنباط وبناء الحجة، كما أنه سيتم تدريس اللغة الإنجليزية بداية من الصف الأول الابتدائي خلال عامين، فالتركيز على الطفولة المبكرة من أهم أولوياتنا في هذه المرحلة».
وتحدَّث آل الشيخ، عن إمكانية التحول لنظام الـ3 فصول دراسية بدلًا من الفصلين.
وأوضح أن هناك دراسة الآن تقول إن هناك هدرًا على مستوى العام الدراسي، وأن إيجاد 3 فصول يزيد من عدد الأيام الفعلية للتعلم، وأيضًا يزيد من كفاءة منظومة التعليم الداخلية والخارجية.
ولفت إلى أنه سوف يتم قريبًا الجمع بين نظام المقررات والفصول الدراسية؛ بحيث يكون هناك فصل صيفي يمكِّن الطالب من مواد للتغيير من مسار لمسار حسب رغبته، مشددًا على أنه ليس من الشرط أن يتم تطبيق نظام الثلاثة فصول في كل المدارس، بل إن ذلك سيكون حسب الكثافة الطلابية في كل مدرسة.
وأوضح وزير التعليم، أن الوزارة لم تحدد إلى الآن بداية وقت الاختبار في رمضان المقبل، مؤكدًا أن منظومة الوزارة لن تتردد في اختيار ما يناسب الطلاب وأولياء أمورهم، ويحقق لهم الاستقرار النفسي، وشدَّد على أن المجتمع شريك أساسي في قرارات الوزارة، مبينًا أن الطالب هو محور العملية التعليمية، وأن كل عمل أو جهد لا يؤدي إلى تحسين مستوى المعرفة والمهارة والطالب فهو لا قيمة له.
وحول الخطة الجديدة لتطوير التعليم الثانوي ونظام المسارات الجديدة، أوضح الوزير حمد آل الشيخ أنه «من أهم أولوياتنا تطوير الثانويات؛ بما يتواءم مع التغير العالمي في فلسفة ورسالة وأهداف التعليم الثانوي، وسوف يتم تصنيف الطلاب في الأول الثانوي وفق ميولهم وإمكاناتهم، وتوجيههم إلى مجموعة مسارات جديدة وهي؛ تقني وهندسي - شرعي أو حقوقي - مسار أدبي - إدارة الأعمال. ولدينا خطأ استراتيجي مستمر، وهو أن 100% من طلاب الثانوي يعدون من أجل الجامعة، و80% منهم يذهبون للجامعات بالفعل، و80% من هؤلاء يدرسون تخصصات نظرية وأدبية، وهذا عكس متطلبات سوق العمل».