حسمت الجمعية الفلكية بجدة ما يتردد عن ظهور المريخ كالقمر البدر في النصف الثاني من أكتوبر المقبل، عند دخوله حالة التقابل مع الأرض، مشيرة إلى أن ذلك «غير صحيح»، بحسب رئيس فلكية جدة المهندس ماجد أبوزاهرة.
وقال رئيس فلكية جدة (عبر صفحة الجمعية على فيسبوك)، إن كوكب المريخ سيصل إلى حالة التقابل وأقرب مسافة من الكرة الأرضية في النصف الثاني من شهر أكتوبر 2020، وأنه من الناحية العلمية لا يمكن مطلقًا لكوكب المريخ أن يظهر للعين المجردة كالقمر البدر في سماء الأرض.
وبين رئيس فلكية جدة أنه مهما كانت المسافة بين المريخ وبين كوكبنا لن يرى بهذه الصورة التي تتردد، وكما يشاهد من الأرض عندما يكون المريخ جنبًا إلى جنب مع القمر البدر، فإن قطر المريخ نحو 1 / 140 قطر القمر البدر، وهذا يعني أن هناك حاجة لوضع نحو 140 كوكبا مثل المريخ متراصة جنبًا إلى جنب لبلوغ قطر القمر.
وأشار رئيس فلكية جدة، إلى أنه بشكل عام فإن حجم كوكب المريخ أصغر من الأرض ولكنه أكبر من القمر، إلا أن المريخ أبعد بكثير عن الأرض، فالقمر يبعد عن الأرض نحو ثانية ضوئية، فالضوء الذي يتحرك بسرعة 186.000 ميل بالثانية عندما ينعكس عن سطح القمر يستغرق نحو ثانية ليصل إلينا هنا على الأرض.
أما الضوء المنعكس عن المريخ، فيستغرق كما يقول (رئيس فلكية جدة)، وقتا أطول بقليل ليصل إلى الأرض من نحو بضع دقائق إلى 20 دقيقة وهذا الاختلاف نتيجة لأن الأرض والمريخ يتحركان حول الشمس، فعندما يكون المريخ والأرض في نفس الجانب من الشمس تكون المسافة بينهما أقل بعكس عندما يكون كل منهما في جانب مختلف من الشمس.
وأضاف أن ظاهرة تقابل المريخ ووقوعه في أقرب مسافة تستحق الرصد؛ لأن هذا الكوكب في هذا الوقت يكون قرصه مضاء بالكامل بنور الشمس، وهو الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه من الأرض، أما عطارد فهو صغير جدًا أما الكواكب الأخرى فهي مغطاة بالغيوم، لذلك فهو حدث مثالي للجميع حيث سيكون المريخ مرئيًا بشكل واضح ومميزًا طوال الليل ويسهل تحديده في قبة السماء.
وأوضح رئيس فلكية جدة، أنه عند رصد المريخ بالعين المجردة سوف يبدو كنقطة ضوئية بلون برتقالي أحمر الذي يميز هذا الكوكب، وعند استخدام المنظار سوف يظهر أيضا كنقطة ضوئية بدون معالم واضحة تمامًا وكأنك تنظر إليه بالعين المجردة، لذلك فإن المناظير لا تصلح لرصد المريخ، لذلك هناك حاجة لاستخدام تلسكوب مقاس 8 بوصات على الأقل لرؤية معالم الكوكب بوضوح.
وأضاف أبوزاهرة، أن إشاعة ظهور المريخ بحجم القمر البدر بدأت في 2003، ففي 27 أغسطس من ذلك العام كانت الأرض والمريخ في أقرب مسافة بينهما وهي الأقرب منذ 60.000 سنة؛ حيث كانت المسافة بين مركز الأرض ومركز المريخ أقل من 35 مليون ميل ولكن في النهاية ظهر المريخ مجرد نقطة ضوئية ساطعة فقط للعين المجردة ولم يكن كبيرا كالقمر البدر.
اقرأ أيضا: