كشف مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية -البنتاجون- اليوم الجمعة، عن محادثات، ستجريها واشنطن وباريس، غدًا السبت، لتنسيق جهود تأمين الملاحة في الخليج، بالتزامن مع تجديد وزارة الدفاع الأمريكية، تأكيداتها السابقة بأن «واشنطن على قناعة بأن تعزيز العقوبات على إيران هو السبيل الأمثل لإجبارها على التفاوض».
وتبحث واشنطن، منذ يوليو الماضي، مسألة التوافق مع شركائها الأوروبيين -لاسيما بريطانيا- على آلية لحماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز وعموم الخليج العربي، وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن «واشنطن تدرس مع لندن آلية لمنع طهران من اختطاف الناقلات، مشددًا على أن إيران هي الراعي الأكبر للإرهاب، وأن لديها القدرة على تطوير سلاح نووي».
ودعا بومبيو، في وقت سابق، دول العالم إلى «التعاون لتأمين حركة الملاحة البحرية في مضيق هرمز الاستراتيجي، من التهديدات الإيرانية»، وقال إن «الولايات المتحدة تعرف دورها في تأمين حركة الملاحة، وأنه يجب على العالم أن يساعد واشنطن في عملية تأمين المضيق»، في ظل «اعتداءات إيران المتتالية بحق ناقلات النفط، وآخرها احتجاز ناقلة النفط البريطانية ستينا إمبيرو».
وعزز قرار انضمام الحكومة البريطانية -أغسطس الماضي- إلى الجيش الأمريكي في ملف حماية الملاحة في الخليج العربي، الجهود الجارية في هذا الشأن، قبل موافقة واشنطن على تغيير اسم التحالف البحري، مع تمسك لندن بالحفاظ على الاتفاق النووي مع طهران وعدم الانخراط بـ«سياسة الضغط الأقصى»، التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترامب على إيران.
وقد شهدت منطقة الخليج -على مدار الأشهر الأربعة الماضية- اعتداءات على أربع ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات واستيلاء إيران على ناقلة النفط "ستينا إمبيرو" التي تحمل العلم البريطاني، فضلًا عن ارتفاع وتيرة حرب الناقلات البحرية في الخليج وتلويح إيران بإغلاق مضيق هرمز، وتلوح إيران أيضًا منذ العام الماضي، بوقف كل الصادرات عبر مضيق هرمز الذي يمر منه خمس النفط العالمي، إذا استجابت الدول الأخرى إلى مطالب أمريكية بوقف شراء النفط الإيراني.
وبدأت الولايات المتحدة قبل فترة تحركًا واسعًا لضم حلفائها الاستراتيجيين في تحالف عسكري يهدف إلى ضمان أمن الملاحة في منطقة تمتدّ من الخليج وتمر بمضيق هرمز وتشمل خليج عمان وتنتهي بالبحر الأحمر، بهدف رفع مستوى التنسيق بين جيوش الدول المختلفة وعمليات الشحن التجاري في مضيق هرمز والخليج، وجاء قرار لندن بعد حصول سلسلة تطورات بينها البطء في تشكيل القوة الأوروبية ورفض الفرنسيين الانضمام إلى التحالف الأمريكي.