كشف تحليل لسجلات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة صحة المراهقين، أنه خلال الفترة من يناير 2004 إلى أبريل 2015، كان هناك حوالي 1000 شخص من سن 25 وما فوق يعانون من مشكللات صحية مرتبطة بالمكملات الغذائية، تم تصنيف حوالي 40 في المائة منهم على أنهم يعانون مشاكل خطيرة، بالإضافة إلى 22 حالة وفاة، وحسب الخبراء فقد تكون هذه الأرقام بمثابة قمة الجبل الجليدي فقط؛ لأن العديد من المشاكل لا يتم الإبلاغ عنها.
ويبدو أن بعض المكملات الغذائية أكثر خطورة من غيرها، فقد وجد الباحثون أن المكملات الغذائية التي تدعي أنها تساعد على إنقاص الوزن وبناء العضلات والطاقة كانت أكثر ضررًا بثلاث مرات تقريبًا، وتلك التي تسوق للوظائف الجنسية أو تطهير القولون كانت تساهم بمقدار الضعف.
وقد لاحظت الدراسة أن بعض هذه المنتجات قد ثبت أنها ملوثة بمواد لم يكشف عنها، بما في ذلك الأدوية الموصوفة والمعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية، وفي عام 2015، على سبيل المثال، وجد الباحثون أن بعض مكملات انقاص الوزن تحتوي على منبه يشبه الأمفيتامين لم يكن مدونًا على ملصق العبوة.
وحسب الخبراء فإن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يمكنها أن تتدخل عندما يتم الإبلاغ عن مشكلات مع منتج معين، إلا أنها لا تختبر محتويات أو سلامة المكملات الغذائية قبل أن تصل إلى السوق، وبدلًا من ذلك تتحمل الشركات مسئولية تلبية إرشادات السلامة والتصنيع التي وضعتها الإدارة قبل تسويق منتجاتها.
ورغم ذلك حذرت الإدارة المستهلكين مرارًا وتكرارًا من مخاطر تناول المكملات الغذائية التي تعد بتحقيق نتائج معجزة مثل فقدان الوزن بشكل كبير والوقاية من الأمراض أو علاجها، وقد أظهرت الدراسة الجديدة والدراسات السابقة عليها، أنه قد تترافق المكملات مع مشاكل في القلب وتفاعلات الحساسية والتفاعلات الضارة مع الأدوية الموصوفة، ومشكلات أخرى.
وعلى الرغم من أن الفيتامينات المتعددة قد تكون أقل خطرًا أو تسببًا في مشاكل صحية تهدد الحياة من الأنواع الأخرى من المكملات الغذائية، إلا أن الأدلة تشير بشكل متزايد إلى أنها ليست ضرورية لمعظم الناس.
كما وجدت إحدى الدراسات الحديثة أنها لا تحسن الصحة وطول العمر، بل إن تناول جرعات عالية من بعض المكملات الغذائية، بما في ذلك الكالسيوم وفيتامين د، قد يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان والوفاة المبكرة، فيما تحدثت أبحاث أخرى حول العلاقة بين فيتامين (د) وزيت السمك وأوميجا 3 وتجنب الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والتدهور المعرفي، معتبرة أنها ليست سوى مزاعم حتى الآن.