أضفت أكثر من 13 ألف شجرة «جاكرندا» طيفًا زاهيًا على جمال الطبيعة في مدينة أبها؛ فمع حلول فصل الربيع، ولمدة 8 أسابيع، تكسو الأغصان الكثيفة أزهار بنفسجية وأرجوانية تفوح بشذاها أرجاء المكان.
وتصل أبعاد الزهرة الواحدة إلى 5 .2 سنتيمتر وتتساقط الأزهار بعد حوالي الشهر وفي بعض الأنواع تكتسي الزهرة باللون الأبيض، وأوراق شجرتها مركبة ريشية فردية متقابلة، ولونها أخضر، وترتب الأوراق على الساق ترتيبًا تبادليًّا.
أما فروعها فمقوسة، على شكل مظلة مقلوبة، وهذا يجعلها مع حجمها الكبير في مرحلة النضج شجرة وارفة الظلال.
ويضم جنس «الجاكرندا» نحو 45 نوعًا بين أشجار وشجيرات، وهي أشجار متساقطة الأوراق في المناطق التي تتعرض لفترات برد قارس، ودائمة الخضرة في المناطق المعتدلة. وينتمي هذا النبات إلى الفصيلة "البيجنونية".
وتنمو الشجرة لتصل إلى علو يزيد عن 18 مترًا؛ فهي سريعة النمو، وقد تصل خلال السنة الأولى إلى ارتفاع 3 أمتار، وشكل الانتشار بها غير منتظم، أو شكل ظلي، وكثافة الانتشار مفتوحة، ومعدل النمو بها مرتفع، وتزرع للظل والتزيين في الشوارع وفي الحدائق العامة.
وتتشكل ثمار «الجاكرندا» على هيئة جراب دائري جاف وصلب بني اللون يتراوح حجمه بين بوصة واحدة و3 بوصات، ويتطور عادةً في أواخر الصيف؛ حيث تتكون داخله بذور رقيقة.
وتتكاثر هذه الشجرة طبيعيًّا بالبذرة في شهري مارس وأبريل، كما يمكن زراعتها بالبذور طوال السنة إذا كانت في محمية أو تزرع ببعض الطرق المستحدثة، مثل أوعية التنبيت أو داخليًّا حتى يقوى عودها، أو بالعقل في شهري فبراير ومارس، ويجب تسميدها، خاصةً في فترة النمو النشط على الأقل مرة واحدة خلال الشهر، ويحبذ تقليم أطراف فروعها العلوية حتى يتكثف النمو. ودرجة الحرارة المناسبة لإنباتها بين 19 إلى 27 درجة، وغالبًا ما تستغرق الشتلات وقتًا طويلًا لتزهر مقارنةً بالأشجار المطعمة.
وتزرع البذور في التربة الطينية، وتتحمل العيش في التربة الرملية وفي التربة القلوية قليلًا، وهي متوسطة التحمل للجفاف، ومنخفضة التحمل للملوحة، وجيدة التحمل للأجواء الباردة.
ويمكن لأشجار «الجاكرندا» الصغيرة أن تتحمل العيش في الظل، وتنمو بسرعة فيه، وتنمو في التربة الرملية الجيدة التصريف، ولكن تحتاج إلى الري خلال فترات الجفاف، مع الحرص على تقليم الفروع بحيث تبقى أقل من نصف قطر الجذع للمساعدة في الحفاظ على سلامة النبات وزيادة متانته.
وساعد المناخ المعتدل في أبها خلال فصلي الربيع والصيف في نجاح أمانة منطقة عسير في استزراع هذا النوع من الأشجار، فعملت الأمانة على توسيع نطاق زراعته حتى شمل الكثير من الطرق الرئيسية والمرافق العامة والحدائق والميادين.
وبحسب إحصاءات الأمانة، فقد تمكنت حتى الآن من زراعة نحو 13 ألف شجرة في الفترة الماضية؛ منها 5 آلاف شجرة في عام 2019م، ومقرر زيادة الكميات في الفترة القادمة بما يقارب 15 ألف شجرة من هذا النوع الذي يضفي جمالًا طبيعيًّا على الأماكن التي يُزرع فيها.
وتعد أمريكا اللاتينية، مثل المكسيك ومناطق الكاريبي وأمريكا الجنوبية، الموطن الأصلي لهذه الشجرة التي اكتسبت شهرة كبيرة في العقود الأخيرة؛ حيث جرت زراعتها على نطاق واسع بأماكن مختلفة في العالم؛ لتحملها الظروف المناخية المعتدلة والباردة.
ومن أبرز الدول التي تزرع «الجاكرندا» بكثرة جمهورية النيبال في قارة آسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك في أمريكا الشمالية، والبرازيل في أمريكا الجنوبية، وجنوب إفريقيا وزيمبابوي، وتنتشر بشكل واسع في قارة أوروبا، وخاصةً إيطاليا.
وتنحصر زراعة هذا النوع من الأشجار في المملكة في المناطق المعتدلة، مثل المنطقة الجنوبية، وهي ليست مناسبة للمناخ في معظم مناطق المملكة؛ نظرًا إلى الحرارة الشديدة في فصل الصيف والبرودة الشديدة في فصل الشتاء؛ لأن إزهارها يكون شبه معدوم أو معدومًا كليًّا في المناطق الحارة .
ولا تقتصر فوائد «الجاكرندا» على الجوانب الجمالية؛ فقد عرفت أزهارها بفوائد طبية، وخاصةً تطهير المسالك البولية، وكذلك يمكن الحصول منها على نوع من الخشب يعرف بـ«الأبنوس الأخضر» ويستخدم في عمل الأثاث؛ لقوة تحمله وصلاحيته للنحت.
اقرأ أيضًا:
بالصور.. الأمطار ترسم لوحة فنية على المدرجات الخضراء والمتنزهات بعسير