شهد العالم في عام 2020 عددًا من الكوارث والمخاطر الصحية والبيئية لعلّ أبرزها وأهمها هو فيروس كورونا المستجد «COVID-19»، الذي أصاب نحو 4.7 مليون شخص حول العالم وأودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص.
ولم تكن هذه الكارثة هي الوحيدة التي شهدها العالم خلال العام، الذي بات يلقبه معظم الناس بعام الخطر، ففضلًا عن التبعات الكارثية لهذه الأزمة على مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والزراعية؛ إذ تهدد 3 كائنات حشرية المحاصيل الزراعية بالعالم.
الدبابير القاتلة والعثة الآسيوية
وشهدت أمريكا في مطلع الشهر الجاري هجوم أسراب من الدبابير الآسيوية العملاقة القاتلة ويبلغ طول الدبور أكثر من 5 سنتيمترات، وهي أكبر الدبابير في العالم، ولها لدغة قاتلة إذا عضّت الشخص أكثر من مرة، وفقًا لخبراء في جامعة ولاية واشنطن، وقد أطلق عليها الباحثون لقب «دبابير القتل»، كما أشارت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.
وزادت المخاوف من الدبابير القاتلة بعدما لقي رجل مصرعه في شمال غرب إسبانيا بعد لدغة قاتلة من «الدبور الآسيوي العملاق» وفق ما أفاد تقرير نقلته صحيفة «فوكس نيوز» الأمريكية.
وبعد الالتفات لهذه الظاهرة البيئية الخطيرة، انطلقت صافرة إنذار الأخطار البيئية مرة أخرى في الولايات المتحدة، حيث حذّر إنسلي حاكم ولاية واشنطن، من حشرات من نوع عثة الغجر الآسيوية «العملاقة» التي تسبّب دمارًا خطيرًا وواسع الانتشار للمحاصيل الزراعية في الولايات المتحدة وتهدد بشكل خطير الصناعات المرتبطة بالزراعة.
الفاو تحذر من أخطار تهدد الزراعات
وفي السياق ذاته، تحدثت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، عن الحرب المقبلة ضد أسراب الجراد، مشيرة إلى أنها معركة طويلة تهدد بأزمة أمن غذائي، والسبب المباشر لذلك هذه الكائنات الصغيرة التي تأتي على الأخضر واليابس.
وأعربت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو)، عن توقعاتها أن تشمل الموجة الثانية من هجمات الجراد الصحراوي دولًا في شرق إفريقيا، وصولًا إلى الهند وإيران، مؤكدة بذلك توقعات مصادرة عديدة بأن تكون الموجة المقبلة هي الأسوأ خلال العام الجاري.
وتكمن خطورة أسراب الجراد في حجم الدمار الهائل الذي تحدثه في المزارع والوسط البيئي بشكل عام، حيث يمكن لحشرات سرب الجراد الواحد التهام نحو 90 ميلًا من الأراضي المزروعة خلال يوم واحد وهي نفس الكمية من الطعام التي يتناولها خمس وثلاثون ألف شخص في اليوم، بحسب الخبراء.
لكن خطر الدبابير والجراد، ليس كل شيء، فالحشرة الأكثر خطورة للمفارقة، معروفة للغاية، ونسمع عنها وربما نراها بشكل مستمر، وهي البعوض.
ونقلت وسائل إعلام عن لورانس ريفز، وهو باحث مساعد في مختبر فلوريدا لعلم الحشرات الطبية، قوله : «إن البعوض أحد أخطر الكائنات في العالم على البشر بسبب الأمراض التي ينقلها».
وأشار ريفز إلى أنه إذا كان الدبور الآسيوي يقتل 50 شخصًا سنويًا في جميع أنحاء العالم، بسبب الحساسية أو اللدغات المتعددة، فإنّ الأمر يختلف تمامًا بالنسبة للبعوض، مضيفًا أنه بالاعتماد على بيانات منظمة الصحة العالمية يموت أكثر من 700 ألف شخص من الأمراض التي ينقلها البعوض كل عام.
اقرأ أيضًا:
