الخلية الإرهابية.. خريطة التحركات المشبوهة لقوات الحرس الثوري

تتم بمعرفة المرشد الإيراني على خامنئي..
الخلية الإرهابية.. خريطة التحركات المشبوهة لقوات الحرس الثوري

تكشف تحركات إيران المشبوهة عن العلاقة العضوية التى تربطها بعشرات الميليشيات المسلحة في الجوار العربي، وتؤكد في الوقت نفسه أن مَنْ يتواجدون في المنطقة من قوات «الحرس الثوري»، ليسوا مجرد «مستشارين لنقل التجارب والخبرات الدفاعية»، كما تزعم طهران في خطابها السياسي والإعلامي.

وفي ظل الدور المشبوه الذى تلعبه إيران في العراق وسوريا ولبنان، والأهم، في اليمن (جماعة الحوثي الانقلابية) تتبدى رغبة طهران التوسعية التى تتم بالتنسيق (المباشر، وغير المباشر)، مع أطراف أخرى (قطر، وتركيا) وكل من تتلاقى مصالحهم الضيقة معها.

وتعتمد استراتيجية إيران التى كان ينفِّذها رجلها القوى في إدارة العمليات الخارجية (العسكرية.. الأمنية.. الاستخباراتية) الإرهابي، قاسم سليماني قبل مصرعه في الثالث من يناير الماضي، على الاستعانة بحلفاء إقليميين، ينتمون إلى بيئتهم الجغرافية والثقافية، حتى تكون لديهم القدرة على تنفيذ ما يُطلب منهم من عمليات إجرامية.

تكليفات

وتكلف قيادة قوات الحرس الثوري الميليشيات التابعة لها في المنطقة بأعمال عسكرية - أمنية في مناطق وجودهم بعد تلقى الخبرات التدريبية والدعم (المالي - التسليحي)؛ لتهديد استقرار الدول المستهدفة، والضغط على القوى الدولية للحصول على مكتسبات، وتتولى (بأمر مباشر من على خامنئي)، مسئوليةَ تنسيق الدور الإيراني في: «لبنان، العراق، أفغانستان، فلسطين، اليمن، ليبيا والسودان»، كما أُوكلت له منذ منتصف عام 2010 مسئولية التنسيق المباشر وغير المباشر (عبر منظمات وحركات فلسطينية)، مع عناصر تكفيرية في شمال سيناء.

وكان سليماني يتعاون في هذا الشأن مع صديقه المقرب حسين حمداني (نائب القائد السابق لقوات الباسيج، خبير إدارة عمليات الميليشيات والمنظمات)، إلى جانب قائد آخر هو الجنرال «يد الله جفاني» في التخطيط والتوجيه وتحديد حجم الدعم للميليشيات التابعة.

ويتبع «فيلق القدس»، لقوات الحرس الثوري الإيراني (الباسداران)، وهي الميليشيا الدينية التي تضم أيضًا قوات التعبئة العامّة (الباسيج)، المجهّزة بقوات برية وبحرية وسلاح الجو والاستخبارات الخاصة به.

علاوة على ذلك هناك القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني (90 ألف عنصر مقاتل.. نحو 300 ألف جندي احتياط)، معظم عناصره يستخدمون واجهة مدنية لتحركاتهم داخل وخارج إيران، عبر أنشطة مدنية وتجارية.

موازنة

ويوجِّه «فيلق القدس» موازنته الضخمة إلى دعم العمليات والأنشطة الضخمة لإيران في المنطقة وخارجها، وسط معارضة (تقمعها إيران) لتدخلات الحرس الثوري في الجوار، كونه يكبد الاقتصاد الإيراني شهريًّا أكثر من مليار دولار.

ويُعَدُّ فيلق القدس بمثابة الميليشيا وجهاز الاستخبارات الأهم داخل منظومة الحرس الثوري، وفيما يرفع شعار «تحرير فلسطين» إلا أن الدور المشبوه الذى يقوم به منذ سنوات، لا سيما الفترة التي تزامنت مع موجة ما يسمى بـ«الربيع العربي».

وكشفت العديد من المعلومات والتقارير العربية والغربية عن حقيقة الدور الذى تلعبه قوات «فيلق القدس» في المنطقة العربية، عبر: «جمع المعلومات، تنفيذ عمليات خاصة، تهريب الأسلحة، ودعم أنشطة سياسية لتمدد النفوذ الإيراني».

ومع أن قوات «فيلق القدس»، تأسست مطلع الثمانينيات خلال الحرب الإيرانية مع العراق؛ لدعم الأكراد في مواجهة الرئيس الراحل صدام حسين، فقد تولت لاحقًا المهام السرية الخارجية الموكلة للقوات الحرس الثوري الإيراني.

استقلال

ورغم أنه يُعَدُّ من الناحية التنظيمية جزءًا من القوات المسلحة، لكن قوات الحرس الثوري (وفيلق القدس) تتمتع بقيادة مستقلة تتلقى أوامرها من المرشد الإيراني، على خامنئي، يحدث هذا رغم تتابع عدة أسماء على قيادات الميليشيات الأضخم في إيران (محسن رضوى.. يحيى رحيم صفوي.. اللواء محمد على جعفري...).

ويحافظ «فيلق القدس» على خصوصيته في تركيبة الحكم الإيرانية، مدعوما بصلاحيات واسعة، لا سيما أن أبرز قادته السابقين يتحكمون بمفاصل الدولة، بينما تتكفل أنشطته الاقتصادية التي تُقدَّر بمليارات الدولارات (مجالات النفط والغاز.. البنية التحتية.. قطاعات إنتاجية وخدمية) بالهيمنة على الداخل الإيراني.

مزاعم

وقد كشف رئيس منظمة الباسيج (العميد محمد رضا نقدى)، عن الدور التوسعي - المشبوه للحرس الثوري الإيراني في المنطقة العربية، عبر تصريحات استعلائية حول استراتيجية إيران في الشرق الأوسط. وزعم (قبل محطتين من العقوبات الأمريكية) أن «إيران تعيش ذروة قدرتها السياسية - العسكرية...».

وزعم أيضًا أن «تحديد مصير المنطقة أصبح مرتبطًا بالقرارات التى تتخذها في إيران...»، عبر «تقاطعها مع ما يحدث في العراق وسوريا ولبنان وبعض دول المنطقة...». ويرى مراقبون أن هذه التصريحات (وغيرها)، ترتبط بحجم الأموال الطائلة التى تنفقها إيران على التيارات والأحزاب الموالية لها في المنطقة العربية.

واستغلَّت أجواء الانفلات الأمني عقب ما يُعرف بـ«ثورات الربيع العربي» (عسكريًّا، وأمنيًّا، واستخباراتيًّا...)، بعدما بادرت قوات «فيلق القدس» بتنفيذ عمليات ممنهجة في الدول المستهدفة، أخطرها: محاولة إسقاط اليمن في قبضة الحوثيين، قبل تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

تهريب

كما أنها عقب انهيار نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا نجحت في الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة (أهمها صواريخ أرض-جو إس إيه-2، روسية الصنع...)، من ترسانات السلاح الليبية وتهريبها عبر الحدود الليبية.

وتم نقل هذه الشحنات إلى قاعدة عسكرية بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور السودانية (ضمن اتفاق ضمني)، وقد ذهب بعضًا من هذا السلاح لجماعات إرهابية (وتكفيرية)، في مصر، ومنظمات جهادية في فلسطين.

وعملت إيران على تغيير عقيدة منظمات وفصائل جهادية في فلسطين، لتتحول هذه المنظمات والحركات من مواجهة المحتل الصهيوني؛ لمواجهة الداخل العربي (الوقائع في مصر وسوريا نموذجًا)، خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة.

ويتم هذا بتعاون كامل بين فيلق القدس ووزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية (16 جهازًا للأمن والاستخبارات تتبع وزارة الاستخبارات.. استخبارات الحرس الثوري.. مخابرات الجيش.. استخبارات الشرطة)، وتعمل هذه الأجهزة تحت إشراف مجلس تنسيق المعلومات (أعلى هيئة استخبارية في إيران).

وفيما يرأس هذه الهيئة وزير الاستخبارات، فإن الوزارة تدعم أجهزة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني لا سيما «مكتب التضليل»، المعنى بشنّ حرب نفسية ضد أعداء إيران، وكذلك فيلق القدس الذي يدير العمليات الخارجية، لا سيما في استهداف الجوار العربي.

اقرأ أيضا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa