غدًا.. نهائي استثنائي بين الأهلي والزمالك بدوري أبطال إفريقيا

أطول بطولة في تاريخ القارة
غدًا.. نهائي استثنائي بين الأهلي والزمالك بدوري أبطال إفريقيا

بعد مرور 15 شهرًا على انطلاقها، يسدل الستار أخيرًا على بطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم لموسم 2019-2020، عندما يلتقي الأهلي المصري مع مواطنه وغريمه التقليدي الزمالك في المباراة النهائية للمسابقة، غدًا الجمعة، على استاد القاهرة الدولي.

وستظل تلك النسخة الاستثنائية للبطولة عالقةً في أذهان محبي الساحرة المستديرة في إفريقيا لفترة طويلة، خاصةً أنها الأطول في تاريخ المسابقة؛ إذ بدأت مبارياتها في أغسطس 2019، وكان مقررًا انتهاؤها في 29 مايو الماضي، قبل أن يتقرر تأجيل فعالياتها أكثر من مرة بسبب تداعيات فيروس كورونا.

وستكون كرة القدم المصرية على موعد مع لقب جديد بالمسابقة هذا العام؛ إذ دخل قطباها تاريخ البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في إفريقيا من أوسع الأبواب.

منذ انطلاق النسخة الأولى لدوري الأبطال عام 1964، لم يسبق أن يكون الفريقان المتباريان في النهائي من بلد واحد، لكن الأهلي والزمالك تمكَّنا أخيرًا من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، ليؤكدا ريادتهما للكرة الإفريقية.

وبتأهُّل الأهلي والزمالك للنهائي، ضمنت الكرة المصرية تتويجها الخامس عشر بأغلى الكؤوس الإفريقية، لتعزز تصدُّرها قائمة الدول الأكثر حصولًا على دوري أبطال إفريقيا، بينما سيكون هذا هو النهائي الثالث والعشرين في المسابقة، الذي يوجد فيه طرف مصري.

من ناحية أخرى، ضمنت كرة القدم العربية لقبها الثاني والثلاثين في تاريخها بالمسابقة والرابع على التوالي، بعد فوز الوداد البيضاوي المغربي بالكأس عام 2017، والترجي التونسي عامي 2018 و2019.

الكرة العربية تمكنت من بسط سيطرتها على دوري أبطال إفريقيا خلال العقد الحالي، بعد فوز أنديتها باللقب 8 مرات في السنوات العشر الأخيرة، بينما كسر فريقا مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية وصن داونز الجنوب إفريقي هذا الاحتكار العربي خلال تلك الحقبة، بحصولهما على اللقب عامي 2015 و2016 على الترتيب.

ويتطلع الأهلي، الذي وصل إلى النهائي الثالث عشر في مشواره بالبطولة، إلى التتويج باللقب واستعادة الكأس الغائبة عن خزائنه منذ عام 2013، من أجل تعزيز رقمه القياسي كأكثر الفرق المتوجة بالبطولة برصيد 8 ألقاب، ولرسم البسمة على وجوه جماهيره التي شعرت بخيبة أمل عقب خسارته نهائي المسابقة عامي 2017 و2018.

الأهلي هو كبير القوم في القارة السمراء، ولم لا وهو صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولات الإفريقية برصيد عشرين لقبًا، لكنه لا ينظر إلى منافسة أقرانه من فرق إفريقيا فحسب، بل يصارع أيضًا الفرق العالمية في سباق الأندية الأكثر تتويجًا بالألقاب الدولية في العالم.

ويسعى الأهلي، الذي يوجد في وصافة قائمة الفرق الأكثر فوزًا بالألقاب القارية في العالم الآن، لمواصلة مطاردة ريال مدريد الإسباني متصدر القائمة برصيد 26 لقبًا، الذي انتزع الصدارة من الفريق الأحمر عام 2016.

وفي حال فوزه باللقب الإفريقي، ستكون الفرصة مواتية أمام نادي القرن في إفريقيا للاقتراب أكثر من ريال مدريد الإسباني، حينما يخوض مباراة السوبر الإفريقي أمام نهضة بركان المغربي حامل لقب كأس الكونفيدرالية الإفريقية، التي ستقام بمصر في ديسمبر المقبل.

ويرغب الأهلي أيضًا في تعزيز رقمه القياسي كأكثر الأندية تتويجًا بالبطولات المحلية والقارية في العالم؛ حيث يوجد على القمة حاليًّا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «ميرور» البريطانية في سبتمبر الماضي بحصوله على 119 لقبًا، بفارق 4 ألقاب أمام أقرب ملاحقيه جلاسجو رينجرز الاسكتلندي.

كما يطمع الأهلي في الانفراد بصدارة قائمة الفرق الأكثر تتويجًا في القرن الحادي والعشرين؛ حيث حصد 42 لقبًا في القرن الحالي، وفقًا لموقع «ترانسفير ماركت» العالمي المتخصص بإحصاءات كرة القدم، متساويًا مع بايرن ميونخ الألماني، الذي يمتلك العدد نفسه من الألقاب، بعد حصوله على الخماسية التاريخية (الدوري الألماني وكأس ألمانيا والسوبر الألماني ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي)، هذا العام.

ويأمل الأهلي الفوز بدوري الأبطال من أجل العودة للمشاركة ببطولة كأس العالم للأندية، بعدما غاب عنها لمدة 7 أعوام كاملة.

ويحمل الأهلي الرقم القياسي كأكثر الفرق الإفريقية والعربية مشاركةً في مونديال الأندية، بعدما شارك في 5 نسخ للبطولة؛ علمًا بأنه الفريق المصري الوحيد الذي لعب في المسابقة.

وسيفتقد الأهلي خدمات نجمه الدولي المالي أليو ديانج، بالإضافة إلى المخضرم وليد سليمان، وصانع الألعاب صالح جمعة، خلال المباراة، بعدما ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، بينما تعززت صفوف الفريق بعودة جناحه محمود عبدالمنعم «كهربا»، الذي كان يعاني من إصابته بالفيروس في وقت سابق.

في المقابل، يحلم الزمالك بالحصول على لقب دوري الأبطال للمرة السادسة في تاريخه والأولى منذ 18 عامًا؛ حيث يرجع آخر تتويج له بالبطولة إلى عام 2002، عقب فوزه على الرجاء البيضاوي المغربي في النهائي.

ويتقاسم الزمالك المركز الثاني في قائمة أكثر الفرق فوزًا بالبطولة حاليًّا مع مازيمبي، ويرى محبوه أن الوقت قد حان لفض تلك الشراكة، والانفراد بالوصافة من أجل تقليص الفارق الذي يفصله عن الأهلي الأكثر فوزًا بالبطولة.

وعقب تتويجه بالكونفيدرالية الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه عام 2019، وكأس السوبر الإفريقي على حساب الترجي في فبراير الماضي؛ يسعى الزمالك إلى الحصول على لقبه القاري الثالث في غضون 18 شهرًا.

ويمتلك الزمالك، الذي يعد الفريق الأكثر فوزًا بدوري الأبطال في القرن الماضي، أفضلية معنوية عن الأهلي، بعدما تغلب على منافسه العنيد مرتين خلال العام الحالي.

وتُوِّج الزمالك بلقب السوبر المصري عقب فوزه بركلات الترجيح على الأهلي في فبراير الماضي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، قبل أن يواصل تفوقه على الفريق الأحمر ويتغلب عليه 3–1، في آخر مواجهة جمعت بينهما ببطولة الدوري المصري في أغسطس الماضي.

ويهدف الزمالك، الذي يلعب في النهائي الثامن في مشواره بدوري الأبطال، إلى خطف لقب قاري آخر من الأهلي، بعدما توج على حسابه ببطولة السوبر الإفريقي عام 1994، عندما فاز عليه 1–0 بمدينة جوهانسبرج الجنوب إفريقية.

كما يطمح الزمالك إلى تسجيل ظهوره الأول في مونديال الأندية، التي سبق أن تأهل للمشاركة في نسختها لعام 2001 عقب فوزه ببطولة كأس الأندية الإفريقية أبطال الكؤوس أواخر عام 2000، لكنه لم يتمكن من اللعب فيها عقب إلغاء البطولة بسبب إعلان الشركة الراعية للمسابقة إفلاسها؛ ما تسبب في عدم إقامتها في الأعوام الأربعة التالية، قبل أن تعود عام 2005 ويشارك فيها الأهلي.

ويأمل الزمالك الثأر من بيتسو موسيماني مدرب الأهلي الحالي، الذي حرم الفريق الأبيض من الفوز بدوري الأبطال عام 2016، بعدما قاد فريقه السابق صن داونز إلى التتويج بالبطولة آنذاك على حساب الفريق المصري في النهائي.

ويعاني الزمالك من أزمة دفاعية حادة قبل المواجهة المنتظرة، بعد تأكُّد غياب كل من قلب الدفاع محمود حمدي «الونش» والظهير الأيسر عبدالله جمعة، عقب إصابتهما بفيروس كورونا، لا سيما في ظل استمرار غياب الظهير الأيسر المحنك محمد عبدالشافي بسبب الإصابة.

كما يغيب عن الزمالك صانع ألعابه يوسف إبراهيم «أوباما»، بسبب إصابته أيضًا بفيروس كورونا، وهو ما يشكل ضربة قوية لهجوم لفريق الأبيض.

ويعد هذا اللقاء هو التاسع بين الفريقين في دوري أبطال إفريقيا، بعدما سبق أن التقيا في الدور قبل النهائي عام 2005، وفي مرحلة المجموعات بالبطولات التي أقيمت أعوام 2008 و2012 و2013.

الأهلي حقق 5 انتصارات خلال المواجهات الثمانية السابقة في البطولة التي جمعته مع الزمالك، الذي لم يحقق أي فوز، بينما خيم التعادل على 3 لقاءات.

وتعتبر مواجهة الزمالك في دوري الأبطال بمنزلة فأل حسن للأهلي، الذي سبق أن توِّج باللقب في جميع المناسبات التي واجه خلالها الزمالك في البطولة، وهو الأمر الذي يحلم الفريق الأبيض بتغييره في مباراة غد.

وفي حال انتهاء الوقت الأصلي للقاء بالتعادل، سوف يلجأ الفريقان لخوض وقت إضافي مدته نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين، وفي حال استمرار التعادل سوف يحتكمان إلى ركلات الترجيح.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa