هل يعود بايدن للاتفاق النووي مع إيران بعد خسارة ترامب؟

الرئيس السابق انسحب منه قبل أكثر من عامين
هل يعود بايدن للاتفاق النووي مع إيران بعد خسارة ترامب؟

تساءلت وكالة «بلومبرج» الأمريكية عن مصير عديد من الملفات وقضايا السياسة الخارجية الرئيسية بالولايات المتحدة، بعد فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، والذي أبدى خلال الأشهر الماضية تعارضًا كبيرًا مع السياسات التي تبناها دونالد ترامب.

وقالت الوكالة، في تقرير (ترجمته عاجل)، إنَّ فوز بايدن بالانتخابات الرئيسية سيقابل بـ«ترحيب وارتياح واسعين من قبل عدد من حلفاء الولايات المتحدة، الذين اهتزت ثقتهم بسبب النهج الذي اتبعه الرئيس ترامب خلال الأربعة سنوات الماضية».

ومن المتوقع، حسبما أضافت الوكالة، أن «تعكس إدارة بايدن مسارها بشكل سريع فيما يتعلق بعدد من قضايا السياسة الخارجية، بما فيها اتفاق باريس للمناخ وأزمة جائحة كوفيد 19 والاتفاق النووي مع إيران».

اتفاق إيران النووي

فمن المتوقع أن يتبع بايدن سياسة مغايرة لتلك التي اتبعها الرئيس ترامب مع إيران، وعلى وجه الخصوص موقف واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، والذي أعلن ترامب انسحاب بلاده منه في 8 مايو عام 2018 وأعاد فرض العقوبات الدولية كاملة على طهران.

وقالت «بلومبرج»، إن بايدن «سيحاول ضخّ شريان جديد من الحياة في الاتفاق النووي الإيراني». مشيرة إلى رغبة الحلفاء الأوروبيين، وعلى رأسهم ألمانيا وفرنسا، العمل مع بايدن لإعادة إحياء الاتفاق، لاسيما وأنهم كانوا من أشد معارضي انسحاب واشنطن منه.

وأكد مسؤولون أوربيون، نقلت عنهم الوكالة، رغبة الحلفاء في العمل مع بايدن لإعادة إحياء الاتفاق، رغم العوائق التي تواجههم والمتمثلة في فرض العقوبات الدولية كاملة على طهران، إضافة إلى موقف دول الشرق الأوسط وإسرائيل من إيران والاتفاق النووي برمته.

وكان بايدن أكد عزمه العمل من جديد مع طهران، وكتب، في مقال نشرته شبكة «سي إن إن»: «سأعرض على طهران مسار موثوق به إلى الديمقراطية من جديد. إذا عاودت إيران التزامها الكامل بالاتفاق النووي، ستنضم الولايات المتحدة من جديد إلى الاتفاق النووي كنقطة انطلاق للمفاوضات التي تتبع». 

وتابع: «عبر العمل مع حلفائنا، سنعمل من أجل تعزيز وتقوية وتمديد شروط الاتفاق النووي، مع معالجة وحل القضايا الأخرى ذات أهمية».

ارتياح بين الحلفاء

وعلى الساحة الدولية، يرى بعض المراقبين أن فوز بايدن يمنح حلفاء الولايات المتحدة بعض الارتياح، خصوصًا وأن ترامب عمد إلى تجميد الحلفاء وتوبيخ زعمائهم علانية، كما أعرب حلفاء واشنطن عن التفاؤل من أن تنجح إدارة بايدن في حشد الدعم لأجندة المناخ الدولية. 

وقال ستيوارت باتريك، الباحث في الحوكمة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية: «سيقابل فوز بايدن بارتياح كبير، لكن الأمور لن تعود بالكامل لما كانت عليه من قبل، وسيكون هناك إقرار بأن الترامبية لم تمت». 

وفي الوقت نفسه، يرى دبلوماسيون أن بايدن لن يحظى بالحرية الكاملة للتغيير، بالنظر إلى استمرار حفاظ الحزب الجمهوري بالأغلبية داخل مجلس الشيوخ، وبالتالي لن يستطيع التراجع عن كل ما تم خلال إدارة ترامب، ولن يكون قادرًا على التخلص من المخاوف المتعلقة بمصداقية الولايات المتحدة في الشؤون الخارجية.

 ورغم بقاء بعض الخلافات الجوهرية مع الحلفاء بسبب قضايا مثل الصين والتجارة، إلا أن بايدن وفريقه من الأمن القومي سيعاودون العمل بالطريقة التقليدية وبطريقة أكثر ملاءمة مقارنة بطريقة عمل ترامب، التي بدت «مهينة» في بعض الأحيان، حسب «بلومبرج».

والسؤال الأهم هو كيف سيتعامل بايدن مع الصين بعد توتر العلاقات الثنائية بشكل كبير خلال إدارة ترامب. وكان بايدن تعهد باتباع نهج «قاسي مع بكين، والعمل مع الحلفاء لإجبارها على اللعب وفق القواعد».

اقرأ أيضًا

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa