تمكّن جواسيس بريطانيون من الحصول على أسرار واحدة من أكثر القاذفات الروسية تطوّرًا، وأرسلوا البيانات في عبوة شاي إلى الاستخبارات المركزية الأمريكية، في عملية وصفت بأنها الأغرب والأجرأ من نوعها.
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن جهاز الاستخبارات البريطاني «إم آي 6» خطط لهذه العملية بالمشاركة مع وكالة الاستخبارات الأمريكية، بهدف الحصول على معلومات عن تطوير القاذفات الأسرع من الصوت.
وتورط في العملية طاقم روسي دون أن يعلم؛ لكن اعتياد أفراده على شرب الشاي أثناء الرحلة من روسيا إلى كراكاس جعل من المناسب إخفاء المعلومات أسفل أكياس الشاي، حسبما أفاد مصدر غربي للـ«ديلي ميل».
وحملت عبوة الشاي تفاصيل، حول الملايين التي ضختها موسكو لتطوير قاذفات«TU- 160» الأسرع من الصوت والقادرة على حمل صواريخ وقنابل نووية، والمعروفة باسم «البجعة البيضاء». وبعد تحديد مصدر يمكن أن يُسرب معلومات عن القاذفة، بدأت وكالات الاستخبارات في العمل على إخراج ما يريدون من روسيا، دون الرغبة في إرسال جواسيس إلى البلاد.
وجاءت الإجابة في مكان آخر غير روسيا، حيث بدأ الرئيس فلاديمير بوتن إرسال قاذفات «تي يو 160» إلى فنزويلا منذ ديسمبر 2018، لدعم الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة المطالب الداخلية والخارجية بتنحيه عن السلطة؛ لكن الجزء الأكثر إثارة في العملية، هو إرسال المعلومات على متن القاذفة نفسها، حيث جرى وضع البيانات في الجزء السفلي من عبوة شاي «كارافان» الروسية.
وكان على العملاء حساب كمية الشاي التي سيشربها الطيارون خلال الرحلة التي استمرت 13 ساعة. وعندما هبطت الطائرة في مطار سيمون بوليفار في فنزويلا، استرجع العميل العبوة المهملة من صندوق القمامة الخاص بالرحلة، وجرى نقلها إلى ضابط بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كان ينتظرها في فندق في كاراكاس. وتم نقل الأسرار إلى الولايات المتحدة لتحليلها.
وقال مصدر مخابراتي للـ«ديلي ميل»: بعد ساعة من الهبوط، تم نقل كمية من القمامة، بما في ذلك عبوة الشاي، من الطائرة أثناء إعادة تزويدها بالوقود.. وكانت العبوة، التي تحتوي على كمية صغيرة من الشاي، من بين الأشياء الموضوعة في نقطة التخلص من القمامة. وبعد نجاح الخطة البارعة، تمكنت القوات الجوية الغربية من استخدام المعلومات لتطوير وسائل الاعتراض الجوي لمواجهة هذه القاذفة المتطورة.