كيم في فيتنام.. 12 مقاتلًا لتأمين السيارة.. والإقامة في «ميليا» هانوي

رحلته استغرقت 60 ساعة.. وترامب يلحق به مساء اليوم
كيم في فيتنام.. 12 مقاتلًا لتأمين السيارة.. والإقامة في «ميليا» هانوي

شوهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، وهو يغادر القطار في مدينة «دونج دانج»، الفلبينية، قبل أن يستقل سيارة مرسيدس بنز، قطعت به مسافة 170 كيلومترًا إلى العاصمة هانوي، وراح يلوّح بيده من السيارة قبل أن يولي وجهه صوب فتية مصطفين بالشوارع يرفعون الأعلام الفيتنامية والكورية الشمالية، فيما تولى نحو 12 من الحرس الشخصي تأمين جانبي السيارة.

ووصل «كيم» فندق ميليا في هانوي، بعد رحلة برية استغرقت ثلاثة أيام من بيونج يانج؛ حيث تجمّعت حشود كبيرة في الشوارع المحيطة بالفندق في قلب العاصمة الفيتنامية لمشاهدة الموكب؛ حيث سيجتمع الزعيم الكوري الشمالي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (الذي يصل هانوي في وقت لاحق اليوم)، من أجل التوصُّل لاتفاق بشأن تعهُّد بيونج يانج بالتخلي عن برنامج الأسلحة النووية.

وفندق ميليا هانوي- الذي يقيم فيه كيم- يعد ثالث أفضل فنادق فيتنام بعد: إنتركونتيننتال هانوي بيستليك، وسوفيتل ليجند ميتروبول هانوي، ويقع الفندق (المناسب للعائلات) في هانوي، وتحديدًا في الحي التجاري، على بعد 2 كم من متحف سجن هوا لو وبحيرة هوان كيم، كما يبعد معبد الأدب وضريح هو تشي مينه مسافة 3 كم.

ويضم هذا الفندق مطعمين وسبا متكامل الخدمات وكازينو، وتوجد به حمامات سباحة، ونادٍ صحي، وهو من معالم مدينة هانوي السياحية، التي في واقع الأمر مدينة قديمة تأخذك إلى عالم ساحر إلى التاريخ، الذي لا يزال على قيد الحياة ما بين آثار التأثير الاستعماري الصيني والفرنسي، الموجود في جميع أنحاء المدينة.

وبصرف النظر عن كونها واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في فيتنام، غالبًا ما تستخدم هذه المدينة الرائعة كقاعدة لاكتشاف نقاط أخرى مثيرة للاهتمام في الشمال، مثل خليج ها لونغ، سابا، ومقاطعة نينه بينه.

وقد وضع الفندق إشعارًا في جميع غرفه، بأنه سيتم تنصيب نقاط تفتيش أمنية في بهو الفندق، وفقًا للبروتوكول الحكومي الفيتنامي بشأن زيارات «رؤساء الدول»، الذين يقيمون في الفندق، في إشارة إلى زيارة «كيم» وإقامته الرسمية.

وقد بادر مسؤولون من كوريا الشمالية وفريق أمني فيتنامي، بإجراء عمليات تحقق في الفندق عدة مرات قبل زيارة «كيم»، وأوضح الإشعار أن نقاط التفتيش تعمل بدءًا من أمس (الإثنين) حتى يوم الأحد المقبل؛ حيث ستمتد زيارة «كيم» إلى فيتنام من اليوم الثلاثاء، حتى يوم السبت المقبل.

وقد عينت وزارة الخارجية الفيتنامية، المناطق القريبة من فندقي «ماريوت، وميليا»، ومنطقة بحيرة «هوان كيم»، كمناطق أمنية، كما حظرت استخدام المباني الشاهقة خلال فترة القمة، فيما يعتبر فندق «ماريوت» المرشح الأول لإقامة الرئيس الأمريكي.

وقال مسؤول من الوزارة، إن المفاوضين الكوريين الشماليين والأمريكيين، عقدوا المحادثات الأخيرة حول البروتوكول الدبلوماسي، كما قررت فيتنام أيضًا فتح مركز إعلامي دولي للقمة؛ حيث سيتسع قصر الصداقة الثقافي لاستضافة ما يصل إلى 3000 من المراسلين والصحفيين.

وأفادت وكالة «رويترز»، بأنّ كيم وصل بالقطار مدينة دونج دانج في فيتنام، بعدما عبر الحدود من الصين؛ حيث كان في استقباله بالمحطة مسؤولون فيتناميون، وأقيمت مراسم استقبال رسمية؛ حيث استعرض حرس الشرف ورُفع علما كوريا الشمالية وفيتنام.

وكان كيم قد غادر بيونج يانج بالقطار يوم السبت، قبل أن يقطع مسافة نحو 4500 كيلومتر، على مدار ثلاثة أيام في طريق بالجنوب الغربي عبر الصين، إلى الحدود الصينية الفيتنامية.

ودخل كيم إلى فيتنام عبر بلدة دونج دانج؛ حيث كان في استقباله عند وصوله الساعة الثامنة صباحًا (0100 بتوقيت جرينتش) فو فان ثونج، أمين الحزب الشيوعي للجنة المركزية في فيتنام، إلى جانب وزير شؤون مكتب الحكومة، ماي تيين دونج بمحطة قطارات دونج دانج، وفقًا لبيان حكومي.

وأظهرت صور نشرها موقع «فنإكسبريس» الإخباري، وفد كيم وهو يغادر دونج دانج بالسيارة، في رحلة مسافتها 170 كيلومترًا إلى هانوي، ومن المقرر إغلاق حركة المرور بالكامل على طول الطريق حتى الساعة 2 مساء، حسبما ذكرت صحيفة «نهان دان» الرسمية.

ومن المتوقع أن يصل ترامب إلى هانوي، مساء الثلاثاء، على متن الطائرة الرئاسية (إير فورس وان)، ومن المقرر أن يجتمع الزعيمان يومي الأربعاء والخميس. وستكون هذه هي القمة الثانية بين كيم وترامب، بعد أول لقاء جمعهما في سنغافورة في يونيو؛ حيث أكد حينها كيم استعداده نزع السلاح النووي بشكل كامل.

وبدأ كيم رحلته بـ«القطار المصفَّح» يوم السبت الماضي، واستغرق الأمر ما لا يقل عن 60 ساعة؛ حيث قطع آلاف الكيلومترات من بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية إلى فيتنام، مرورًا بالصين. والقطار هو وسيلة الانتقال المفضلة لكيم جونج أون، وكان كذلك لوالده كيم جونج إيل، وجده كيم إيل سونج.

ومن المقرر أن يصل ترامب العاصمة الفيتنامية هانوي في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، فيما يعقد الرئيسان اجتماعًا مقتضبًا مساء غدٍ الأربعاء، ثم سيحضران مأدبة عشاء رفقة ضيفين لكل منهما ومترجمين، حسبما ذكرت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، موضحةً أنّ ترامب وكيم سيعقدان اجتماعات أخرى بعد غدٍ الخميس.

وتأتي المحادثات بعد ثمانية أشهر من قمة تاريخية عقداها في سنغافورة، وكانت أول اجتماع بين رئيس أمريكي في السلطة وزعيم كوري شمالي، ورغم أنه ليست هناك توقعات فعلية بأن يسفر اجتماعهما الثاني عن اتفاق نهائي؛ ينص على تخلص كوريا الشمالية من الأسلحة النووية التي تهدد الولايات المتحدة، فإن آمالًا تحوم في الأفق باحتمال أن يؤدي الاجتماع إلى إعلان بانتهاء الحرب الكورية، التي استمرت من عام 1950 إلى 1953 رسميًّا، غير أن الولايات المتحدة ستنتظر تحركًا ملموسًا من جانب كيم صوب نزع السلاح النووي في المقابل، حسب الوكالة.

وكان كيم قد تعهَّد في سنغافورة بالعمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية تمامًا، لكنّ الاتفاق الذي صيغ صياغة مبهمة لم يحقق نتائج ملموسة، وقد حذّر أعضاء ديمقراطيون بمجلس الشيوخ ومسؤولون أمنيون أمريكيون، ترامب، من إبرام اتفاق لا يكبح الطموحات النووية الكورية الشمالية.

وأمس الإثنين، صرح ترامب بأنّه وكيم سيعقدان قمة «هائلة جدًا»، وغرّد على «تويتر»، متحدثًا عن المزايا التي ستكسبها كوريا الشمالية إذا تخلت عن أسلحتها النووية، وقال: «بنزع التسلح النووي بالكامل، ستصبح كوريا الشمالية قوة اقتصادية سريعًا، ودونه ستظل على ما هي عليه.. الزعيم كيم سيتخذ قرارًا حكيمًا».

غير أنّه بدا، خلال كلمة ألقاها مساء أمس الأول الأحد، وكأنّه يحد من الآمال بتحقق انفراجة كبيرة خلال قمة هانوي، وقال إنّه سيكون راضيًا إن استمرت كوريا الشمالية في التوقف عن اختبارات الأسلحة.

وأضاف ترامب: «لست في عجلة من أمري.. لا أريد أن أتعجل أحدًا.. لا أريد إجراء اختبارات وحسب.. ما دامت لا توجد اختبارات فهذا يرضينا».

وأجرت كوريا الشمالية آخر تجاربها النووية في سبتمبر 2017، فيما أجرت آخر اختبار لصاروخ باليستي عابر للقارات، في نوفمبر من العام نفسه.

وصرح متحدث باسم مكتب الرئاسة الكوري الجنوبي للصحفيين في سول كيم إيوي كيوم - أمس الإثنين - بأنّ الجانبين قد يتفقان على إعلان انتهاء الحرب الكورية رسميًّا، التي انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام، وهي خطوة سعت إليها كوريا الشمالية طويلًا.

و«قمة فبراير» المرتقبة هي الثانية بين الرئيسين؛ حيث سبق أن عقدا لقاء في شهر يونيو من العام الماضي، وكان ذلك أول اجتماع بين رئيس أمريكي في السلطة وزعيم كوري شمالي، وأسفرت عن التزامٍ وُصِف بـ«المبهم» من جانب كيم، بالعمل صوب نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، ولم يتخذ بعد ما تعتبره واشنطن خطوات ملموسة في ذلك الاتجاه.

وفي ذات الشهر، تحدّث ترامب عن أنّ القمة شهدت تقدُّمًا كبيرًا بشأن نزع الأسلحة النووية في الجزيرة الكورية، وتحرير الرهائن واستلام رفات جنود أمريكيين، وقال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «حان وقت العودة للوطن من سنغافورة بعد زيارة مذهلة حقًا.. تم إحراز تقدم كبير بشأن نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية.. الرهائن سيعودون إلى ديارهم، وسنعيد رفات أبطالنا العظماء إلى عائلاتهم.. لن يتم إطلاق أي قذائف أو إجراء بحث، أو إغلاق مواقع».

وتنفيذًا لذلك، أعادت كوريا الشمالية في يوليو الماضي، رفات يُعتقد أنّها لجنود أمريكيين قُتلوا في الحرب الكورية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa