أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الخميس، أن «إيران تخصّب اليورانيوم بمعدل يفوق المعدل الذي سبق الاتفاق النووي»، وقال: «لم يبق لدينا حدود في الملف النووي ونرفع نسبة تخصيب اليورانيوم يوميًا»، فيما رفض روحاني، أمس الأربعاء، اقتراحًا لإبرام اتفاق جديد «اتفاق ترامب»، وقال في خطاب تليفزيوني: «يجب على الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية.. يمكنها العدول عن الخطوات التي اتخذتها لتقليص التزامها بالاتفاق».
وفيما انتقد روحاني الأطراف الأوروبية التي فعّلت آلية فض النزاع التي يشملها الاتفاق، قائلًا إنها فشلت في الوفاء بتعهداتها، فقد قال روحاني إن «الجنود الأوروبيين المنتشرين في الشرق الأوسط ربما يكونوا عرضة للخطر، بعد أن تحدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا طهران بشأن الاتفاق النووي»، وهذه المرة الأولى التي يهدد فيها روحاني أوروبا وسط التوتر مع الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق بناء على قرار من الرئيس دونالد ترامب، مضيفًا «الاتحاد الأوروبي لم يتصرف كتكتل مستقل، ويجب أن يعتذر لطهران عن عدم التزامه بالوعود، يجب على الأوربيين الوفاء بالتزاماتهم تجاه الاتفاق النووي الموقع عام 2015».
إلى ذلك، أكدت المملكة العربية السعودية، في نوفمبر الماضي، أن أيديولوجية النظام الإيراني التوسعية، وتدخلاته في المنطقة؛ جاءت على حساب شعبه؛ حيث استغل النظام العائد الاقتصادي من الاتفاق النووي في تنفيذ أيديولوجيته التوسعية وتدخلاته في المنطقة.
وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا محافظ المملكة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز؛ إن التقارير الصادرة عن الوكالة حيال مخالفات إيران للاتفاق النووي في نسبة إثراء اليورانيوم، والكمية المنتجة منه، وتركيبها لأجهزة طرد مركزية متقدمة، وإيقاف جميع التزاماتها المتعلقة بالبحث والتطوير، وقيامها مؤخرًا بتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو؛ يُعد ابتزازًا وتهديدًا للمجتمع الدولي، ويؤكد قصور الاتفاق النووي مع إيران، كما يعزز الشكوك حول نوايا وسلمية برنامجها النووي.
وأكد الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان، في كلمته خلال مناقشة بند «التحقق والرصد في إيران على ضوء قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم (2231) لعام 2015م»، أن إيران سخرت العائد الاقتصادي من الاتفاق النووي في إثارة الاضطرابات الداخلية في الدول المجاورة، في ظل إصرارها على تطوير الصواريخ الباليستية، ودعمها الجماعات الإرهابية في المنطقة، بما في ذلك تهديدها الملاحة الدولية والمضائق البحرية، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة خاصةً والعالم عامةً، بدلًا من استغلال ذلك العائد في خدمة تنميتها الداخلية وتحسين أوضاع الشعب الإيراني؛ الأمر الذي انعكس على ما تشهده إيران حاليًا من اضطرابات داخلية؛ حيث ضاق الشعب الإيراني ذرعًا بأيديولوجية نظامه التوسعية على حساب مقدراته واحتياجاته.
وأوضح سفير خادم الحرمين بالنمسا، أن «هذه التجاوزات الإيرانية المستمرة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ومع ما كُشف عنه مؤخرًا من وجود مواد نووية في موقع غير مُعلن عنه في إيران، وعدم تقديم الجانب الإيراني معلومات وافية ومتسقة مع نتائج تحليل العينات التي أخذتها الوكالة من الموقع؛ يكشف لنا جميعًا الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، وطموحها في هذا المجال»، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ كافة الإجراءات الرادعة تجاه إيران، بما يضمن الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ويحد من تصرفات إيران وسلوكها العدواني المستمر خلال الأربعين سنة الماضية في المنطقة والعالم أجمع.
وأعرب الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان، عن ترحيب المملكة بما ورد في البيان الوزاري المشترك للدول الأوروبية الأطراف الثلاث في الاتفاق، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي، مع الترحيب بقرار الولايات المتحدة الأمريكية المتعلق بإنهاء إعفاء منشأة فوردو النووية الإيرانية من العقوبات ابتداءً من تاريخ 15 ديسمبر 2019م، ودعم المملكة الخطوة الأمريكية التي تنسجم مع موقف المملكة الداعي إلى ضرورة ضمان العودة الفورية للعقوبات في ظل انتهاكات إيران الخاصة ببرنامجها النووي، مع دعوة المملكة إلى عدم التساهل تجاه ابتزاز إيران الواضح وتحديها للمجتمع الدولي ككل.
وطالب سفير خادم الحرمين الشريفين، باستمرار جهود الوكالة في التحقق والرصد في إيران من أجل كشف الستار عن مزيد من المعلومات المرتبطة بأنشطتها النووية، وأي مواقع أخرى من المحتمل أن تستخدمها إيران في هذا الشأن، مع أهمية إبقاء المجلس على اطلاع بما يستجد.