جذبت القطع الأثرية لحضارة «الفاو»، زوار معرض «طرق التجارة في شبه الجزيرة العربية.. روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، المقام حاليًّا في المتحف الوطني الروماني بالعاصمة الإيطالية روما، في محطته السابعة عشرة.
وأبدى الزوار انبهارهم بجمال القطع وقيمتها التاريخية والفنية، وما تعكسه من تطور حضاري واقتصادي واجتماعي لحضارات الجزيرة العربية.
وتعود أغلب قطع حضارة «الفاو» في المعرض، إلى الفترة من القرن الثالث إلى الأول قبل الميلاد، ومن أبرز المعروض منها، جرار مختلفة الأحجام والألوان، وتماثيل حيوانية وآدمية صغيرة الحجم، وحلي، ولوحات جداية مزخرفة، وكؤوس وأواني مائدة فاخرة، تعكس ثراء سكان الفاو وتطور حياتهم المعيشية والاجتماعية.
وتعد قرية الفاو الأثرية التي تبعد نحو 700 كم جنوب غرب مدينة الرياض، من أكبر وأشهر المناطق الأثرية على مستوى المملكة، وتحظى بأهمية تاريخية كبيرة؛ حيث كانت قرية الفاو عاصمة مملكة كندة الأولى التي كان لها دور كبير في الجزيرة العربية من منتصف القرن الأول قبل الميلاد حتى مطلع القرن الرابع الميلادي، وكانت مركزًا تجاريًّا مهمًّا، وملتقى قوافل تحمل المعادن والحبوب والنسيج.
ويمتلك سكان الفاو قدرات مميزة في فن النقش والرسم والكتابة، وصناعة الأدوات المختلفة بمهارة عالية، وتعد حضارتهم من الحضارات المتقدمة في هذه المجالات.
وكشفت أعمال التنقيب التي قام بها فريق من جامعة الملك سعود عام 1972م بإشراف الدكتور عبدالرحمن الأنصاري؛ عن عدد كبير من المعثورات الأثرية التي تبرز مستوى متقدمًا من المدنية، وتوسع شبكة علاقات سكان الفاو التجارية وصلاتهم الحضارية.
وتضمنت هذه المعثورات أواني فخارية وخزفية وزجاجية وحجرية وفضية وبرونزية، وحليًّا ذهبية وفضية، وعملات فضية وبرونزية، ونقوشًا كتابية ورسومًا جدارية ملونة على الجص، وغير ذلك.
يذكر أن محتويات معرض «طرق التجارة في شبه الجزيرة العربية.. روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» تغطي فترة تاريخية تمتد من العصر الحجري القديم (ما قبل التاريخ) إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكرة والوسيطة والمتأخرة، مرورًا بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بعهودها الثلاثة إلى عهد الملك عبدالعزيز.