شوارع دون سيدات وهروب جماعي... مظاهر الحياة الجديدة في كابول

شوارع دون سيدات وهروب جماعي... مظاهر الحياة الجديدة في كابول

تغيرت شكل الشوارع رأسًا على عقب في العاصمة الأفغانية كابول بعد يوم واحد فقط من دخول مقاتلي حركة «طالبان» وفرض سيطرتهم على القصر الرئاسي وغالبية المباني الحكومية، إذ خلت الشوارع من السيدات بشكل ملحوظ، مع موجات نزوح جماعية للمواطنين خوفًا من حكم الجماعة المتشدد.

وأفاد مراسل صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، مساء الإثنين، بأن الشوارع فرغت تقريبًا من السيدات، مع انتشار دوريات مسلحة لـ«طالبان» في سيارات الشرطة، شاهرين الأسلحة التي صادروها من القوات الأمنية، حاثين الجميع على العودة إلى أعمالهم.

ونقل عن مصدر، دون ذكر اسمه، أن السيدات اختبأن في منازلهن خوفًا من تعرضهن للضرب والإهانة لعدم ارتداء برقع الوجه، أو السير بدون أحد رجال العائلة. وفي بعض أجزاء أفغانستان، انتشرت تقارير عن عمليات زواج قسري لفتيات من مقاتلي «طالبان»، أعقبت سيطرتهم على العاصمة.

الاختباء خوفًا من المجهول
ورغم أن قادة الحركة لم يعلنوا بعد قواعدهم الجديدة للحياة في كابول، فإن بعض المقاتلين استخدموا مكبرات الصوت من أحد المساجد ليأمروا السيدات بالالتزام ببرقع الوجه والباس الطويل.

وقالت سيدة، طلبت عدم ذكر اسمها، إنها شاهدت مقاتلي «طالبان» يدفعون سيدات ويرغمونهن على العودة إلى المنزل لعدم الالتزام بالزي الإسلامي، كما شاهدت جر سيدة في الشارع لخروجها بمفردها. 

لكن المشهد في المطار الدولي بالعاصمة كان مغاير تمامًا، اتسم بالفوضى العارمة، مع استخدام القوات أسلحة وطائرات هليكوبتر لإخلاء ممرات الطائرات، ما أسفر عن مقتل البعض في محاولات محمومة للهروب والتشبث بالطائرات المغادرة.

ولجأ من لم ينجح في الفرار من المطار إلى دراسة الخيارات القليلة المتاحة، سواء الاختباء، وتقييم شكل حياتهم الجديدة في ظل حكم «طالبان» المشدد. وسبق وسيطرت الحركة على الحكم، بين عامي 1996 – 2001، وفرضت أحكامًا قاسية على المواطنين ومنعت السيدات من العمل والتعليم.

وانعكس هذا التغيير كذلك في محطات التلفزيون المختلفة، مع إلغاء المسلسلات والبرامج الترفيهية الهندية والتركية، واستبدالها ببرامج دينية دون إعلانات.

وتم إغلاق غالبية الأعمال التجارية والمحال، ولم يتبقى سوى عدد ضئيل من محال البقالة والمخابز، رغم تعهد «طالبان» بضمان سير الحياة بشكل طبيعي. وفيما اقتحم المسحلون غالبية أحياء العاصمة لمصادرة الأسلحة من القوات الأمنية، زار قادة الحركة المواقع الحكومية والمستشفيات، وأكدوا أن الوضع لن يؤثر على عمل النساء في القطاع الصحي.

كما أنهم طلبوا من وزير الصحة، وحيد مجروه، أحد أعضاء الحكومة الذي لم يفر مع الرئيس أشرف غاني إلى خارج البلاد، البقاء في منصبه، ويبدو أن الأخير قد قبل العرض، إذ كتب على صفحته بـ«فيسبوك»: «وهبني الله نعمة خدمة القطاع الصحي من أحل شعبي وبلدي، وسأبذل ما في وسعي مع تحملي هذه المسؤولية».

وفيما حث الناطق باسم «طالبان»، سهيل شاهين، المواطنين على البقاء والمساهمة في إعادة بناء البلاد، مؤكدًا أن «البلاد في حاجة لهم. إنها بلدهم، وطن جميع الأفغان»، إلا أن هناك حالة من التشكك العامة في وعود الحركة، التي ارتكبت خلال الأسابيع الماضية سلسلة من الاغتيالات الانتقامية وقتل الجنود المستسلمين وغيرها من الفظائع.

إقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa