اختارت هولندا أحد النصوص الثقافية للأديب السعودي ياسر مدخلي؛ لتكون ضمن مقرراتها التعليمية، وتلك خطوة مقدرة تعكس مستوى المناخ المسرحي السعودي المحفّز للإنتاج والعمل.
وفي لقائه «عاجل»، قال مدخلي: لقد فوجئت برسالة على بريدي الإلكتروني تطالبني بحق استغلال الملكية الفكرية لمسرحية «الانتصار أو الموت أو كلاهما»؛ لتكون أحد النماذج التعليمية المقررة ضمن مناهج دبلوم دراسات اللغة والأدب المقدَّم من منظمة البكالوريا الدولية في هولندا.
وأضاف: هذه المسرحية فازت بالمركز الأول في جائزة الشارقة للتأليف المسرحي 2018 وهي تتحدث عن مجموعة من الجنود الذين ماتوا في الحرب، ويلتقون بقائدهم الذي يحتضر بين عالم الأحياء والأموات ويناقشونه في جدوى الحرب، مشيرًا إلى أنه سبق وأن قدم الباحث ميرا محيي الدين، دراسة في ماجستير فلسفة اللغة العربية وآدابها بعنوان «الأفكار الاجتماعية في المسرحيات العربية.. مسرحية إخوان الشياطين نموذجًا»، وهي المسرحية التي لاقت صدى واسعًا محليًا وعالميًا.
وأضاف: لي نصوص مسرحية طُبعت أو قُدّمت في السعودية وخارجها كعروض في المواسم والمهرجانات.. ومعلوم أن دخول نص سعودي وعربي في مدارس أوروبية وآسيوية، يعتبر خطوة جبارة.. وهي ليست المرة الأولى، ولكنها خطوة تضعنا أمام مؤشر يبيّن مستوى المناخ المسرحي السعودي المحفِّز للإنتاج والعمل؛ حتى في ظل قلة الفرص.. ومن المعلوم أيضًا أن الحرية التي تحفظها الدولة ويحترمها المبدع، تُعد واحدة من أهم الركائز الإبداعية التي يفتقر إليها الكثير في العالم عامة، والدول العربية على وجه الخصوص.
وتابع قائلًا: أجد نفسي واحدًا من المسرحيين، الذين يؤمنون بأهمية تمثيل الوطن على وجه مشرّف يليق بمكانته العظمى بين دول العالم، وأتمنى أن يجتهد المسرحيون في مشاريعهم ويخلصون لها، وسيرون الضوء الباعث للأمل دائمًا في كل الظروف، مضيفًا: لقد تم اختياري كشخصية مكرَمة من وزارة التعليم في الملتقى الأول للإبداع بالمخواة.. وهذا التكريم جاء للمسرح كفن وعلم ومجال ملهم لكل مبدع، خاصة أنه تكريم من ملتقى تربوي يهتم ويركز على الابتكارات والاختراعات العلمية، وقد تشرفت بذلك، وله مكانة مهمة في نفسي، شاكرًا إدارة التعليم في المخواة، على رأسها علي الجالوق، لذا التكريم الذي أعتز به كثيرًا.
وتحدّث مدخلي عن «منتدى المسرح»، الذي يتولى الإشراف عليه في أولى سنواته، قائلًا: نحاول من خلال هذا المنتدى جمع المهتمين بالإثراء المسرحي ثقافيًا وفنيًا ونقديًا، ولا شك أنه سيضيف كثيرًا للحراك المسرحي، خاصة أنه فرصة للعمل والالتقاء الشهري تحت عباءة «نادي جدة الأدبي الثقافي».. وخلال هذا المنتدى، تتم مناقشة موضوع مسرحي كمحاضرة أو ورشة عمل، كما أنه يتناول في مضامينه الإنتاج المسرحي السعودي وعوامل التأثير فيه نقدًا وتحليلًا، بمشاركة متحدث أو أكثر من المتخصصين في مجال المسرح، ويفتح الباب فيه للنقاش للحضور.
وعن مجمل أهداف «منتدى المسرح»، قال مدخلي إنه يستهدف إبراز أهم إنجازات ورموز المسرح السعودي، وتنمية المواهب المسرحية الوطنية، وكذلك تمكين المسرحيين السعوديين من فرصة تبادل الخبرات الثقافية والفنية، فضلًا عن تعزيز مفاهيم الانتماء والقيم المهنية والأخلاقية للمسرح كمنبر مؤثر في المجتمع.
وعن أوجه التشابه بين مسرح «كيف»، و مسرح السعودية»، أوضح مدخلي أن هناك أوجه اختلاف واتفاقًا بين المشروعين، قائلًا: مسرح «كيف» هو مشروعي الذي بدأته منذ 2006، وهو أسلوب له منهجية مبتكرة في صناعة العرض المسرحي؛ من خلال رصد تأثير المسرح على الجمهور وفريق العمل، وقدّم هذا المشروع لي الكثير من النضج والوعي، وأكسبني الخبرة والاحتكاك الجاد مع المسرح ومكوناته.
وتابع: أما «مسرح السعودية»، فهو مبادرة تهدف لتدريب الشباب من خلال استقطاب الخبرات السعودية والعربية؛ لتزويد الوسط بكوادر متمكنة من صناعة الأعمال الدرامية، وتوفير بيئة ترفيهية ثقافية للمجتمع السعودي بكل فئاته، وقد تشرفت باختياري من قبل القائمين عليه؛ لأكون أحد الخبرات المسرحية الوطنية المشاركة في الإعداد والتدريب؛ كوني المشرف على المحتوى.