قال خطيب الجمعة بالمسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إن كثيرًا من أهل الغفلة يجزع ولا يصبر لامتداد الوباء، ويسخط ولا يرضى لطول أمد البلاء، ويتزعزع يقينه لاشتداد الضراء.
وأضاف الشيخ حميد أن الله –سبحانه– يُطيل أمد البلاء لما يشاء من حكمته، يبتلي بالشهور وبالسنين، بل لقد ابتلى –سبحانه– بعض أنبيائه، وهم المصطَفون من خلقه، ابتلاهم سنين عددًا، حتى صارت تُضرَب بهم الأمثال.
وأوضح أن الله يبتلي العباد لتتجرَّد قلوبهم من الالتفات من حولها وقوتها إلى حول الله وقوته.. لقد ابتلاهم ليعلموا ضعفهم وعجزهم.. ابتلاهم لعلهم يرجعون. واليوم، عرف الناس مخلوقات أضعف من الذباب، وأصغر وأحقر، تسلب الإنسان قواه وقدرته، وصحته وعافيته، بل تميته وتهلكه بقوة الله وقدرته.
وأشار إلى أنه للنوازل والابتلاءات عبادات وأخلاقيات لا تظهر إلا مع طول البلاء والابتلاء، ينبغي لأهل الإيمان والصلاح العناية بها، والاهتمام بها، ومنها الرجوع إلى الله بإظهار أنواع العبودية من الخضوع له –سبحانه– وحسن التوكل عليه، والصبر والتسليم، واليقين، والدعاء، وسلامة الصدر.
وقال الشيخ حميد عن المؤمن: «إذا ناله شيء من الابتلاء لا يتهم ربه بقضائه وقدره، بل يصبر ويحتسب، وينتقل من الحال التي يكرهها الله إلى الحال التي يحبها الله، ويعلم علم اليقين أن ما لم يأذن الله برفعه فلن يرتفع مهما كانت الأسباب، ومهما كانت المحاولات».
وتابع قائلًا: «إن الأمر جد وليس بهزل، وكلنا مسؤول؛ فيجب العمل والتعامل بوعي ونصح، والأخذ على يد الجاهل والسفيه، في تعاون من غير تهاون».
اقرأ أيضًا: