الفريق السعودي: المشاركة في بطولة العالم للذكاء الاصطناعي تجسِّد طموحات المملكة للمستقبل

أكدوا سعيهم لتحفيز الشباب للدخول في مجالات العلوم والتقنية لدورها في إيجاد حلول للتحديات الحالية
الفريق السعودي: المشاركة في بطولة العالم للذكاء الاصطناعي تجسِّد طموحات المملكة للمستقبل

شكلت أجواء الحماس والتعاون وروح الفريق الواحد صورة حيةً لمنصة أعضاء فريق المملكة العربية السعودية في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال».

فداخل منصة الفريق السعودي تجد مشرف الفريق الدكتور كمال شناوة، يفترش الأرض ممسكًا بإحدى معدات التصليح وموجهًا كل تركيزه على الجهاز الذي أمامه، بينما يتحلق حوله أعضاء الفريق، منتظرين إشارته للمساعدة في إضافة أو إزالة جزء إلكتروني من الجهاز.

وقالت ميسون حميدان إن زملاءها سولافا الشهري، وفاضل يونس، وغلا الشامخ، وعبدالعزيز النطيفي، هم من الشباب المتحمس للعلم والمعرفة، وهم يمثلون الأمل في المستقبل للمملكة والعالم.

وتعكس روح هؤلاء الشباب هذا توجهات المملكة العربية السعودية والخطوات الحثيثة التي اتخذتها في تفعيل دور الشباب في تطوير قطاع التكنولوجيا وتطبيقها في كافة مجالات الحياة. فمؤخراً، أعلنت المملكة عن توظيف الذكاء الاصطناعي والروبوتات في وزارة التعليم، لرفع مستوى خدمة المتعاملين وتعزيز مستويات سعادتهم. كما أعلنت المملكة قبل عامين عن منح الجنسية السعودية للروبوت «صوفيا»، رمز مشروع «مدينة نيوم» الذي يعتبر مدينة المستقبل ويعكس اهتمام المملكة بالمدن المستدامة والذكية، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام».

من جهته، عبّر الدكتور كمال شناوة، الأستاذ في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والمشرف الفني للفريق عن اعتزازه بهذه التجربة وفخره بالشباب الواعد الذي شارك في المشروع، وعن تثمينه لدور قيادة المملكة في دعم الشباب كونه ركيزة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وقالت ميسون حميدان، قائد الفريق: إنَّ المشروع لم يرَ النور بسهولة، فالتحديات التي واجهت الطلبة المشاركين كبيرة خصوصًا بالنسبة لشباب صغار مثلهم. وكان التحدي الأكبر هو الفترة القصيرة نسبيًا لإنهاء المشروع، ودور الطلبة في تحقيق التوازن بين وقت الدراسة ومتطلباتها وبين العمل على المشروع. وأكدت أن أهالي الطلبة كان لهم دور رئيسي في تحفيزهم ومساعدتهم على تنظيم أوقاتهم كي يمضوا بين 4 إلى 5 ساعات خلال أيام الأسبوع، وبين 8 إلى 10 ساعات خلال العطلات في العمل على المشروع.

وأَضافت أن مؤسسة «برايت آب» الجهة الراعية للفريق، والتي تعد منصة متميزة تستهدف فئة الشباب في المملكة لنشر ثقافة التصنيع والبرمجة والابداع الرقمي بينهم، كان لها دور مهم في دفع الشباب لاستكمال مشروعهم والمشاركة في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي.

ويجمع الطلبة المشاركون في المشروع أن حلمهم الأكبر الذي يودون تحقيقه عبر مشاركتهم في المسابقة، هو تحفيز الشباب السعودي للدخول في مجالات العلوم والتقنية والرياضيات والتكنولوجيا لدورها في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه الإنسانية، ومنها التحدي البيئي.

الشغف واحد

ويجمع أعضاء الفريق رابط واحد هو شغفهم بالعلوم والمعرفة، رغم أن مدارسهم مختلفة، ومناطق سكنهم مختلفة، لكنهم اجتمعوا في مؤسسة «برايت آب»، حيث تقاطعت الطرق وتوحد الهدف، وبدأ العمل الجاد بعد أشهر من الجد والتعب إلى دبي حيث بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وتبوح هوايات الطلبة واهتماماتهم بعقول مستنيرة، ومتفتحة، وعطشى لكل معرفة وإن اختلفت مجالاتها، وفيما عدا لينا العبد الوهاب، فإن هذه هي المشاركة الأولى لأعضاء الفريق في البطولة؛ حيث شاركت لينا، 17 عامًا، في الدورة السابقة العام الماضي، لكنها لظروف معينة، لم تستكمل المشوار، وأصرت على أن تعيد الكرة هذا العام.

أما سولافا الشهري، 14 عامًا، فتهوى فك الألغاز والأحجيات، وتطمح أن تكون مهندسة في المستقبل. وأكدت أن أبرز ما استهواها في رحلة الوصول إلى بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي هو المخزون المعرفي الذي اكتسبته في مجال التكنولوجيا ومجال الاستدامة.

وتتضمن هوايات فاضل يونس، 15 عامًا، بناء الروبوتات والبرمجة والطيران والزراعة والمطالعة، ويؤمن بأن التكنولوجيا الحديثة إذا ما تم توظيفها بالشكل الصحيح، قادرة على حل مشاكل العالم وإيجاد حلول تقود الإنسانية إلى مستقبل أفضل.

أما غلا الشامخ، 14 عاما، فتهوى الفنون الإبداعية والحرف وتشكيل الأجسام، ولذا كان لها دور كبير في تزويد فريقها بالأفكار المبتكرة التي اختصرت عليهم وقتًا وجهدًا ثمينين.

وكان من بين الأسباب التي قادت عبدالعزيز النايفي، 14 عامًا، للدخول في المسابقة هو حبه للتعرف على عالم الروبوتات، وللمشاركة العملية في هذا المشروع، كما يحب عبدالعزيز الالتقاء بأشخاص جدد والاطلاع على أفكارهم وقصصهم.

ويقود الفريق ميسون حميدان، مهندسة الكومبيوتر، والقائدة الواعدة لشباب الفريق السعودي؛ حيث ينبع حرصها على دعم الفريق لاستكمال مشروعهم ورفع اسم المملكة عاليًا بين بلدان العالم أجمع، من إيمانها المطلق بدور الشباب في صناعة المستقبل، ولحاجتهم الماسة إلى توجيه ودعم وإرشاد مستمر لتحقيق أحلامهم وأحلام بلدانهم ومجتمعاتهم.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa