صاحب طفرة انتشار فيروس «كوفيد-19» في الهند بالأشهر الأخيرة ارتفاعًا حادًا في أعداد الإصابة بعدوى فطرية تُعرف باسم «العنف الأسود» أو «داء الغشاء المخاطي»، تكمن خطورتها في ارتفاع معدلات الوفاة وتأثيرها الشديد على العين والمخ.
وفي الوقت نفسه، انتشرت عديد من الشائعات حول كيفية الإصابة بالعفن الأسود، وعلاقته بفيروس «كوفيد-19» وطرق انتقاله بين البشر، لكن موقع «ميديكال نيوز توداي»، الطبي المتخصص، أكد أن جسم الإنسان ليس هو الموطن الطبيعي لهذا النوع من الفطريات، التي تشمل أنواع موجودة في التربة والغبار والنباثات المتحللة وروث الحيوانات.
وعادة ما يكون النظام المناعي للإنسان قادرًا على التغلب على هذه الفطريات، لكن «ثالوث» الإصابة بأمراض السكري و«كوفيد19» والعلاج بالستيرويد يمكن أن يضعف مناعة الجسم بالدرجة التي تجعله عرضة للإصابة بهذه الفطريات الدقيقة.
تنتشر عدوى «العفن الأسود» بسرعة من الأنف إلى الجيوب الأنفية والوجه والفك والعين والدماغ. ويتسبب العفن في وقف تدفق الدم، وبالتالي قتل النسيج المصاب، وهو ما يؤدي إلى ظهور اللون الأسود في المنطقة المصابة.
وفي مايو الماضي، تم تسجيل ما يقرب من 12 ألف حالة إصابة مؤكدة بالعفن الأسود في الهند، البلد صاحبة نسبة الإصابة بالسكري الأعلى في العالم.
ولا يعد هذا النوع من العدوى الفطرية بالجديد ولم يظهر بشكل فجائي. فحتى قبل انتشار جائحة «كورونا» في الهند، كان معدل انتشاره بالبلد 70 مرة أكبر من أي دولة بالعالم.
وقبل انتشار الجائحة في الهند، كان مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قد قدر نسب الوفاة بالعفن الأسود عند 54% تقريبًا.
ركز الموقع الطبي على كشف حقيقة بعض الخرافات التي صاحبت انتشار عدوى العنف الأسود، مثل علاقته بتناول البصل. ففي الآونة الأخيرة انتشرت شائعات مفادها أن اللون الأسود الذي يظهر أحيانًا على البصل هو عدوى العنف الأسود، وبالتالي هو مصدر للعدوى.
والحقيقة هي أن اللون الأسود الذي يظهر على بعض طيات البصل والثوم نوع مختلف من الفطريات، معروف باسم « فطر رشاشيات نيجر». وأكدت دراسة منشورة بالعام 2019 أن العفن الأسود ينمو على الخبز المتعفن والفواكه والخضراوات المتحللة والتربة وفضلات الحيوانات والسماد.
كما انتشرت بعض النظريات التي تحذر من انتقال العدوى من شخص لآخر، وهو ما نفاه باحثون، إذ أكدوا أنه لا يمكن لعدوى الغشاء المخاطي الانتقال من شخص إلى آخر، وبالتالي لا يوجد حاجة لعزل المصابين، وأوضحوا أن مصدر العدوى عادة ما يكون بيئي، من الجراثيم المحمولة جوًا التي تنتجها الفطريات.
كما نفى باحثون وجود أي العلاقة بين نمو العفن الأسود وأنابيب الاكسجين وأجهزة التهوية أو حتى كمامات الوجه.
تحدثت بعض الأبحاث المنشورة عن احتمال انتشار العدوى في المستشفيات، لكن دون ذكر أسطوانات الأكسجين أو أجهزة التهوية، وتحدثت عوضًا عن مصادر آخرى للعدوى، مثل المغاسل الملوثة وأنظمة التهوية والأدوات الخشبية الملوثة والضمادات اللاصقة.
هذا إلى جانب مصادر أخرى للعدوى عبر الجلد، عن طريق الحروق ومواقع إدخال القسطرة وإصابات الوخز بالإبر ولدغات الحشرات.
إقرأ أيضًا: