يطمح المنتخب السعودي إلى الاقتراب خطوة جديدة من حسم تذكرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم «قطر 2022»، عندما يستقبل بالكثير من الحفاوة ضيفه القادم من مسقط منتخب عُمان، في المباراة التي تُقام عند تمام الساعة 8:15 مساء غدٍ الخميس، على ملعب الجوهرة المشعة بمدينة جدة، لحساب منافسات الجولة السابعة من الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال.
ويسعى الأخضر إلى تكرار التفوق على الشقيق العماني، بعدما انتزع فوزًا ثمينًا خارج القواعد بهدف دون رد حمل توقيع صالح الشهري، في القمة الخليجية التي احتضنها ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، في سبتمبر الفائت، ضمن الجولة الثانية من التصفيات القارية.
ويفتح رجال المدرب الفرنسي هيرفي رينارد صفحة تصفيات المونديال من معقد الصدارة عن جدارة واستحقاق ودون منازع، وذلك بعد استراحة محارب قاربت الشهرين خاض خلالها الأخضر منافسات كأس العرب التي جرت في الدوحة، بالفريق الرديف، في مغامرة انتهت على عتبات الدور الأول.
ويغرد الصقور خارج سرب صدارة المجموعة الثانية من الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية، بـ16 نقطة، ودون أن يعرف طعم الهزيمة طوال 6 جولات حتى الآن، محققًا 5 انتصارات في الداخل والخارج، مع تعادل وحيد في عقر دار الكانجرو الأسترالي، ليبتعد بفارق 4 نقاط أمام أقرب المطاردين.
وعلى الرغم من الفوارق الكبيرة بين الطرفين على صعيد الأسماء والإمكانيات والتاريخ، يتمسك الضيف الأحمر بالخروج بنتيجة إيجابية من ميدان مدينة الملك عبدالله الرياضية، من أجل الحفاظ على الأمل الضئيل في التأهل إلى المونديال ولو عبر بوابة الملحق، بعدما ضل بوصلة الانتصارات في أخر جولتين، ليتجمد رصيده عند 7 نقاط، مبتعدًا كثيرًا عن صراع المقدمة.
التاريخ في خندق الأخضر
وتقف الأرقام والإحصائيات في خندق رجال المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، على حساب الضيف العماني، بعدما حقق الصقور 15 انتصارًا من أصل 21 مواجهة مباشرة جمعت الطرفين لحساب مختلف المنافسات، بينما حقق أبناء مسقط الفوز في 4 مناسبات، وحضر التعادل في مرتين.
ورغم احتكار الأخضر الأفضلية على حساب المنافس عبر التاريخ منذ الصدام الأول قبل 47 عامًا، إلا أن التطور الكبير الذي طرأ على مردود عمان ربما لا يمنح الكثير من الطمأنينة لحسابات الأرقام، ويفرض على المنتخب الوطني مزيدًا من التركيز والكفاح فوق ميدان الجوهرة المشعة.
وافتتح الصقور سجل التفوق من المباراة الأولى أمام عمان، والتي جرت في أبريل عام 1976، بالفوز بثلاثية مقابل هدف وحيد، لحساب منافسات كأس الخليج، ليحافظ بعدها على صراع الأشقاء خاليًا من الهزيمة في 13 مباراة تواليًا منذ هذا التاريخ، بل وصبت جميعها في صالح السعودية.
ومن بين عام 1976 و1984، حقق المنتخب الوطني 13 انتصارًا متتاليًا، بواقع 12 فوزًا لحساب منافسات الخليج، بينما جاء الانتصار الأخير في تلك الحقبة عبر بوابة تصفيات كأس العالم، الذي جرى في إسبانيا.
صحوة عمانية متأخرة
وانتظر المنتخب العماني حتى عام 2009، من أجل تذوق طعم الفوز على حساب الجار السعودي، والذي جاء في نهائي كأس الخليج «خليجي 19»، وهو الانتصار الذي حمل طعم التتويج، بعدما منح الأحمر لقب البطولة لأول مرة في تاريخها.
وعلى الرغم من حاجة الخناجر العمانية لوقت طويل من أجل الخروج من غمدها، وتجاوز صدمة الخسارة الساحقة في عام 1984 بسداسية دون رد، إلا أنها كانت حاضرة بقوة في السنوات الأخيرة لتقف ندًا قويًا أمام الصقور، وتوثق واقعًا جديدًا في شكل المنافسة بين الشقيقين.
ومن أصل 21 مباراة، دانت السيطرة في المواجهات الأخيرة لصالح عمان، وهي التي شهدت الانتصارات الأربعة لحساب الأحمر، بعدما حقق الفوز 3 مرات في كأس الخليج مقابل رابع ودي، فيما اكتفى بالتعادل مرتين، لحساب التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014.
وكما كان الفوز من نصيب السعودية في أول مواجهة بين الطرفين قبل نحو 5 عقود، كذلك حملت المباراة الأخيرة أيضًا الفوز لصالح كتيبة الأخضر في 7 سبتمبر عام 2021 لحساب الجولة الثانية من تصفيات المونديال، بهدف نظيف، جاء في قلب العاصمة عمان.
وقص الصقور شريط المرحلة الحاسمة من التصفيات بفوز مثير على فيتنام بثلاثية مقابل هدف، قبل أن يتغلب على عمان خارج القواعد بهدف نظيف، وأسقط اليابان بالنتيجة ذاتها، قبل أن يُضيف الصين إلى قائمة الضحايا بثلاثية مقابل هدفين، وتعادل مع أستراليا في سيدني دون أهداف، وبعدها جدد التفوق على أبناء هانوي بهدف صالح الشهري.
وعجز منتخب عمان عن استثمار الدفعة المعنوية الهائلة في بداية الدوري الحاسم، عقب الفوز الثمين خارج الديار على اليابان بهدف دون رد، ليسقط أمام الأخضر بالنتيجة ذاتها، قبل أن يخسر أمام أستراليا بثلاثية مقابل هدف، واستعاد نغمة الانتصارات على فيتنام 3-1، واكتفى بالتعادل أمام الصين 1-1، فيما رد الساموراي الدين في مسقط بهدف نظيف.