يطمح المنتخب السعودي الأول لكرة القدم إلى الحفاظ على مكتسبات الانطلاقة الأفضل في تاريخ الصقور نحو حجز تذكرة مونديال «قطر 2022»، عندما يستقبل شقيقه العماني، عند الساعة 8:15 مساء غدٍ الخميس، لحساب منافسات الجولة السابعة من الدور الحاسم لتصفيات آسيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم.
ويطارد رجال المدرب الفرنسي هيرفي رينارد النقطة التاسعة عشرة في صراع المجموعة الثانية المثير من أجل الاقتراب مبكرًا من بطاقة المونديال، وذلك رغم صعوبة المهمة أمام المنافس القادم من مسقط ويعرف جيدًا كيف يتعامل مع الأخضر خاصة في السنوات الأخيرة، كما يتمسك بالأمل الضئيل في العبور إلى الدوحة ولو عبر بوابة الملحق.
وفي الوقت الذي يمتلك الصقور تفوقًا تاريخيًا لافتًا أمام أبناء مسقط، بالفوز في 15 مباراة من أصل 21 مواجهة مباشرة جمعت الطرفين، إلا أن انتفاضة الأحمر بقوة في السنوات الأخيرة تبدو في الحسبان، بعدما وقف ندًا عنيدًا أمام الأخضر، لينتزع 4 انتصارات، مقابل تعادلين في أخر 8 لقاءات.
ويراهن رينارد على أوراق الأخضر الرابحة من أجل انتزاع الفوز السادس في الدور الحاسم من التصفيات، في ظل جاهزية القطع الأساسية ودون غيابات تؤرق الفرنسي، باستثناء القائد سلمان الفرج، بينما أطل فيروس كورونا المستجد من معسكر الجار العماني ليحرم الأشقاء من جهود الثنائي عبد العزيز الغيلاني وعصام الصبحي، حتى الآن.
حصاد ولا أروع
وسجل الأخضر بداية ولا أروع في الدور الحاسم من تصفيات المونديال، بعدما نجح في خطف 4 انتصارات تواليًا على حساب فيتنام وعمان واليابان والصين، قبل أن يتوقف قليلًا في محطة أستراليا بالتعادل السلبي دون أهداف على ميدان ويسترن سيدني، ومن ثم دارت ماكينة الفوز مجددًا بعدما كرر الفوز على أبناء هانوي.
وينزل الأخضر ميدان الجوهرة المشعة مدعومًا بتفادي الهزيمة في مشهد امتد إلى طول مشوار التصفيات الحالية، بعدما حسم العبور إلى الدور النهائي لتصفيات القارة الصفراء من صدارة المجموعة الرابعة، بعدما جمع 20 نقطة، بواقع 6 انتصارات وتعادلين، كما حافظ على نظافة الشباك في 6 مباريات من أصل 8 جولات.
ويعتمد رينارد على كتيبة مدججة بالنجوم، تمتلك العديد من الخيارات الجاهزة في كافة الخطوط، الأمر الذي يمنح الفرنسي الكثير من المرونة لتنوع التكتيك فوق الميدان ودون التأثر بالغيابات، مع الاحتفاظ بالعديد من الأوراق المهمة على مقاعد الاحتياط للتدخل الحاسم بحسب مجريات المباريات.
ويبقى محمد العويس هو الأقرب لحماية عرين الصقور، أمام رباعي الدفاع سلطان الغنام وعلي آل بليهي وعبد الإله العمري وياسر الشهراني، وثنائي الوسط عبدالإله المالكي، ومحمد كنو، وفي الأمام لن تخرج الخيارات عن سالم الدوسري وفهد المولد وصالح الشهري، مع دخول فراس البريكان في الصورة.
وخاص الصقور مرانًا شاقًا تحت إمرة المدير الفني الفرنسي، ركّز خلاله على الاستحواذ على الكرة تحت ضغط المنافس، والوصول إلى المرمى من أقصر الطرق بعد التمريرات المباشرة والقصيرة، قبل أن يجري المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد مناورة تكتيكية على كامل مساحة الملعب.
محاولات العودة إلى الصراع
وعلى الرغم من تدشين الأحمر الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية على أفضل ما يكون، وربما على نحو لم يكن يتوقعه أكثر المتفائلين في مسقط، بالفوز على اليابان في عقر داره، بهدف دون رد، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن العمانية، بعدما تكبّد الفريق بعدها 3 هزائم، مقابل تعادل وهزيمة.
ويفتقد مدرب عمان، برانكو إيفانكوفيتش، جهود البديل المثالي عصام الصبحي والذي وقّع على هدفين من أصل ستة أحرزها الأحمر في الدور الحاسم، بسبب الإصابة بعدوى «كوفيد-19»، إلى جانب صلاح اليحيائي الذي يعاني من تمزق من الدرجة الثانية على مستوى العضلة الخلفية.
ويعوَّل الكرواتي على ثنائي الهجوم خالد الهاجري، والمنذر العلوي، إلى جانب حارب السعدي في الوسط، والأجنحة زاهر الأغبري، وعبدالله فواز، وجدار الدفاع الصلب بقيادة جمعة الحبسي، وأحمد الخميسي، وأمجد الحارثي، وعلي البوسعيدي، من أجل الخروج من ميدان الجوهرة بأكبر المكاسب الممكنة.
ويدرك برانكو أن فريقه لا يمتلك رفاهية إهدار المزيد من النقاط إذا ما أراد البقاء في مشهد المنافسة على إحدي بطاقات المونديال حتى الرمق الأخير، خاصة أن الأحمر يبتعد بفارق 5 نقاط كاملة خلف أخر أضلاع مثلث الصدارة، وهو المركز الذي يؤهل لخوض معترك الملحق من أجل التشبث بحلم الظهور الأول في الموعد الكبير.
ويقبض الأخضر دون منازع على صدارة ترتيب المجموعة الثانية من تصفيات المونديال الأول في الشرق الأوسط، برصيد 16 نقطة، بفارق 4 نقاط أمام المطارد المباشر اليابان، فيما تراجع الشقيق العماني إلى المركز الرابع بعدما توقف عداد نقاط الأحمر عند 7 نقاط.
ويبحث الأخضر عن حجز تذكرة الحضور السادس في نهائيات كأس العالم، بعد أن حجز مقعده في المونديال في خمس نسخ سابقة أعوام 1994، 1998، 2002، 2006، 2018، وهو الحلم الذي بات قريبًا للغاية، فيما يفتش المنتخب العماني عن موطأ قدم بين الكبار، رغم صعوبة المهمة في المجموعة الثانية.