أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق، الاثنين، قرارات صارمة على خلفية الأحداث المؤسفة التي شهدها ديربي الرياض بين النصر وضيفه الشباب، وسط تبادل اتهامات باستخدام عبارات عنصرية، واللغط الذي سيطر على الأجواء خارج الخطوط.
وتكبَّد العالمي خسارة قاسية في عقر داره أمام الجاري الأبيض، برباعية دون ردّ، في المباراة التي جمعت بينهما مساء السبت الماضي، على ملعب جامعة الملك سعود «مرسول بارك»، لحساب الجولة الـ18 من دوري المحترفين السعودي.
ودخل البرازيلي سيبا، مهاجم الليوث، في مشادة كلامية مع حسين عبد الغني، المدير التنفيذي لكرة القدم بنادي النصر، قبل أن يتطور المشهد إلى اتهامات من جانب إدارة الشباب لمسؤول فارس نجد بتوجيه عبارات عنصرية تجاه هداف أبيض الرياض.
وقرّرت اللجنة، في بيان رسمي، قبل قليل، إيقاف مسؤول النصر حسين عبد الغني، لمدة 15 يومًا، قابلة للتمديد، عن مرافقة الفريق الأول في جميع المباريات الرسمية التي يحق لفارس نجد المشاركة فيها.
وأوضحت اللجنة أنَّ القرار يأتي بناءً على الأحداث التي صاحبت المباراة التي أقيمت بين فريقي النصر والشباب، ولحاجة لجنة الانضباط والأخلاق إلى مزيد من الوقت لاكتمال التحقيقات والاستماع لكافة الأطراف، لحين الفصل في ملف القضية وإصدار القرار، في قرار قابل للاستئناف.
وعاقبت اللجنة رئيس نادي الشباب خالد البلطان، بالحرمان لمدة 15 يومًا، قابلة للتمديد، من حضور المباريات، لحسن اكتمال التحقيقات والاستماع لكافة الأطراف والفصل في ملف القضية وإصدار القرار، على أن يبدأ سريان مدة الحرمان من تاريخ الإخطار بهذا القرار، في قرار قابل للاستئناف.
ولم يخل سيناريو ديربي الرياض من مزيد من اللغط، بعدما دخل خالد البلطان رئيس الشباب، هو الآخر في مشادة من المدرجات مع دكة بدلاء فريق النصر، ليقرر الطرفان تبادل الشكاوى على طاولة لجنة الانضباط والأخلاق.
وكانت لجنة تحقيق تابعة لوزارة الرياضة، بدأت سماع شهادات مسؤولي الناديين في الأحداث التي شهدتها القمة، وتفنيد البيانات الرسمية التي صدرت من كل طرف عقب الأزمة، ومشاهدة شريط المباراة من أجل اتخاذ قرارات رادعة لوأد تلك المظاهر في مهدها.
وتقدم الشباب، أمس الأحد، بشكوى رسمية ضد إداري فارس نجد، موضحًا: «بناءً على الشكوى المقدمة من المحترف البرازيلي، المتضمنة تعرضه لإساءة في مباراة النصر، فإن إدارة النادي تستنكر هذا التصرف، وتؤكد أنها تقدمت بشكوى رسمية للجهات المختصة للنظر في الحادثة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ حقوق اللاعبين وكل المنتسبين للوسط الرياضي».
ونشر الحساب الرسمي لنادي الشباب، عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، مقطع فيديو يظهر فيه المحترف البرازيلي سيبا، متحدثًا عن الأزمة التي شهدتها مباراة النصر والشباب في الدوري السعودي للمحترفين، قبل أن يحذف المقطع بعد عشرين دقيقة فقط.
وخلال الفيديو المحذوف، أكّد سيبا تعرضه لإهانة عنصرية من جانب المدير التنفيذي لكرة القدم بنادي النصر، وقال، إنه فوجئ عند استبداله في الدقيقة 89 بقيام حسين عبدالغني بتوجيه ألفاظ عنصرية «وقحة»، مشيرًا إلى أنه وصفه بـ«القرد».
وشدد سيبا على أن ما قام به عبدالغني يعد أمرًا غير مقبول على الإطلاق، وقال إنّه لم يتوقع أن يسمع مثل هذا اللفظ في السعودية، ومن شخص مسؤول، وأضاف أنه على يقين من أن مسؤول النصر لا يمثل الشعب السعودي لأنَّ ما قام به لا يمت إلى الروح الرياضية بصلة.
وفي المقابل، أعلن أصفر الرياض أن إدارة النادي قامت بإرسال خطاب رسمي إلى الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، كما تم تقديم شكوى إلى لجنة الانضباط والأخلاق للمطالبة بالتدخل بعد الأحداث التي وقعت خلال مباراة فريق النصر الأخيرة أمام الشباب، والتي وصفها بأنها مخجلة، مشيرًا إلى ما قال إنّها ألفاظ مسيئة واتهامات باطلة تجاه صدرت أثناء المباراة تجاه حسين عبدالغني.
وشدد بيان النصر على أن النادي يساند عبدالغني ضد هذه الادعاءات الخطيرة، كما تساءل عن السبب الذي دفع الحكم الرابع، الذي كان قريبًا من الحدث، إلى عدم إبعاد حسين عن الوجود في المباراة، كما تساءل عن السبب وراء اعتذار إداري نادي الشباب أكثر من مرة لمسؤول العالمي والمدرب الكرواتي ألين هورفات، وهو أمر يراه نادي النصر مؤكدًا لعدم صحة الاتهامات.
وطالب نادي النصر بإجراء تحقيق رسمي تخرج نتائجه للرأي العام ويتم في نهايته تطبيق أقصى العقوبات تجاه كل الأطراف التير ساهمت في تأليب الرأي العام، مطالبًا بأن يتم إجراء مثل هذا التحقيق في أسرع وقت.
وكانت رابطة دوري المحترفين، حوَّلت الأزمة إلى لجنة الانضباط عقب نهاية المباراة مباشرة، فيما أكد المستشار القانوني أيمن الرفاعي أن اللقطات المتاحة أظهرت أن الأحداث التي وقعت خلال مباراة النصر والشباب تمت أمام مراقب المباراة وحكم الساحة ومقيم الحكام والحكم الرابع، فإذا لم يقم أي من هؤلاء المسؤولين بتدوين ما تم الاتهام به في شكاوى الناديين في تقريره، فلن يعتد بهذه الاتهامات رياضيًا.
اقرأ أيضًا: