المنتخب الغيني يبحث عن تكرار إنجاز السبعينيات

حقّق مفاجأة كبيرة في بطولة 2006
المنتخب الغيني يبحث عن تكرار إنجاز السبعينيات

يطمح المنتخب الغيني التقدم خطوة أكبر إلى الأمام، وبلوغ المربع الذهبي لكأس الأمم الإفريقية، بعد مرور 43 عامًا على أفضل إنجاز حققه على مدار مشاركاته في البطولة.

فبعد نجاح المنتخب الغيني لكرة القدم في الوصول لدور الثمانية في ثلاث مشاركات متتالية له ببطولات كأس الأمم الإفريقية أعوام 2004 بتونس، و2006 بمصر، و2008 بغانا، عانى الفريق من الخروج المبكر مجددًا في الدور الأول للبطولة في 2012 غينيا الاستوائية والجابون، لكن الفريق شق طريقه مجددًا إلى دور الثمانية في 2015 بغينيا الاستوائية.

ومع عودة المنتخب الغيني للنهائيات، خلال النسخة الجديدة المرتقبة بمصر، بعد غيابه عن النسخة الماضية بالجابون عام 2017، يسعى إلى استغلال البطولة لاستعادة العصر الذهبي للكرة الغينية وتعويض إخفاقه في بلوغ نهائيات البطولة الماضية عام 2017 بالجابون.

وبرغم فشل المنتخب الغيني في الفوز بأي لقب في جميع بطولات كأس الأمم الإفريقية السابقة، يمثل الفريق دائمًا أحد المنتخبات صاحبة التاريخ الكبير في القارة السمراء؛ نظرًا للمستوى الجيد الذي قدمه في معظم مشاركاته بالنهائيات.

وفشل المنتخب الغيني في التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية عام 1963 لعدم توفير حكام محايدين، وعامي 1965 و1968 للخروج من التصفيات المؤهلة للبطولة، لكنه شق طريقه للنهائيات للمرة الأولى في بطولة عام 1970، التي خرج فيها من الدور الأول.

وعاد الفريق ليخرج مجددًا من التصفيات في بطولة عام 1972، ثم من الدور الأول للنهائيات عام 1974، لكنه أكد أن فترة السبعينيات هي العصر الذهبي للكرة الغينية؛ حيث حققت فيها أندية غينيا نجاحًا كبيرًا على مستوى البطولات الإفريقية للأندية.

وتوّج المنتخب الغيني نجاح الأندية في هذه الحقبة، من خلال فوزه بالمركز الثاني في بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1976 خلف نظيره المغربي، بعدما أقيم الدور النهائي للبطولة بنظام مجموعة تقام منافساتها بنظام الدوري من دور واحد.

وكان الفريق على بعد دقائق قليلة من الفوز بلقب البطولة؛ لكن هدف التعادل الذي سجله المنتخب المغربي في مباراتيهما سويًا حسم اللقب لأسود الأطلس.

لكن الفريق لم يتأهل لنهائيات البطولة التالية عام 1978، كما خرج من الدور الأول في بطولة عام 1980.

وكانت فترة الثمانينيات من القرن الماضي، هي الأسوأ في تاريخ المنتخب الغيني؛ حيث فشل في التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية من 1982 إلى 1992.

وعانى الفريق بعدها من فترة تذبذب في المستوى والنتائج، فخرج من الدور الأول في نهائيات البطولة عامي 1994 و1998؛ لكنه فشل في التأهل للبطولة عامي 1996 و2000، كما تسببت المشاكل الإدارية في الاتحاد الغيني عام 2002 في استبعاده.

وعلى الرغم من ذلك، شهدت بطولات 2004 و2006 و2008 عودة المنتخب الغيني بقوة إلى الساحة الإفريقية؛ حيث تأهل لدور الثمانية في كل من البطولات الثلاث، بقيادة عدد من العناصر المميزة مثل أبوبكر كمارا وباسكال فيندونو وسامبيجو وعثماني وإسماعيل بانجورا، وغيرهم من النجوم المتألقين.

ولفت المنتخب الغيني الأنظار إليه بشدة في هذه البطولات الثلاث، وأصبح من الفرق التي يخشى جانبها، خاصة أن تأهله لدور الثمانية في البطولة التي استضافتها مصر عام 2006، جاء بعد احتلال الفريق صدارة المجموعة، متفوقًا على منتخبات تونس وزامبيا وجنوب إفريقيا.

ولكن الفريق فشل في مواصلة النجاح؛ حيث غاب عن نسختي 2010 و2013، وخرج من الدور الأول في نسخة 2012، ثم غاب عن نسخة 2017، فيما بلغ دور الثمانية في 2015.

وعندما يشارك المنتخب الغيني في البطولة الإفريقية الثانية والثلاثين، التي تستضيفها مصر، سيكون التأهل للمربع الذهبي على الأقل هو الحلم الذي يراوده، بقيادة مديره الفني البلجيكي بول بوت، الذي تولى تدريب الفريق في 2018؛ لكنه يمتلك خبرة كبيرة بالكرة الإفريقية؛ حيث سبق له تدريب منتخبات كينيا وجامبيا وبوركينا فاسو وفريق اتحاد العاصمة الجزائري.

وما يضاعف من طموح الفريق في كأس إفريقيا 2019، هو المسيرة الرائعة له في التصفيات؛ حيث تصدر المجموعة الثامنة برصيد 12 نقطة وبفارق نقطة واحدة أمام المنتخب الإيفواري العريق.

وكانت الغلبة للمنتخب الغيني في مواجهة نظيره الإيفواري بالتصفيات؛ حيث باغت الأفيال بالفوز عليهم في عقر دارهم 3 / 2 في بداية مسيرة الفريقين بالتصفيات، ثم تعادل الفريقان 1 / 1 على ملعب غينيا، وهو ما يعطي المنتخب الغيني الأمل في مقارعة الكبار خلال النهائيات.

والحقيقة أن الاختبار الحقيقي الصعب، الذي سيواجه الفريق في مجموعته بالدور الأول قد يكون في مواجهة المنتخب النيجيري، بينما يرجح ألا يجد الفريق صعوبة كبيرة في الاختبارين الآخرين أمام مدغشقر وبوروندي الوافدين الجديدين على البطولة.

ويعتمد بوت على مجموعة بارزة من اللاعبين لديها خبرة كبيرة، ومعظمها من اللاعبين المحترفين في أوروبا، وهو ما يمنح الفريق فرصة كبيرة للمنافسة بقوة في البطولة.

ورغم ابتعاد واعتزال مجموعة كبيرة من النجوم، الذين صالوا وجالوا في صفوف الفريق على مدار سنوات مثل إبراهيما كونتي وكيفن كونستانت وباسكال فيندونو، تزخر صفوف الفريق حاليًا بالعديد من المواهب مثل إبراهيما تراوري مهاجم بروسيا مونشنجلادباخ الألماني، ومحمد ياتارا نجم أوزير الفرنسي، ونابي كيتا لاعب خط وسط ليفربول الإنجليزي، وأمادو دياوارا لاعب نابولي الإيطالي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa