يأتي شهر يناير الجاري حافلًا بالعديد من العقبات التي قد تعوق طريق فريق أتلتيكو مدريد نحو الفوز بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم، والتي يأتي على رأسها العقوبة الموقعة على المدافع الإنجليزي كيران تريبير، ثم رحيل المهاجم دييجو كوستا، فيما تسببت عاصفة «فيلومينا» في تعطيل مسيرة متصدر ترتيب الليجا.
وبدرجات حرارة أقلّ من الصفر وسقوط الثلوج على العاصمة الإسبانية، ما أدَّى إلى تأجيل مباراة الفريق على ملعبه أمام أتلتيك بلباو، يوم السبت الماضي، كما تسبب ذلك في عدم قدرة الفريق على التدرب بالشكل الصحيح منذ ذلك الحين.
ورغم خروج الفريق من كأس ملك إسبانيا، فإنَّ أتلتيكو مدريد لازال لديه ثلاث مباريات مؤجلة في سباق الفوز باللقب، لكن فريق العاصمة يسعى لتجنب تراكم المباريات الذي قد يتسبّب في الإرهاق للاعبين وتعطيل مسيرته.
وجاء الطقس الشتوي غير المعتاد بعد قرار الاتحاد الإنجليزي، إيقاف تريبير لمدة عشرة أسابيع، ومنعه من ممارسة كل نشاطات كرة القدم، وهو الأمر الذي صدق عليه الاتحاد الدولي «فيفا»، فيما طالب كوستا بالرحيل عن الفريق قبل ستة أشهر من نهاية عقده.
وأظهر أتلتيكو رغبة قوية في عدم تفويت فرصة الفوز باللقب، من خلال البحث عن مهاجم آخر بدلًا من دييجو كوستا، وذكرت تقارير إعلامية في إسبانيا، اليوم الاثنين، أنَّ النادي اقترب من ضم موسى ديمبلي مهاجم ليون الفرنسي.
وسجل ديمبلي، البالغ من العمر 24 عامًا، 47 هدفًا في أول موسمين له في فرنسا، لكنه يعاني في الموسم الحالي بعدما سجل هدفًا واحدًا فقط في 16 مباراة، إلا أن هذه الحصيلة لم تغير من قناعات المدرب الأرجنتيني.
وينظر المدير الفني للفريق دييجو سيميوني، إلى ديمبلي على أنه المهاجم الذي يمكنه قيادة خط الهجوم بمفرده، بدون وجود لويس سواريز، كما ينظر إليه أيضًا كشريك هجومي فعال للهداف الأوروجوياني القادم من برشلونة.
ولم يبرز كوستا بشكل لافت مع الفريق قبل مغادرته في يناير الجاري، لكن سيميوني يشعر بأن الفريق لازال بحاجة لمهاجم آخر يسجل الأهداف كي يتسنى للفريق مواصلة الطريق حتى نهاية الموسم.
وكان ديمبلي بدأ مسيرته من خلال فرق الناشئين بباريس سان جيرمان الفرنسي، قبل أن يلعب لفريق فولهام الإنجليزي، وبعد ذلك سافر ديمبلي إلى الشمال، حيث لعب مع سيلتك الاسكتلندي وسجل 54 هدفًا قبل أن ينتقل إلى ليون.
أكد سيميوني، أن المفاوضات بين الروخي بلانكوس وأولمبيك ليون لضم موسى ديمبيلي متقدمة جدًا، ولكن انضمام الفرنسي غير مؤكد بعد، معترفًا أن استعارة الفرنسي حتى نهاية الموسم تعد هدفًا رئيسيًا، لكن «حين يكون ديمبيلي معنا، سيصير معنا، وسأتحدث عنه حينها».
وليس من المعتاد أن يتحدث مدرب الأتلتي عن مفاوضات مع لاعب حتى إعلان ضمه رسميًا، لكن سيميوني، قال اليوم الإثنين، في مؤتمر صحافي عشية مواجهة إشبيلية في الدوري الإسباني: «الأمر ليس مؤكداً بعد، ولكنه في مرحلة متقدمة».
وقد لا يعتبر خروج أتلتيكو مدريد من بطولة الكأس أزمة للفريق في الشهر الجاري، خاصة مع وجود عدة مباريات أخرى سيخوضها الفريق، كما أن هناك شعور بأن الاكتفاء بالمنافسة على لقب الدوري ودوري أبطال أوروبا لن يضر الفريق.
وقال سيميوني عقب الهزيمة في كأس ملك إسبانيا: «سننظر كيف بإمكاننا إيجاد الحلول لو كنا متواجدين هنا الموسم المقبل»، وهي التصريحات التي أثارت الكثير من التكهنات حول مستقبله مع الفريق، كما أنه كرر قوله في مؤتمرات أخرى، قائلًا: «كرة القدم لا يمكن توقعها ويجب أن نكون منفتحين على كل الاحتمالات، على المرء أن يكون متقبلًا لأي شيء يقرره النادي».
ولا يعتقد أحد أن منصب سيميوني في أتلتيكو مدريد بات مهددا، وذلك مع وجود الفريق في صدارة ترتيب المسابقة.
ولن تكون مواجهة إشبيلية، غدًا الثلاثاء سهلة، حيث نجح الفريق الذي يدربه جولين لوبتيجي في التعادل 2-2 مع أتلتيكو في ملعب ميتروبوليتانو، في أخر مرة حلَّ فيها ضيفًا على أتلتيكو الموسم الماضي قبل اتخاذ قرار الإغلاق العام في إسبانيا.
ومنذ أن تقرر إقامة مباريات كرة القدم دون حضور جماهير، بات أتلتيكو مدريد الفريق الوحيد في إسبانيا الذي لم يخسر في ملعبه.
وفي حالة فوزه في مباراة غدًا الثلاثاء، سيبتعد أتلتيكو بفارق أربع نقاط عن ريال مدريد صاحب المركز الثاني، كما أن الفريق لديه مباراتين مؤجلتين، ورغم معاناة الفريق في يناير الجاري فإن فريق العاصمة يسير على الطريق الصحيح.