أكد خبير اللوائح الدكتور أيمن الرفاعي، رئيس لجنة الانضباط والأخلاق السابق بالاتحاد السعودي لكرة القدم، أن أزمة محمد كنو، بعد التوقيع على عقدين مع ناديي النصر والهلال، تبدأ وتنتهى عند اللاعب، مشددًا على أنه في حال تحمل المسؤولية الكاملة بمفرده واعترف أن الزعيم لم يكن على علم بالتعاقد مع العالمي يصبح أزرق الرياض في مأمن من العقوبات.
وأوضح الرفاعي، في تصريحات عبر برنامج «ملعب SBC»: «في حالة محمد كنو، وبعد التوقيع على عقدين مع النصر والهلال في الفترة الحرة، تقوم لجنة الاحتراف في البداية باستدعاء اللاعب وتطلب بوضوح الخيار بين أحد الناديين، وفي حال استقر على اللعب بألوان أزرق الرياض، باعتبار أنه وقع معه بعد الطرف الأصفر، هنا تبحث اللجنة حقيقة معرفة الزعيم بالتوقيع السابق مع العالمي».
حالة واحدة تضع الهلال تحت طائلة العقوبات
وأكمل خبير اللوائح أنه في حال اعترف كنو أن الهلال لم يكن على علم بالتوقيع مع النصر، وتحمل بمفرده المسؤولية كاملة، تصبح الأمور أكثر وضوحًا، وذلك بتوقيع عقوبة على متوسط الميدان الدولي وحده، مع تحمل التعويض بحسب الشرط الجزائي، وباقي الشروط في تعاقده مع العالمي.
وأضاف الرفاعي: «في حال قال محمد كنو إن النادي كان يعرف بالتوقيع مع النصر، لكنه على سبيل المثال عرض مبلغًا أكبر من أجل الاحتفاظ بخدماته، هنا على اللاعب أن يُثبت بأي طرق الإثبات أن الهلال على علم بالتوقيع وقام بالتحريض من أجل إفساد تعاقده مع النادي المنافس».
حسم القضية على عاتق كنو
ولفت خبير اللوائح إلى أن «التزامات النادي قبل تمديد التعاقد، أن يخطر لجنة الاحتراف قبل ثلاثة أيام بشأن موقف اللاعب، وهذه تدخل تحت العقوبة التأديبية لمخالفة أحكام اللائحة، وليس لها علاقة بالنزاع التعاقدي، وعلى هذا يكون حسم القضية على عاتق اللاعبين وليس الأندية».
وختم الرفاعي تصريحاته بالتأكيد على أنه في حال وقع الهلال مع كنو في الفترة المحمية يصبح الأمر تجديد تعاقد ومن حقه تمامًا، خاصة أنه ليس من حق النصر التفاوض في هذا التوقيت، لكن إن تعلق الأمر بالفترة الحرة، هنا إن ثبت أن الزعيم لم يكن يعلم بتعاقد كنو مع النصر يصبح بمأمن من العقوبات، لكن يقع أزرق الرياض تحت طائلة العقوبات إذا علم بالتوقيع وحرض اللاعب على الإخلال بعقده مع ناديه الجديد.
القصة الكاملة لأزمة كنو
وفجّر كنو حالة من الجدل بعدما قرر على نحو مفاجئ تمديد التعاقد مع الزعيم، عقب مفاوضات ماراثونية بين الطرفين ليصدر ارتياحًا إلى المدرج الأزرق، ما لبث أن تحوّل إلى توتر متزايد إثر رد الجار اللدود النصر على تلك الخطوة بالكشف عن الحصول على توقيع متوسط ميدان الزعيم، ليصبح كل الأطراف في موقف لا يحسدون عليه.
وجاءت كواليس توقيع محمد كنو مع النصر على النحو التالي؛ حيث عقد متوسط ميدان الهلال جلسة مفاوضات بعد 24 ساعة فقط من دخول الفترة الحرة، رفقة وكيله، مع مدير الاحتراف بفارس نجد، عبدالله التركي، ليتفق شفهيًا على الانتقال إلى الطرف الأصفر للعاصمة.
وبعد الاتفاق على بنود التعاقد، وقّع محمد كنو على عقدٍ من 8 صفحات، في 2 يناير الفائت، وبصم على كل ورقة منها، قبل أن يوقّع أيضًا، إقرار بعدم التوقيع مع نادٍ آخر، ليستلم في ذات الجلسة شيكات آجلة تمثل مقدم التعاقد الجديد.
كنو يطلب تأجيل الكشف عن الصفقة
وطلب كنو من إدارة النصر عدم الكشف عن الصفقة إلا بعد مباراة كأس السوبر السعودي، والتي جرت في 6 يناير الفائت، وجمعت الهلال، بطل الدوري، مع نظيره الفيصلي، حامل لقب كأس خادم الحرمين الشريفين، وانتهت لصالح الزعيم عبر ركلات الترجيح بعد انتهاء اللقاء على إيقاع التعادل الإيجابي بهدفين لكل طرف.
والتزمت إدارة النصر بعدم الإفصاح عن الصفقة مباشرة، غير إنها أرسلت يوم 3 يناير نسخة من العقد إلى لجنة الاحتراف التابعة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، إلا أن موعد السوبر حمل تطورًا لافتًا في مسار محمد كنو، الذي ظهر باكيًا ليلة التتويج رفقة عضو مجلس إدارة الهلال فهد المفرج؛ حيث أعلن الزعيم فجر 7 يناير تمديد عقد متوسط الميدان الدولي.
«الاحتراف» تدخل على خط الأزمة
ومع تتابع الأحداث وتصاعد اللغط من هنا وهناك، استدعت لجنة الاحتراف محمد كنو ووكيله، في 17 يناير، من أجل الاستماع إلى أقوال الطرفين، قبل أن تستمع في يوم 24 من الشهر نفسه إلى أحمد الغامدي، الرئيس التنفيذي، وعبدالله التركي، مدير الاحتراف من جانب النصر، وفهد المفرج، عضو مجلس الإدارة، وعبدالله الجربوع، الرئيس التنفيذي، من طرف الهلال، مع طلب الحصول على كل المستندات، في إطار بحث القضية المعقدة من كافة جوانبها قبل اتخاذ القرار المناسب.
وأصدرت لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين وغرفة فض المنازعات بالاتحاد السعودي لكرة القدم، بيانًا مشتركًا، في منتصف فبراير الماضي، بشأن قضية محمد كنو، تضمن حزمة من المواد القانونية التي تخص ملابسات الأزمة، قبل أن تقرر إحالة نسخة من ملف القضية إلى الغرفة شاملًا الإفادات وجلسات الاستماع وكافة متعلقات القضية، لتكمل اللازم وفقًا لاختصاصها الخاص بالنظر في المنازعات التعاقدية وإيقاع العقوبات الرياضية.
وينتهي عقد متوسط ميدان الزعيم البالغ من العمر 27 عامًا مع الهلال، في يونيو 2022؛ ليدخل رسميًا الفترة الحرة والتي تمثل الأشهر الستة الأخيرة من عقده، مطلع يناير الماضي، وهو ما منحه حق التفاوض والتعاقد مع أي نادٍ والانتقال إليه مجانًا دون الحاجة إلى موافقة أزرق الرياض.
ويمثل كنو أحد عناصر التألق في صفوف الزعيم منذ انتقل إلى نادي العاصمة في صيف 2017 قادمًا من فريق الاتفاق؛ حيث دافع عن شعار الهلال في 163 مباراة لحساب جميع المنافسات، وقَّع خلالها على 12 هدفًا، وقدَّم 13 تمريرة حاسمة، وتُوِّج مع الفريق بـ8 ألقاب.
