بعيدًا عن الجدل المثار حيال ملعب نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، بعد اختيار «كاف» لمركب محمد الخامس في المغرب لاستضافة الحدث المرتقب، يتأهب رباعي المحطة قبل الختامية إلى موقعة إياب الدور نصف نهائي، في مشهد يبدو محسومًا سلفًا لصالح الأهلي المصري والوداد البيضاوي.
ويتأهب الوداد البيضاوي المغربي لمهمة تبدو في المتناول أمام ضيفه بيترو أتلتيكو الأنجولي، مساء غدٍ الجمعة، فيما يحتاج وفاق سطيف الجزائري إلى معجزة لتجاوز عقبة ضيفه الأهلي المصري، بعد غدٍ السبت، في إياب المربع الذهبي من المعترك القاري.
وتبدو الظروف مهيأة تمامًا لفرض نهائي عربي خالص للنسخة الخامسة خلال المواسم الستة الأخيرة، وتكرار نسخة 2017، بين الأهلي والوداد، ومن ثم استمرار هيمنة الأندية العربية على اللقب للموسم السادس على التوالي.
سيناريو مكرر وجدل متصاعد
وأثار «كاف» موجة من الجدل، بعدما قرر عبر بيان رسمي نشره على الموقع الإلكتروني، إقامة مباراة النهائي في المغرب للنسخة الثانية على التوالي، يوم 30 مايو الجاري، وهو ما لاقى اعتراضًا من إدارة الأهلي على وجه الخصوص، والتي طالبت بإقامة المشهد الختامي على أرض محايدة، بعيدًا عن ملاعب الأندية المشاركة في المربع الذهبي، تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص.
ووضع الوداد قدمًا في النهائي بعد الفوز على بيترو أتلتيكو، بثلاثية مقابل هدف، في مباراة الذهاب التي أقيمت بين الفريقين بالعاصمة الأنجولية لواندا، السبت الماضي، في حين فاز الأهلي برباعية دون رد، على سطيف، في القاهرة، ليحقق نادي القرن في أفريقيا انتصاره الأكبر في تاريخ الصدامات مع الأندية الجزائرية.
هل يشهد المعترك القاري ريمونتادا تاريخية؟
ويكفي الوداد، الذي توج باللقب عامي 1992 و2017، الخسارة بهدفين دون رد، أو بفارق هدف وحيد خلال لقائه مع نظيره الأنجولي على ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، من أجل الصعود للنهائي الخامس في تاريخه بدوري الأبطال.
في المقابل، تبدو مهمة بيترو أتلتيكو، الذي يسجل ظهوره الثاني في المربع الذهبي بدوري الأبطال بعد عام 2001، شبه مستحيلة لاجتياز عقبة نظيره المغربي، حيث أصبح يتعين عليه الفوز 3-0 أو بفارق هدفين حال تسجيله 4 أهداف على الأقل لبلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى في التاريخ.
شبح خماسية المجموعات
وتعد هذه هي المباراة الرابعة بين الفريقين خلال النسخة الحالية للبطولة، بعدما سبق أن تواجدا في المجموعة الرابعة بمرحلة المجموعات، حيث فاز بيترو أتلتيكو 2-1 في لواندا، قبل أن يحقق الوداد انتصارًا كاسحًا 5-1 في المغرب.
وقرر كاف تقليص عدد حضور جماهير الوداد، المسموح بدخولهم للمباراة، حيث سيتواجد 30 ألف مشجع بدلًا من 55 ألفًا، بعدما أدان تقرير حكم مباراة الفريق مع شباب بلوزداد الجزائري، بإياب دور الثمانية للمسابقة اقتحام العشرات من جماهير الفريق المغربي للملعب والاحتفال مع اللاعبين بالصعود، بالإضافة لإلقاء الجماهير زجاجات المياه وإشعال الألعاب النارية بشكل مفرط في اللقاء.
مهمة شاقة في سطيف
وفي اللقاء الآخر، يواجه وفاق سطيف، بطل المسابقة عامي 1988 و2014، مهمة شاقة للغاية لعبور عقبة الأهلي، والصعود للنهائي الثالث في تاريخه بالبطولة، حيث ينبغي عليه الفوز بفارق 5 أهداف على الفريق الأحمر لحجز بطاقة الترشح للمباراة النهائية.
من جانبه، بات يكفي الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بدوري الأبطال برصيد 10 ألقاب، الخسارة بفارق 3 أهداف أمام منافسه الجزائري، للصعود لنهائي البطولة للمرة الخامسة عشر، التي توج بها في النسختين الماضيتين.
ويطمح الوفاق لتكرار ما قام به ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، الذي تغلب على الأهلي بخماسية تاريخية، في ذهاب دور الثمانية لنسخة المسابقة عام 2019، ليكبده خسارة تاريخية مازالت ماثلة في أذهان جميع متابعي الكرة الأفريقية حتى الآن.
وستكون هذه هي المباراة الرابعة التي تجرى بين الفريقين بالجزائر، حيث سبق أن فاز الوفاق 2-0 على الأهلي لحساب قبل نهائي نسخة المسابقة عام 1988، قبل أن يفوز الفريق الجزائري بركلات الترجيح في مباراة السوبر الأفريقي عام 2015، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1.