تأهل نادي الهلال إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الملك بعد تغلبه على النصر بهدفين لهدف في المباراة التي جرت بينهما في لقاء دور الثمانية، مساء اليوم الاثنين.
تقدم النصر بهدف في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني تمكن الهلال من تسجيل هدفين منحا الفريق بطاقة التأهل إلى نصف نهائي كأس الملك.
بدأت المباراة بسيطرة هلالية تامة واستحواذ حقيقي على الكرة.. فعلى الجهة اليسرى تشكلت جبهة مكونة من سالم الدوسري وياسر الشهراني ويعاونهما كويلار وأحيانا سلمان الفرج المكلف بالتواجد في كل مكان والتحرك بحرية، وفي اليمين هناك سعود عبدالحميد وكاريلو وماريجا الذي مال لعبه لتلك الجهة تاركا إيجالو وحيدا في منطقة الجزاء، وفي القلب قاد سلمان الفرج كافة المحاولات، والأهم من كل هذا التحركات المستمرة للاعبين وعدم التقيد بالمراكز الأمر الذي منح الهلال السيطرة على مجريات اللعب.
أما النصر فاكتفى بالاصطفاف في نصف ملعبه لمقابلة الهجمات «الزرقاء»، وهو اصطفاف ناجح بكل المقاييس لأن لاعبي الهلال لم ينجحوا في اخراق تلك التحصينات والرقابة الصارمة وبالتالي لم يتعرض مرمى وليد عبدالله لأي خطورة، فسارت المباراة على وتيرة واحدة هي تناقل مستمر للكرة من جانب لاعبي الهلال دون فائدة، والتزام تكتيكي من النصر بانتظار تقدم الهلال للهجوم ثم محاولة استغلال المساحات الشاسعة في دفاعاته.
ووسط كل هذا أعاد تاليسكا الحياة للمباراة بإحرازه الهدف الأول في الدقيقة 17 عندما غافل ياسر الشهراني ليحول برأسه كرة عرضية إلى داخل الشباك، إلا أن الحكم مصطفى غربال لم يحتسب الهدف إلى بعد قيام حكام الفيديو «VAR» بمراجعة الهدف لمدة دقيقتين.
بعد الهدف ارتبك الهلال بشكل واضح ولم يتمكن لاعبوه من إيجاد الحل للعودة إلى المباراة من جديد دون جدوى، بينما اكتسب لاعبو النصر الثقة وتقدموا إلى الأمام ولم يعد اللعب محصورا في نصف الملعب «الأصفر».
الحكم مصطفى غربال من جانبه تصدى لأي محاولة للعب بخشونة فأنذر بيتي مارتينيز من النصر ومن بعد ياسر الشهراني من الهلال.
في الدقيقة 30 طالب لاعبو النصر باحتساب ركلة جزاء نتيجة لمس الكرة ليد سعود عبدالحميد داخل منطقة الجزاء، وهو ما لم يستجب له الحكم.
في الدقائق العشر الأخيرة غير النصر أسلوبه بالتقدم إلى الأمام للضغط على لاعبي الهلال في نصف ملعبهم لمنعهم من بناء الهجمات، فيما قام دياز بنقل كاريلو إلى وسط الملعب لمساعدة لاعبي المحور والمساعدة في الوقت نفسه في بناء الهجمات. في الدقيقة 44 نال جوناثان رودريجيز إنذارا للخشونة مع ماريجا.
في الثلث الهجومي بدا الهلال عاجزا عن إيجاد أي حل، فالتمريرات مقطوعة، والتحركات مكشوفة، والتسديدات على قلتها ضعيفة، فلم يكن لـ«الأزرق» أي تواجد مؤثر على الصعيد الهجومي، فبقي وليد عبدالله مطمئنا إلى حد كبير، لينتهي الشوط بتقدم النصر بهدف دون رد.
مع انطلاقة الشوط الثاني توقع الجميع أن تشهد مجريات اللعب تغييرات كبيرة خاصة من جانب الهلال المطالب بإدراك التعادل، إلا أن الغريب أن الفريق نزل لأرض الملعب وليس في جعبته أية حلول، خاصة أن النصر اتبع أسلوب الضغط على لاعبي الهلال ما حرم لاعبي الأخير من أي فرصة لبناء هجمات.
وبجانب ذلك تورط اللاعبون في صراعات بدنية تحولت في بعض الأحيان إلى احتكاكات خشنة، فكثر السقوط على الأرض، وتعددت الأخطاء والاحتجاجات، وكل هذا على حساب المستوى الفني ومتعة كرة القدم.
في الدقيقة 62 أجرى النصر تبديلا بنزول خالد الغنام بدلا من جوناثان رودريجيز، وفي الدقيقة نفسها فاجأ الهلال الجميع بإحراز هدف التعادل من كرة عالية أرسلها كاريلو عالية قفز لها أوديون أإيجالو دون مضايقة من مدافعي النصر، فسدد الكرة برأسه لتسكن الشباك لتصبح النتيجة هدف لمثله.
بعد نزول الغنام مال لعب النصر بعض الشيء ناحية اليسار استغلالا لمهارات الغنام وقدرته على المراوغة.
في الدقيقة 68 نزل عبدالله الخيبري بدلا من علي الحسن. في الدقيقة 72 شن النصر هجمة خطيرة استبسل لاعبو الهلال في التصدي لها، لترتد هجمة سريعة للهلال إلا أن كاريلو تباطأ في التمرير فلم تسفر عن شيء.
في الدقيقة 75 اشتعلت المباراة بقرار صارم من الحكم باحتساب ركلة جزاء لصالح الهلال نتيجة قيام عبدالإله العنري بدفع سالم الدوسري داخل منطقة الجزاء، لكن غربال فضل الرجوع لتقنية حكم الفيديو «VAR» قبل أن يؤكد قراره باحتساب الركلة مع إنذار أبو بكر مهاجم النصر للاحتجاج بطريقة غير لائقة.