وضعت كرة القدم الإفريقية ثقتها في السابق على المدربين الأجانب من أجل إعادة كاتبة التاريخ في نهائيات كأس العالم دون جدوى، ليتجدّد الموعد في مونديال 2022 ولكن وفقًا لمعطيات جديدة بعدما ألقت بثقلها هذه المرة على عاتق المدرب الوطني، في رهان جديد على نجاح أبناء القارة السمراء في المحفل الكبير.
ومن بين خمسة منتخبات إفريقية شقّت طريقها إلى نهائيات كأس العالم 2022 بعد منافسة ماراثونية، هناك أربعة فرق تحظى بقيادة وطنية واعدة، بينما تأهل المنتخب المغربي فقط تحت قيادة المدرب البوسني المخضرم وحيد خليلودزيتش.
ويتولى قيادة ثالوث الغرب الإفريقي الكاميرون وغانا والسنغال أحد اللاعبين الدوليين السابقين، بينما يقود تدريب المنتخب التونسي، المدير الفني جلال القادري، الذي يحظى بخبرة تدريبية واسعة تفوق العشرين عامًا.
ويتولى نجم الدفاع الكاميروني الدولي السابق ريجبور سونج تدريب منتخب الأسود غير المروضة، في مغامرة جديدة لاستعادة أمجاد تسعينيات القرن الماضي في المونديال، حيث تراهن عن المدرب الواعد الذي قاد الفريق عندما كان لاعبًا للفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية في نسختي 2000 و2002.
ويتطلع سونج، الذي حظي أيضًا بمسيرة احترافية في أوروبا، إلى قيادة الفريق كمدرب لصناعة التاريخ في المونديال القطري، علمًا بأن القرعة وضعت الأسود غير المروضة في مجموعة صعبة هي المجموعة السابعة مع منتخبات البرازيل وصربيا وسويسرا.
وأشاد سونج بالروح القتالية للأسود بعد الفوز الدرامي على نظيره الجزائري في الدور النهائي من التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال، معقبًا: «أود تهنئة كل من الفريقين على المباراة وأهنئ لاعبي فريقي الذين أظهروا أنهم أسود لا تروض بالفعل، في المباراة الأولى عانينا في مواجهة فريق دفاعي منع لاعبينا من التعبير عن أنفسهم في الهجوم، نجحنا في الرد خلال مباراة الإياب من خلال اللعب باثنين في خط الهجوم».
واستعاد المنتخب الغاني أيضا ذكريات الماضي بعد النجاح في حجز تذكرة العبور إلى مونديال 2022 على يد المدرب الوطني أوتو أدو، الذي سجل مشوار احتراف لافت في ألمانيا، قبل الانتقال إلى عالم التدريب، ليدشن مسيرة مميزة رفقة النجوم السوداء.
ويدرك أدو أن مهمة المنتخب الغاني في كأس العالم صعبة للغاية، إذا ما أراد تكرار المردود الرائع في مونديال 2014 بالبرازيل عندما فشل في الوصول إلى نصف النهائي بسبب ركلات الترجيح، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الثامنة إلى جوار منتخبات البرتغال وأوروجواي وكوريا الجنوبية.
وفي الوقت نفسه، اعتمد المنتخب السنغالي في مغامرة التصفيات على المدرب الوطني أليو سيسيه، الذي كان أحد نجوم أسود التيرانجا في المشاركة الأولى ببطولات كأس العالم خلال نسخة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
وسجل أليو سيسيه مسيرة مميزة فوق العشب الأخضر، حيث قاد أسود التيرانجا إلى نهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية 2002، قبل أن يفقد اللقب بشق الأنفس، كما خاض مسيرة احترافيه مميزة بألوان باريس سان جيرمان وليل الفرنسيين.
وقرر أليو تعليق الحذاء ليتولى تدريب المنتخب السنغالي في 2015، حيث سطع سيسيه كمدير فني للفريق حتى قاد أسود التيرانجا مجددًا إلى نهائي أمم إفريقيا في 2019، قبل أن ينجح في فبراير الماضي في معانقة الذهب القاري على حساب منتخب مصر لأول مرة في التاريخ، قبل أن يقوده للتأهل إلى المونديال، حيث يخوض مهمة تبدو في المتناول ضمن المجموعة الأولى مع منتخبات قطر وهولندا والإكوادور.
وعلى عكس الحال لدى مدربي الكاميرون وغانا والسنغال، ربما يفتقد جلال القادري مدرب المنتخب التونسي، السيرة الذاتية فوق العشب الأخضر، لكنه يحظى بخبرة تدريبية أكبر من مدربي الفرق الثلاثة، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي «فيفا».
وبدأ القادري مسيرته التدريبية في 2001، لكنه سيواجه في المونديال القطري أصعب مهمة حيث يخوض البطولة ضمن المجموعة الرابعة، التي تضم معه منتخبي فرنسا والدنمارك إضافة للمنتخب المتأهل من الملحق القاري، من بين الإمارات وأستراليا وبيرو.