تاوامبا سلاح التعاون لغزو آسيا
بعد أربع سنوات منذ الوصول إلى السعودية حيث كان لاعبًا غير معروف، عندما انتقل من النادي الصربي بارتيزان إلى صفوف فريق التعاون، أثبت المهاجم الكاميروني لياندري تاوامبا نفسه كأحد أفضل المهاجمين في تاريخ دوري المحترفين السعودي.
وسلط الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في تقرير عبر الموقع الرسمي، الضوء على تأثير الكاميروني، صاحب الـ32 عامًا، رفقة السكري، مشيرًا إلى أن التحدي التالي هو قيادة التعاون إلى دور المجموعات في دوري أبطال آسيا 2022 وما بعده، بحثًا عن إعادة أبناء القصيم إلى صدارة المشهد القاري.
ولفت التقرير إلى بريدة، وهي مدينة رائعة شمال العاصمة السعودية الرياض، تُعد المحطة التاسعة المختلفة في مسيرة المهاجم المتألق منذ مغادرة الكاميرون لأول مرة من أجل الانضمام إلى نادي كيب تاون في جنوب إفريقيا قبل 11 عامًا.
وأشار التقرير إلى أن مشوار التألق ساهم في تنقل تاوامبا إلى أماكن عدة مثل؛ صربيا وسلوفينيا وكازاخستان وليبيا، وبالتالي الحصول على العديد من الخبرات الهامة، ولكن يبدو أنه وجد أخيرًا موطنًا له في السعودية؛ بعد فترة أربع سنوات قضاها في صفوف فريق التعاون وهي الأطول التي قضاها في أي نادٍ حتى الآن.
وفي هذا السياق تحدث تاوامبا، في تصريحات لموقع الاتحاد الآسيوي، قبل مباراة الدور التمهيدي الفاصل أمام الجيش السوري، مؤكدًا أنه «عن التفكير في المسيرة الكروية حتى هذه اللحظة، يصعب عليَّ تحديد البلد والدوري الأصعب».
وأضاف المهاجم الكاميروني: «لعبت في فرق من مستويات وذات أهداف مختلفة، لكن التجارب كانت مُذهلة في كل مرة، وسأقول إنني استمتعت بالحياة في كل من هذه البلدان، لأن التقاليد وأنماط الحياة مختلفة، مما يجعلها لحظات خاصة».
في موسمه الأول في المملكة، حقق تاوامبا نجاحًا كبيرًا في الدوري السعودي للمحترفين، حيث قاد التعاون إلى أفضل مركز على الإطلاق في الدوري المحلي، بعدما أنهى موسم 2018-2019 في المركز الثالث، في حين تعادل المهاجم الكاميروني برصيد 21 هدفًا مع الفرنسي بافيتيمبي جوميز من الهلال، ليحصل على المركز الثاني خلف هدّاف الأهلي آنذاك السوري عمر السومة.
ولكن في كأس الملك خلال ذات الموسم صنع تاوامبا التاريخ، فقد تفوق التعاون على منافسهم الدائم في دوري المحترفين فريق الشباب بنتيجة 3-0 في دور الـ16، ثم كرروا ذات النتيجة أمام الوحدة ليخوضوا مباراة حاسمة رائعة في الدور قبل النهائي أمام الهلال القاري.
لقد كان حلمًا حقًا بينما كان الفريق الأقل ترشيحًا يفاجئ منافسه، كانت رأسية تاوامبا في الدقيقة 81 هي الهدف الرابع خلال الخسارة التاريخية 0-5 لعملاق الرياض، وكانت الثقة كبيرة حيث دخل التعاون القادم بقوة في مواجهة مع الاتحاد الفائز بدوري أبطال آسيا مرتين في نهائي كأس الملك على استاد الملك فهد الدولي الشهير.
مع اقتراب عقارب الساعة من الدقيقة 90 من النهائي المثير في الكأس الغالية، والنتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي بهدف لكل طرف، تألق تاوامبا في وضع الكرة في شباك الاتحاد، ليجلب الكأس إلى مدينة بريدة.
وأكمل تاوامبا: «بعد كل مبارياتي مع التعاون، كانت اللحظة التي لا تنسى هي الفوز بكأس الملك، والتي كانت أول بطولة كبرى للنادي، وكان من الرائع بالنسبة لي أن أكون جزءًا من هذه اللحظة التاريخية».
كان هذا اللقب يعني أيضًا أن التعاون سينافس في دوري أبطال آسيا 2020، وهو أول ظهور له على الإطلاق في بطولة قارية، للأسف بالنسبة للمهاجم الكاميروني، أدى مزيج من الإصابة وتغيير وضع التعاقد في النادي إلى لعب ثلاث دقائق فقط في تلك النسخة، حيث لم يتمكن من مساعدة فريقه الذي وصل إلى دور الـ16 في أول ظهور له في دوري الأبطال.
وأردف المهاجم الكاميروني: «صحيح أنني شعرت بالأسف بعد ذلك الموسم، لأنني عند وصولي إلى التعاون كانت أهدافي واضحة في ذهني، الفوز بالألقاب والتألق على أعلى مستوى في كرة القدم الآسيوية».
وتابع: «لكن لسوء الحظ، تعرضت للإصابة وبعض المشكلات الأخرى التي منعتني من تحقيق هذا الحلم، لكنني عدت لإكمال حلمي، وبالتأكيد هذا دافع إضافي لمساعدة فريقي في بلوغ دور المجموعات والقيام بما هو أفضل من المشاركة السابقة».
وبصفته الفائز بكأس الملك، انطلق التعاون لمواجهة النصر بطل الدوري آنذاك في كأس السوبر السعودي، لكن المباراة لم تجلب ذكريات سعيدة لتاوامبا الذي تعرض فريقه للهزيمة بعد تعرضه لإصابة إثر تدخل من قلب دفاع المنافس عبد الله مادو، ولكن بعد ثلاث سنوات، يتأمل الكاميروني هذه اللحظة بهدوء.
واستطرد تاوامبا: «لقد لعبت أمام العديد من المدافعين ولكن أكثر من أتذكره هو مادو من النصر، ليس لأنه كان قاسيًا، ولكن لأنه كسر رجلي».
تعني الإصابة أن حصيلة أهداف تاوامبا في الموسم التالي كانت محدودة بثلاثة أهداف. وهي حصيلة بعيد كل البعد عن الرقم 21 الذي سجله في موسم 2018-2019 والأهداف الـ13 التي سجلها في موسم 2020-2021 بعد عودته إلى لياقته الكاملة.
وأشار تاوامبا إلى أن «اللعب في فريق التعاون يجعل من الصعب تحديد عدد محدد من الأهداف لتحقيقها في موسم واحد، لكن في كل موسم أحاول تسجيل أكبر عدد ممكن بينما أقوم بمساعدة الفريق بقدر ما أستطيع من قوة».
أحد الأهداف التي يفكر فيها تاوامبا هو أن يصبح الكاميروني الأكثر تسجيلًا للأهداف في دوري أبطال آسيا، التحدي الذي سيتطلب في البداية فوز فريقه على الجيش السوري في الدور التمهيدي الفاصل ثم نجاح المهاجم في تحقيق أكثر من خمسة أهداف في البطولة.
وأكد: «لم أكن أعرف أن ألوس نونج كان هدّاف الكاميرون في دوري أبطال آسيا برصيد 5 أهداف، لكني سعيد لأنه حقق هذا الرقم والآن بعد أن تحدثنا عن ذلك، أعتقد أنه أصبح هدفًا بالنسبة لي أن أضع اسمي كإجابة على هذا السؤال».
يقف في الطريق فريق من دولة قدمت إلى التعاون أحد أكثر لاعبيه المحبوبين، وهو جهاد الحسين، صانع الألعاب السوري الذي كانت تمريراته الحاسمة لزميله تاوامبا سببًا للوصول إلى الأرقام التي حصل عليها.
وختم تاوامبا تصريحاته: «لدي معلومات عن كرة القدم السورية بشكل عام، خاصة وأن أحد أفضل اللاعبين الذين لعبت معهم سوري، لم نتحدث عن المباراة بعد لأننا في وقت دقيق في الدوري، ونركز على الوصول إلى مركز أفضل في الوقت الحالي، لكننا سنستعد لهذه المباراة في اللحظة المناسبة لحسم التأهل، خاصة أن الجيش بطل الدوري وكل فريق في هذا المستوى يجب أن يؤخذ على محمل الجد لتجنب المفاجآت».
