يترقب المنتخب الإسباني مهمة محفوفة بالمخاطر أمام نظيره السويسري، في المباراة التي تجمع الطرفين عند تمام السابعة مساء اليوم الجمعة، على ملعب جازبروم آرينا، بمدينة سان بطرسبرج، لحساب منافسات ربع نهائي بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم «يورو 2020».
ويدرك الإسبان أن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق أمام منافس يحط الرحال في روسيا منتشيًا بإقصاء بطل العالم، إلى جانب دخول رفاق شاكيري إلى الملعب دون ضغوط، بالنظر إلى ابتعاد السويسريين عن دائرة المرشحين لحصد اللقب، وهو ما يعني أن ما تحقق حتى الآن يعد إنجازًا رائعًا دون النظر إلى مآلات موقعة جازبروم.
وحسم رجال المدرب لويس إنريكي تذكرة العبور إلى ربع النهائي القاري بشق الأنفس، بعد الفوز الدرامي على منتخب كرواتيا بخماسية مقابل ثلاثة أهداف، بعد التمديد إلى الوقت الإضافي، في حين فجر منتخب سويسرا كبرى مفاجآت البطولة بالتأهل على حساب فرنسا عبر ركلات الترجيح.
ويسعى اللاروخا لتجاوز دور الثمانية للمرة الرابعة في التاريخ، وهو الأمر الذي يعد فألا حسنا للقادمين من مدريد، حيث نجح في المرات الثلاثة السابقة في المضي قدمًا نحو اللقب، وإن كان الطريق هذه المرة أكثر وعورة؛ حيث يصطدم في نصف النهائي مع الفائز من الصدام العنيف بين إيطاليا وبلجيكا.
وفي المقابل، يبحث منتخب سويسرا عن استكمال مشوار المفاجآت الكبرى في البطولة عبر إقصاء بطل نسختي 2008، 2012، والوصول إلى المربع الذهبي لأول مرة في التاريخ، في إنجاز يحسب لهذا الجيل الواعد من اللاعبين بقيادة المدرب القدير فلاديمير بتكوفيتش.
ويدخل الماتادور مباراة اليوم مدعومًا بحسابات الأرقام والتاريخ، حيث تلقى خسارة وحيدة أمام سويسرا من أصل 22 مواجهة جمعت الطرفين، مقابل 17 انتصارًا، وهو ما يرجح إلى حد كبير كفة رفاق ألفارو موراتا.
إلا أن إنريكي اعتبر أن تلك الأفضلية ربما لا تمثل الكثير على أرض الواقع، في ظل عدم اعتراف النسخة الحالية من أمم أوروبا بحسابات التاريخ، خاصة بعد إقصاء حامل اللقب والوصيف، ووصيف بطل العالم، إلى جانب خروج ألمانيا وهولندا في مفاجآت من العيار الثقيل.
واعترف المدرب الإسباني أن فريقه يتوقع مباراة صعبة للغاية أمام سويسرا، معقبًا: «الشيء الجيد أو السيئ هو أن كلا المنتخبين يعرف بعضهما البعض جيدًا»، في إشارة إلى المباراتين السابقتين في دوري الأمم الأوروبية في أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي، حيث حسم اللاروخا الأولى بهدف دون رد، فيما سيطر التعادل على الثانية بهدف لكل طرف.
وتمثل المباراة صدامًا بين الهجوم الأقوى في البطولة بعدما وقع الإسبان على 11 هدفًا حتى الآن، في مواجهة الدفاع الأكثر هشاشة، حيث استقبل مرمى سويسرا 8 أهداف في 4 مباريات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُجبر بتكوفيتش على التأمين الدفاعي وغلق المساحات أمام مفاتيح لعب المنافس.
ويعوّل بتكوفيتش على المهاجم هارس سفيروفيتش، الذي سجل ثنائية في شباك فرنسا، لتشكيل خطورة على دفاع المنتخب الإسباني، في ظل تذبذب مردود ثنائي الخط الخلفي إيمريك لابورت وباو توريس، في التعامل مع الكرات العرضية، وهو المشهد الذي تكرر أمام بولندا وكرواتيا، وكاد يُكلف رجال إنريكي الكثير.
اقرأ أيضًا: