كشف البرازيلي مانو مينيز، المدير الفني السابق لفريق النصر، كواليس الفترة التي أمضاها بين جدران مرسول بارك قبل فض الشراكة مع العالمي في سبتمبر الفائت، بسبب تراجع النتائج مع بداية الموسم الجاري، معتبرًا أنَّ المهاجم عبدالرزاق حمدالله يمثّل أكبر مشكلة داخل صفوف أصفر الرياض.
وكانت إدارة نادي النصر، برئاسة مسلي آل معمر، قررت فك الارتباط مع المدير الفني البرازيلي مانو مينيز، بسبب تذبذب نتائج فارس نجد وغياب الانضباط عن غرفة خلع الملابس، قبل أن تستقر على الاستعانة بالمدرسة البرتغالية لإعادة ترتيب البيت من الداخل، عبر التعاقد مع البرتغالي بيدرو إيمانويل.
أزمات حمدالله
واعترف مينيز، في تصريحات عبر برنامج «في المرمى» على قناة «العربية»، أنه خلال فترة التواجد رفقة النصر كان حمد الله أكبر مشكلة في الفريق، معتبرًا أن الأمر يرجع إلى ضرورة أن يقتنع النادي أن المسئولية تقع دائمًا على عاتق الفريق وليس على لاعب واحد، لأننا لا نمارس رياضة فردية.
ولفت البرازيلي إلى أن حمدالله يحرز الكثير من الأهداف ويمتلك خبرات كبيرة، ودون شك استحق المكانة التي وصل إليها داخل الفريق، لكن في الأخير العمل هو كلمة السر في النجاح، ومثلث الألقاب وهو إدارة جيدة ولاعب جيد ومدرب جيد لتحقيق الأهداف، ولا يمكن أن يستعيد نادٍ عريق بحجم النصر البريق، دون أن يصل إلى التجانس والتفاهم والتناغم بين هذا المثلث.
وأشار مدرب النصر السابق، إلى أن المهاجم المغربي طلب في أكثر من مناسبة الرحيل عن العالمي، وهو الأمر الذي اضطره لعدم إشراك حمدالله بسبب عدم الجاهزية الذهنية، كما تم التعامل مع تصرفات اللاعب بشكل داخلي للسيطرة على الأمور.
واعترف أن حمدالله من بين اللاعبين الذين لا يعجبهم قرار الاستبدال، وهو ما يحدث من أسماء كبيرة حتى في البرازيل، وما حدث خلال مباراة تراكتور لحساب دوري أبطال آسيا يُعد أمرًا طبيعيًا في كرة القدم، والمشكلة انتهت سريعًا، مشيرًا إلى أنه تحدث مع الهداف المغربي بشكل منفرد لشرح وجهة نظر المدرب، وتكرر الأمر أمام الإدارة واللاعبين لتفادي تكرار الخروج عن النص.
وشدد مانو على ضرورة أن يتوقف النصر عن الاعتقاد بأن لاعبًا واحدًا مهما كانت قدراته يمكن أن يحل مشاكل الفريق، كرة القدم لعبة جماعية وليست فردية، مؤكدًا أن التوتر مع حمدالله لم يأخذ حيزًا كبيرًا، وإنما اتسمت العلاقة بالاحترافية في التعامل.
وحول طريقة تنفيذ حمدالله لضربات الجزاء، قال مينيز: «لقد نفذ ركلات الجزاء بطريقته في أكثر من مناسبة، وفعل الأمر ذاته أمام الاتحاد حتى يصبح الهدف أكثر جمالية، لكن عليه أن ينفذها بجدية أكثر، لأنه كرر هذا التنفيذ كثيرًا ووقع في الخطأ، ودفع الفريق الثمن بالخسارة».
الوضع كان سيئًا
وأكمل مينيز بأن «الوضع كان سيئًا عندما وصول لتدريب النصر، خاصة أن النتائج لم تكن جيدة، بعد ذلك نجح الفريق في تصحيح المسار، ومن ثم بلوغ ثمن نهائي دوري أبطال آسيا، ورغم صعوبة الأدوار المقبلة، يبقى العالمي قادرًا على التتويج باللقب.
وأضاف المدرب البرازيلي: «قبل بداية الموسم الحالي، أجرى النادي بعض التعديلات في صفوف الفريق، لم تكن هذه فكرة المدير الفني بطبيعة الحال، خاصة أنني أعتقد أن التغيير مبالغ فيه من حيث عدد اللاعبين».
وأردف مدرب العالمي المُقال: «التغيير الجذري لا يحدث النتائج الجيدة، لم يعجبني الأمر دون شط، أعتقد أن التوقيت والطريقة سبب هذه المشاكل، لا أختلف على جودة الصفقات الجديدة، خاصة أنهم إضافة فنية حقيقية، ولكن الأمور لا تسير على هذا النحو».
واستطرد: «طلبت أن يحمل اللاعب الجديد إضافة فنية قبل اتخاذ قرار التعاقد، خاصة أن أي عنصر جديد يحتاج بعض الوقت من أجل التأقلم، لم أكن ضد صفقات تاليسكا وأبو بكر ومشاريبوف وموري، إنهم رائعون لكن كنت ضد طريقة الاختيار».
الاستقرار الفني
وأشار مينيز إلى أن أبرز أزمات النصر تتمثل في كثرة تغيير المدربين، وهو ما أفقد النصر الاستقرار على الصعيد الفني، معقبًا: «الفترة التي قضيتها مع الفريق قصيرة، لا نستطيع التحدث عن تقييم عمل خلالها، وأي تجربة تحتاج إلى الوقت من أجل إحداث النجاح».
ورد البرازيلي على انتقادات مدرج الشمس، موضحًا: «رغم قصر الفترة وتغيير اللاعبين والضغوط، حققنا نتائج جيدة، إشراك لاعب وسط بدلًا من مهاجم أمام الاتحاد كان قرارًا فنيًا، لتقوية الوسط، التغيرات لم تكن عشوائية، والنتيجة كان فيها الكثير من الحظ لصالح المنافس».
إدارة محترفة
وبرأ مدرب النصر السابق الإدارة برئاسة مسلي آل معمر، من حدوث خلل داخل صفوف الفريق طوال الفترة التي أمضاها في العاصمة، مشددًا على أنه لم يكن هناك أي تدخل في عمل الجهاز الفني.
ولفت إلى أن العلاقة مع حسين عبد الغني، المدير الرياضي، كانت رائعة، متابعًا: «عملنا بانسجام تام، هو مبادر ويهتم بكل التفاصيل، كنت أراه قلقًا على النصر داخل وخارج الملعب، ويحاول بث الروح في نفوس اللاعبين، هو رجل إداري وشاب وحديث عهد بالعمل الإداري وسيضيف للنادي كثيرًا وخير من يمثله».
وختم مينيز تصريحاته: «وصول فينسنت أبوبكر إلى جانب حمدالله جعل الفريق قويًا، وخلق حيرة كبيرة حول التشكيل، من يلعب في الجناح الأيمن ومن يلعب خلف المهاجم، كما امتلك الفريق تاليسكا، والذي يستطيع اللعب في الجناح الأيمن بكل حرية وكذلك مهاجم إضافي وصانع ألعاب، وفي الأخير أتمنى الأفضل دائمًا لفارس نجد».
ويحتل العالمي المركز الثالث على سلم ترتيب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين «مؤقتًا»، بالتساوي مع الجار اللدود الهلال، بعدما حرَّك عداد النقاط إلى الرقم 12، بفارق 4 نقاط فقط خلف الاتحاد المتصدر، وإن خاض النصر مباراة أقل بسبب المشاركة في دوري أبطال آسيا.
اقرأ أيضًا: