كشف البلجيكي ستوفيل فاندورن، سائق فريق مرسيدس، عن تطلعاته من أجل العودة إلى المنافسة هذا العام في المملكة العربية السعودية، التي وصفها بالمفضلة جدًا له، من خلال المشاركة في سباق «فورمولا إي»، التي تُقام على مضمار الدرعية ليلًا، لأول مرة في تاريخ المنافسات، الأسبوع المقبل.
وأكد فاندورن، في تصريحات خاصة: «دون شك، أنا متحمسٌ جداً للعودة أخيراً إلى السباق، لقد توقفنا لفترة طويلة منذ آخر سباق خُضناه في برلين، إن الشعور بدفعة الأدرينالين في جسمك عندما تكون على المضمار، والضغط النفسي لتُقدم أفضل ما لديك هي أشياء يصعب اختبارها خارج حلبة السباق».
وأضاف السائق البلجيكي: «لا يمكنك الشعور بتلك الإثارة وأنت تقوم بجولات الاختبار، عندما تكون الأضواء مُسلطة عليك، يكون الأمر مختلفاً جداً، ولا يسعني الانتظار للشعور بهذه الأجواء مرةً أخرى، كما أنني متحمسٌ جداً لأرى كيف سيكون أداء سيارتنا هذا الموسم، فقد قُمنا بتحديثات كثيرة عليها وأضفنا لها أجزاء جديدة آمل أن تُحسن من أداءها بشكلٍ كبير في السباق».
أول سباق ليلي
وحول خوض المنافسات تحت الأضواء الكاشفة لأول مرة في تاريخ فورمولا إي، قال فاندورن: «بالطبع متحمسٌ جدًا للسباق في الليل، وأعتقد بأنه أمر فريد ومميز جداً، إذ تبدو السيارات في الليل أجمل وأسرع بكثير»
واعترف البلجيكي: «تختلف القيادة في الليل بالنسبة للسائقين، حيث تكون لديك رؤية على شكل نفق تتشكل بين المسار وكل شيء آخر من حوله، وهذا يُعطي انطباعاً بالسرعة الكبيرة، لذا، سيكون من المثير أن يكون لدينا سباق ليلي لأول مرة في الفورمولا إي، ونأمل أن نخوض المزيد من هذه السباقات في المستقبل».
وتابع: «لا تختلف السباقات الليلية كثيراً عن التي تُقام في النهار، ففي عصرنا هذا، تُضاء المسارات بأنوار ساطعة تُشعرك وكأنك تقود في ضوء النهار، الاختلاف الوحيد هو ظروف المضمار نفسه وأداء الإطارات ودرجات الحرارة، حيث تكون أكثر برودة في الليل، ستعمل الإطارات في أجواء مختلفة هنا، وبسرعة أكبر مما لو كان السباق خلال النهار، وأنا متحمس لرؤية ما سيحدث».
الدرعية.. محطة خاصة جدًا
وتطرق سائق مرسيدس للحديث عن حلبة الدرعية التي تعد واحدة من أكثر حلبات السباق شهرةً في سلسلة الفورمولا إي، بفضل موقعها المميز جداً حيث تقع في أحد مواقع التراث العالمي التابع لليونسكو، معقبًا: «بالنسبة لي، السعودية هي محطة خاصة جداً وهي إحدى محطات السباق المفضلة جداً لدي بسبب طبيعة الحلبة المختلفة فيها».
وأردف: «تتميز دائرة الحلبة بوجود ارتفاع كبير نسبياً في أحد جوانبها، حيث يقع القطاع الأول والثاني على منحدر، وفيها أيضاً مجموعة كبيرة من الزوايا، فإذا لم تُنهي الجزء الأول من السباق بشكلٍ صحيح، فسيؤدي ذلك إلى إبعادك تماماً عن الباقين، وقد تضيع الكثير من الوقت بسهولة».
وأكمل البلجيكي: «لذا، تُعتبر دائرة الحلبة مختلفة جداً عن الحلبات الأخرى وتتمتع بسرعة عالية بين الجدران، بينما تعتمد طبيعة السباق في دوائر الفورمولا إي الأخرى على مبدأ التوقف والانطلاق، وهذا بالطبع ينتج عنه الكثير من التحديات».
وبشأن احتلا المركز الثالث في سباقي فورمولا إي الدرعية 2019، أوضح ستوفيل: «لا أقول إن ذلك غير من طريقة تفكيري كثيراً، سيكون هذا السباق الأول في موسم هذا العام لكنه سيقام على مضمار قدمتُ فيه سباقاً جيداً».
وواصل: «حصدنا مقعدين في منصة التتويج في السباق الأول والثاني في الدرعية عام 2019، لكن هذا العام سنخوض سباق التأهل في المجموعة الأولى وسيضيف هذا تحدياً آخراً بسبب طبيعة المضمار وتحول المسار على طول الطريق، أستمتع بالسباق على هذا المضمار، وعادةً نتسابق بسيارات جيدة جداً وهذا أمر رائع، لنرى كيف ستسير الأمور، في الفورمولا إي لا يمكنك توقع كيف سيجري السباق».
ولفت إلى أن «هذا المضمار أحد المضامير التي بمجرد وصولي إليها عرفت كيف يجب أن أقود وانطلقت على الفور، يصلُ السائقون في مرحلة ما من مسيرتهم إلى نقطة يتأقلمون فيها سريعاً مع طبيعة مضامير معينة، ومضمار الدرعية هي واحدة من تلك المضامير التي أشعر فيها بالراحة سريعاً أثناء القيادة.
سباق خارج التوقعات
واستطرد السائق البلجيكي: «في الموسم الماضي أنهينا السباق في المركز الثاني في البطولة في المشاركة الأولى لفريق مرسيدس، هدفنا الرئيسي هذا العام هو مواصلة ما حققناه العام الماضي، من الطبيعي أن يطمح الجميع بالفوز بالسباقات والبطولات، لكن في نفس الوقت، علينا أن نكون متواضعين وواقعيين وأن نقوم بما علينا فعله».
واعترف: «سباقات فورمولا إي لا يمكن توقع نتائجها، لذا علينا أن نتماشى مع الأجواء طوال الوقت وأن نحرز أكبر عدد من النقاط كلما أمكن. الهدف الأول هو المنافسة حتى نهاية الموسم، كما فعلنا العام الماضي؛ في السباقين الأخيرين، سيكون أي شيء ممكن، لذا، علينا أن نقلل من الأخطاء قدر الإمكان، ولدي شعور جيد تجاه هذا الموسم».
وختم فاندورن تصريحاته: «قضيتُ وقتاً ممتعاً في السعودية وأتطلع إلى العودة إليها مرةً أخرى، لقد كان السباق فيها من أفضل السباقات التي خضتها، وستكون الدرعية بالتأكيد انطلاقة لموسم مثير جداً. لم تتح لي الفرصة لاستكشاف معالم الرياض، وقد لا يكون الأمر ممكناً هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا، لكنني متأكد من أنه ستأتي الفرصة للعودة واستكشاف المدينة. ويجب أن أقول بأن المدينة قد تطورت كثيراً ومتحمسٌ لرؤية المزيد هذا العام».
وتستعدّ السعودية لاستضافة سباقات «فورمولا إي» يومي 26 و27 فبراير الجاري، على حلبة الدرعية، للعام الثالث على التوالي، الذي سيشهد إقامة منافساته «ليلًا» من خلال إضاءة حلبة السباق بتقنية «LED» ذات الاستهلاك المنخفض، لأول مرة في تاريخ السباق الدولي الكبير.
وتشهد منافسات النسخة الحالية من السباق على حلبة الدرعية والذي تنظمه وزارة الرياضة وبالتعاون مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، مشاركة 24 متسابقًا من أبرز نجوم اللعبة، يطمحون لتحقيق نتائج مميزة من خلال تنافس محموم منتظر في مناطق الدرعية التاريخية.
اقرأ أيضًا: