سيكون ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، شاهدًا على جولة جديدة من الصدام التاريخي بين فريقي الأهلي والاتحاد اللذين يلتقيان في الثامنة إلا عشر دقائق من مساء اليوم الخميس، في قمة مباريات الجولة التاسعة من مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
وفيما تبدو مراكز الفريقين بجدول الدوري مختلفة إلى حد كبير بتواجد الأهلي في المركز الرابع برصيد 14 نقطة، يقف الاتحاد في المركز الحادي عشر برصيد تسع نقاط فقط، إلا أن واقع الحال يشير بوضوح إلى أن كلًّا منهما يعاني أشد المعاناة على الصعيد الداخلي، وهو ما أدى إلى تطورات عديدة ظهرت على السطح بوضوح في الفترة الأخيرة بعدما انعكست على النتائج والمستوى الفني لكلا الفريقين.
الأهلي صاحب الأرض في لقاء الليلة، تعرض لهزة فنية منذ بداية الموسم، وبرغم محاولات الإدارة مساندة الفريق، إلا أن الأمور وصلت إلى حد إقالة المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، وفيما نجح المدرب الوطني صالح المحمدي في إعادة «الراقي» إلى طريق الانتصارات في زمن قياسي، سارعت إدارة النادي بالتعاقد مع السويسري كريستيان جروس لقيادة الفريق.
وبرغم معرفة جروس العميقة بالكرة السعودية وفريق الأهلي الذي سبق له تدريبه، إلا أنه رسب في الاختبار الأول أمام فريق الحزم عندما خسر أمامه في الجولة الماضية بهدف لهدفين.
وتعد هذه الخسارة جرس إنذار لجروس الذي عليه تصحيح أوضاع فريقه قبل ان تزداد الأمور سوءً، إلى أن الفوز بلقاء الليلة على الاتحاد ربما يمنح الفريق دفعة قوية ويتسبب في علاج الكثير من المشاكل؛ لأن مواجهة الاتحاد في حد ذاتها تعد بطولة خاصة وتستحق أن يطلق عليها «ديربي» جدة.
أما الاتحاد فلا تبدو أموره أفصل حالًا، بل هي على النقيض من ذلك، فالفريق لم يحقق الكثير تحت قيادة مدربه التشيلي لويس سييرا ما دفع الإدارة إلى إقالته وإسناد المهمة إلى المدرب الوطني محمد العبدلي.
لكن تلك الخطوة لم تكن كافية فيما يبدو؛ لأن الفريق الاتحادي حقق الفوز خارج أرضه على الوصل الإماراتي في البطولة العربية، لكنه عاد ليخسر من أبها في دوري المحترفين، في لغز محير يستعصي على الفهم.
وفي كل الأحوال، فإن مواجهات الأهلي والاتحاد لها حسابات خاصة ولا تخضع للتقييمات المسبقة، وهو ما يمنحها طابعها المميز الذي يجذب الجماهير بمختلف انتماءاتها.