تُوِّجَ النصرُ بطلًا لكأس السوبر السعودي بتغلبه على التعاون بنتيجة (6-5) عن طريق ركلات الترجيح؛ وذلك بعد انتهاء الأصلي للمباراة بالتعادل بهدف لمثله.
جاء تتويج النصر عن جدارة واستحقاق، بتغلُّبه على فريق قوي استطاع أن يكون ندًّا قويًّا طوال المباراة؛ حيث لم يتمكن أي منهما من حسم النتيجة في الوقت الأصلي.
تقدم التعاون بهدف الكاميروني توامبا في الدقيقة 18، وعادل عبدالرزاق حمدالله للنصر في الدقيقة 58.
وبوجه عام، تقاسم الفريقان السيطرة على مجريات المباراة، فكانت الغلبة للتعاون في الشوط الأول، ثم عاد النصر بقوة في شوطها الثاني.
أنقذ حارس مرمى فريق التعاون، في الدقيقة 3، كرة هدف مؤكد من المغربي عبدالرزاق حمدالله، بعد خطأ فادح من مدافعي التعاون.
وظهر على لاعبي التعاون التحفظ في بداية مجريات المباراة؛ حيث تواجد لاعبي السكري في منتصف ملعبهم معتمدين على الكرات الطويلة لمهاجم الفريق واستغلال الهجمات المرتدة.
وفي الدقيقة 8 أرسل نور الدين أمرابط، كرة عرضية من ضربة ثابتة، ولكنها مرت بسلام على مرمى التعاون؛ حيث لم يستغلها لاعبو النصر.
وهتفت جماهير النصر باسم اللاعب عبدالرزاق حمدالله، في الدقيقة 9، الذي أهدر كرة هدف محقق، بعد تألق أنجوس حارس التعاون، في نفس الدقيقة.
وتألق عبدالله مادو، مدافع النصر، وأخرج أول الهجمات الخطيرة للتعاون، إلى ضربة ركنية، وذلك بعد هجمة مرتدة للكاميروني توامبا، في الدقيقة 15.
وأحرز توامبا الهدف الأول في اللقاء، عند الدقيقة 18، بعد عرضية رائعة من أوجستو من ركلة ركنية؛ ليحولها الدبابة الكاميرونية لهدف بضربة رأس قوية، سكنت شباك العالمي.
وواصل مادو تألقه، وأخرج انفرادًا تامًّا لمهاجم التعاون توامبا، في الدقيقة 24، سقط على إثرها صاحب الهدف على أرضية الملعب ودخل الطاقم الطبي لمعالجته.
وتصدى مدافعو التعاون لهجمة خطيرة لمهاجمي النصر عند الدقيقة 30 من عمر المباراة.
وفشل سلطان الغنام في تسجيل الهدف الأول للنصر، بعد تصدي حارس التعاون لضربة رأس قوية من الغنام في الدقيقة 31.
واضطر عبدالله عسيري، المدير الفني للتعاون، في الدقيقة 32 لاستبدال صاحب الهدف الوحيد توامبا، وإشراك منصور المولد، بعد تعرض الأول لإصابة قوية.
وسقط حمدالله على أرضية الملعب عند منطقة جزاء التعاون؛ حيث طالب لاعبو النصر باحتساب ركلة حرة مباشرة، واحتسبها الحكم بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو في الدقيقة 33.
وعند الدقيقة 44، تصدى حارس التعاون لكرة خطيرة من أمام حمدالله، الذي لم يظهر بالمستوى المعهود في مباراة اليوم.
واحتسب حكم المباراة 7 دقائق وقتًا محتسبًا بدلًا من الضائع، أضاع خلالهم حمدالله هدفًا حقيقيًا ولكنه لم يستغل الكرة العرضية التي لُعبت له.
وسعى لاعبو النصر لمواصلة الضغط على دفاعات التعاون، ولكن دون جدوى؛ حيث باءت كل محاولات العالمي بالفشل، ولم يستطع مهاجمو النصر تسجيل هدف التعادل؛ لينتهي الشوط الأول بتقدم التعاون بهدف توامبا.
وقدّم التعاون مباراة كبيرة في الشوط الأول الذي أنهاه متقدمًا بهدف نظيف أحرزه الكاميروني توامبا، فيما عاد النصر لأجواء المباراة في الشوط الثاني الذي سيطر عليه لعبًا ونتيجة، بتسجيل عبدالزراق حمدالله هدف التعادل، إلى جانب إهدار لاعبي النصر عددًا كبيرًا من الفرص المحققة، ومع ذلك لم يكن التعاون غائبًا تمامًا حيث استبسل دفاعيًا مع محاولة استغلال الهجمات المرتدة، التي كاد أن يحرز من إحداها هدفًا ينهي به المباراة.
مع بداية الشوط الثاني، واصل لاعبو التعاون تماسكهم الدفاعي والتصدي لهجمات النصر وإيقاف مفاتيح اللعب الخاصة بالبرتغالي روي فيتوريا، مدرب العالمي.
واعتمد فيتوريا على الأطراف، إذ تقدم الظهيرين بجانب الأجنحة، لإيجاد مفتاح الوصول لمرمى التعاون.
في المقابل، كانت سرعات لاعبي التعاون هي مفتاح المدير الفني للسكري؛ حيث وصل أميسي لمرمى النصر وسدد كرة قوية ارتطمت بالعارضة في الدقيقة 50.
وانتقل نور الدين أمرابط من مركز الجناح، لوسط الملعب ليخلخل دفاعات التعاون؛ حيث وصل بالكرة لمرمى التعاون ولكن دون أي خطورة في العشر دقائق الأولى للشوط الثاني.
ونجحت خطة فيتوريا؛ حيث انطلق عوض خميس الظهير الأيسر للنصر ومرر كرة عرضية رائعة لحمدالله الذي سددها في اتجاه المرمى وتصدى لها حارس التعاون في الدقيقة 57.
وظهر حمدالله في الدقيقة 58، ليسجل الهدف الأول للنصر، بعد مراوغة رائعة لمدافع التعاون وسددها على يمين انجوس حارس السكري.
وواصل لاعبو النصر اعتمادهم على الأطراف ولكن تلك المرة من الجهة اليمنى؛ حيث أرسل الغنام العديد من الكرات العرضية ولكن فشل مهاجمو العالمي في استخدامها.
وكانت الكرات الثابتة هي مفتاح لاعبي التعاون الوحيد في ظل الهجوم الضاري للاعبي النصر طوال دقائق المباراة.
وحاول فريق النصر استدراك نظيره التعاون؛ حيث اعتمد لاعبو العالمي للتحضير في نصف ملعبهم آملين أن يفك لاعبو التعاون دفاعتهم والتقدم لنصف الملعب حتى يستطيع مهاجمو العالمي التسلل لمنطقة جزاء انجوس.
وأعطى هدف حمدالله الهدوء والتركيز لزملائه؛ حيث خرج لاعبو التعاون عن تركيزهم وأصبحوا متوترين بشكل كبير، مما جعل الأفضلية للاعبي النصر على أرضية المباراة.
ولم ينجح أمرابط في استغلال كرة أحمد موسى الرائعة التي لعبها النيجيري في عمق دفاعات التعاون؛ حيث خرج حارس التعاون وتصدى لها في الدقيقة 69.
وبنفس الطريقة لعب حمدالله كرة خلف دفاعات التعاون؛ لينفرد موسى بحارس التعاون، ويسددها بجوار القائم الأيسر لأنجوس في الدقيقة 72.
وظهرت عبقرية فيتوريا، في الشوط الثاني؛ حيث اعتمد على نفس سلاح المدير الفني للتعاون الذي لعب به في الشوط الأول، إذ سيطر لاعبو النصر على وسط الملعب في ظل اختفاء تام للاعبي السكري.
وفي كرة مباغتة حرمت العارضة لاعبي التعاون من الهدف الثاني بعد تسديدة قوية من ساندرو مانويل في الدقيقة 76؛ حيث تعد هي أخطر كرات السكري طوال الشوط الثاني.
وتراجع لاعبو النصر، إذ لم تسعفهم القدرات البدنية، والتي استغلها التعاون، وسيطر على الكرة في آخر مجريات الشوط، ولكن دون خطورة واضحة على مرمى برادلي جونز.
ومرر لاعبو النصر 418 تمريرة، في مقابل 228 تمريرة للتعاون حتى الدقيقة 80، وهو ما يظهر سيطرة العالمي على أحداث اللقاء، وسعيهم لإحراز الهدف الثاني.
وأراد فيتوريا حسم اللقاء في الوقت الأصلي؛ حيث لعب بمهاجمين، بعد دخول عبدالفتاح آدم، لاعب التعاون السابق في آخر 5 دقائق من المباراة.
واستبسل مدافعو النصر أمام هجمات النصر المتتالية، والتي لم تثمر عن أي أهداف للعالمي.
واستسلم التعاون أمام الهجوم الجارف في آخر الدقائق للنصر، والذي أراد لعبه حسم المباراة وعدم الاحتكام لركلات الترجيح، في ظل التراجع الملحوظ للاعبي السكري.
وأهدر حمدالله فرصة أخرى محققة، وهي الأخطر في المباراة في الدقيقة 91، وذلك في مسلسل إهدار الفرص التي ظهر المهاجم المغربي على غير العادة.
وواصل لاعبو النصر هجومهم، مما أثمر لاحتساب خطأ على حدود منطقة جزاء التعاون في الدقيقة 93، بعد ارتكاب لاعب التعاون لخطأ في مكان خطير، وارتطمت الكرة في حائط الصد بعد تسديدة يحيى الشهري.
ويعد حارس التعاون هو نجم اللقاء وذلك بعد التصدي للعديد من الكرات الخطرة أمام مهاجمي النصر، كما أنه أنقذ عسيري من التحفظ الزائد الذي ظهر عليه في الشوط الثاني من المباراة.
وفي آخر دقيقة بالمباراة، أخطأ عبدالله مادو خطأ فادح، ولكن أنقذ مايكون الهجمة المرتدة من أمام مهاجم التعاون.
وانتهى الزمن الأصلي للقاء بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله؛ ليحتكم الفريقين للركلات الترجيحية.
تقدم عبدالرزاق حمدالله وسجل الضربة الأولى للنصر، وعادل النتيجة ساندرو.
وسجل جوليانو الركلة الثانية للنصر، وأحرز نيلدو للتعاون.
وأهدر أمرابط الضربة الثالثة للنصر، وتقدم التعاون على النصر بعد تسجيل أميسي.
ونجح يحيى الشهري في تسجيل الضربة الرابعة، بينما أهدر ماتشادو للتعاون لتصبح النتيجة (3/3).
واستطاع عبدالفتاح آدم تسجيل الركلة الخامسة للعالمي، وعادل هيلدون النتيجة مرة أخرى؛ ليحتكم الفريقان لركلة وركلة.
وسكنت الضربة السادسة شباك التعاون عن طريق المدافع مايكون، وأهدر طلال العبسي الركلة السادسة للتعاون، ليتوج النصر ببطولة كأس السوبر.